Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Mar-2019

منظمات “الهيكل” المزعوم تحشد المستوطنين لاقتحام “الأقصى” وتحويله لـ”كنيس” اليوم

 الغد-نادية سعد الدين: تسلمت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، أمس، قراراً إسرائيلياً بإغلاق مصلى “باب الرحمة”، في المسجد الأقصى المبارك، مدة أسبوع، وسط حشد ما يسمى اتحاد منظمات “الهيكل”، المزعوم، لمشاركة واسعة من المستوطنين المتطرفين لاقتحامه اليوم وتحويله إلى “كنيس”، ما يشي بمواجهات مع الفلسطينيين المرابطين في المسجد.

وليس من المتوقع أن تمتثل الأوقاف الإسلامية” لسلطات الاحتلال، حيث أكد مدير المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عمر الكسواني، أن “باب الرحمة” سيبقى “مفتوحاً، عملاً بقرار مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، حتى في ظل الاعتقالات الإسرائيلية الواسعة ضد المواطنين”.
وتمتنع “الأوقاف” عن التوجه إلى المحاكم الإسرائيلية في الأمور المتعلقة بالمسجد الأقصى، لأن ذلك يشكل اعترافاً بالسيادة الإسرائيلية على المسجد، وذلك بعد قرار ما يسمى محكمة “الصلح” الإسرائيلية في القدس المحتلة إمهالها مدة أسبوع للرد على طلب النيابة الإسرائيلية إغلاق مبنى”باب الرحمة”، وإلا فإنها ستصدر أمراً بإغلاقه.
ودعا النشطاء الفلسطينيون إلى تكثيف التواجد في المسجد الأقصى، اليوم وغداً، وإقامة صلاة الجمعة عند أبوابه مع المُبعدين عنه، الذين سلمت قوات الاحتلال مؤخراً قرارات إبعادهم لفترات متفاوتة على خلفية أحداث “باب الرحمة”، وذلك لصدّ عدوان المستوطنين وإحباط مخططهم المضادّ للأقصى.
من جانبه، أكد الشيخ الكسواني “قرار مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، بأن المصلى سيبقى مفتوحاً، حيث حجج سلطات الاحتلال لمحاولة إغلاقه واهية لا أساس لها”.
وأضاف أن “دائرة الأوقاف ومجلس الأوقاف يتابعون قضية مصلى “باب الرحمة” على أعلى المستويات لإبقائه مفتوحا أمام المصلين رغم إجراءات الاحتلال”.
وأوضح الشيخ الكسواني أن “قوات الاحتلال تتبع سياسة ممنهجة ضد حراس الأقصى، عبر الاعتقالات والإبعادات، حيث كانت آخر الاعتقالات أمس للحارس مهند إدريس فور خروجه من المسجد الأقصى”.
واعتبر أن “اعتقال حراس المسجد يعد اعتداءً على دائرة الأوقاف والوصاية الهاشمية”، مؤكداً أن “الاعتقال اليومي للحراس جرّاء قيامهم بفتح مصلى “باب الرحمة”، يعد إجراءً مرفوضاً يستهدف ارهابهم من جهة، وتفريغ المسجد من موظفيه وحراسه من جهة ثانية”.
وبين أن “الحراس يقومون بدورهم وواجباتهم”، منوهاً إلى أن “دائرة الأوقاف الإسلامية تقوم بدورها بمتابعة قضايا جميع الحراس الذين يتم اعتقالهم أو إبعادهم، كما يتم التواصل مع الأطراف الأردنية المعنيّة وطواقم المحامين”.
ومنذ أحداث “باب الرحمة”؛ قامت قوات الاحتلال، طبقاً للأنباء الفلسطينية، باعتقال وإبعاد رئيس مجلس الأوقاف الإسلامي، الشيخ عبد العظيم سلهب، وهو أعلى مرجعية وهيئة دينية في القدس، ونائب مدير أوقاف القدس، الشيخ ناجح بكيرات، وثلاثة من أعضاء المجلس، وهم: وزير القدس عدنان الحسيني، وحاتم عبد القادر، ومهدي عبد الهادي، فضلاً عن 15 حارساً وموظفا من دائرة الأوقاف الاسلامية.
ويتزامن هذا التوتر مع اقتحام المستوطنين المتطرفين، أمس، المسجد الأقصى المبارك، من جهة “باب المغاربة”، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وتنفيذهم جولات استفزازية داخل باحاته. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية، أن عناصر من القوات الخاصة الإسرائيلية المسلّحة انتشرت في باحات الأقصى، وأمنت الحماية للمستوطنين ورافقتهم حتى مغادرتهم من “باب السلسلة”.
بدوره، قال القيادي البارز في “حركة فتح” في القدس المحتلة، رأفت عليان، إن “تصعيد الاحتلال الأخير ضد القدس، بمكوناتها الدينية والسياسية والشعبية والديمغرافية، يؤكد دخوله مرحلة جديدة من الانتهاكات الهادفة لتحقيق التطهير العرقي الحقيقي ضد أبناء المدينة المحتلة”.
واعتبر عليان، في تصريح له، إن “سلطات الاحتلال تستهدف إفراغ القدس المحتلة من سكانها والسيطرة الكاملة على مكوناتها، على الصعد الدينية والسيادية والسكانية”.
وأوضح بأن “حجم الاعتداءات الإسرائيلية ضدّ القدس المحتلة قد تصاعدت بشكل ملحوظ منذ قرار إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بها “عاصمة للكيان الإسرائيلي”.
وتوقف عليان عند “ارتفاع وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى والاعتداء على الأوقاف الاسلامية، ومساعي انتهاك الوصاية الهاشمية، وزيادة الاعتقالات اليومية التي طالت مكونات أبناء المدينة، من قيادات دينية وسياسية وتنظيمية وشعبية، وارتفاع نسبة الاستيلاء على أملاك الفلسطينيين، وهدم المنازل، وتكثيف الأنشطة الاستيطانية”. ونوه إلى أن “الأحزاب الإسرائيلية تتنافس في دعايتها الانتخابية على منسوب التطرف ضد الفلسطينيين لكسب أكبر عدد ممكن من الأصوات”، في انتخابات “الكنيست” المقررة الشهر القادم.
وانتقد عليان “عجز المؤسسات الدولية والصمت العربي والإسلامي، تزامناً مع الانقسام الفلسطيني الداخلي، في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، برعاية وموافقة البيت الأبيض”.
ورأى أن “أبناء القدس المحتلة وحدهم في معركة الدفاع عن كرامة الأمة العربية والإسلامية، مثلما يشكلون عقبه أمام المخطط الاسرائيلي، بالرعاية الأميركية، حيث انتصروا في أكثر من جولة من جولات التحدي والصمود ضد عدوان الاحتلال، وفق مفاهيم الوحدة والتلاحم والمقاومة، إلا أن المعركة مستمرة ولم تنتهِ بعد”.
وطالب عليان “بتكريس الوحدة الفلسطينية الداخلية ورص الصفوف ونبذ الخلافات، ووضع استراتيجية نضالية وكفاحية كاملة وشاملة تعطي الفرصة لكل مكونات الشعب الفلسطيني بممارسة حقه الطبيعي في المقاومة والصمود”.
وقال إن “القادم أسوأ في ظل السياسة الإسرائيلية المدعومة أميركياً”، داعياً “كل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى ومصلى “باب الرحمة” ضرورة التواجد المستمر وشد الرحال إليه لحمايته والدفاع عنه ضد عدوان الاحتلال”.