Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Sep-2017

الملك عندما يُصارح شعبه بالحقائق والأرقام
 
رأينا
الراي - مرة أخرى يعود جلالة الملك عبدالله الثاني مؤكداً لأبناء شعبه وبخاصة من هم في الطبقة الوسطى والفقراء أن همومهم تحتل المرتبة الأولى على جدول أعماله الشخصية وأن توجيهاته للحكومة لا تتوقف عن تذكيرها بضرورة حماية أبناء هذه الشرائح في أي خطوة أو قرار أو إجراء تتخذه، إدراكاً عميقاً من جلالته بواجب الحكومة إزاء هؤلاء المواطنين كون الطبقة الوسطى على وجه الخصوص هي المُحرّك الأساس للتنمية والانتاج وللدورة الاقتصادية السليمة في أي دولة.
 
وإذ حرص جلالة القائد الأعلى في اللقاء الذي جمعه برفاق السلاح من كبار ضباط القوات المسلحة على تأكيد اعتزازه وتقديره للدور المهم والحيوي الذي تقوم به القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في المجتمع وتطوير الأردن لافتاً إلى أن المملكة قادرة على حماية حدودها مع سوريا منوهاً في هذا الشأن إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا، فإن الشرح الوافي والقراءة الصريحة لأوضاعنا الاقتصادية والملفات والقضايا المتعلقة بهذه الأوضاع الاقتصادية التي نعيشها قد عكست الأهمية القصوى التي يوليها جلالته للملف الاقتصادي وتداعياتها وآثاره على أبناء هذا الوطن وبخاصة الطبقة الوسطى والفقراء منهم الذين يحظون باهتمام شخصي ومباشر من جلالته في الوقت ذاته الذي يتواصل العمل فيه من أجل تحسين الظروف الاقتصادية ليشعر بها المواطن.
 
إشارة جلالته اللافتة إلى ضرورة توجيه الدعم للمواطنين في ظل وجود الملايين من الأجانب في المملكة تكتسب أهمية اضافية في الظروف الصعبة التي يعيشها اقتصادنا الوطني والناتجة في الأساس عن ظروف خارجية تقف في مقدمتها تبعات وتداعيات اللجوء السوري، ما يستدعي إيلاء توجيه الدعم للمواطنين الأهمية التي يستحقها على نحو يستفيد منه الأردنيون في شكل مباشر ولا يذهب إلى غير أهدافه وغاياته الوطنية.
 
ولأن جلالته يتابع المشهد الوطني عن كثب وبدأب ومثابرة وبخاصة ما يدور حول قانون ضريبة الدخل المُعدّل فإن جلالته كان واضحاً وصريحاً كعادته في هذا الشأن عندما دعا إلى ضرورة أن يعالج هذا القانون قضية التهرّب الضريبي التي اثبتت الدراسات وبالأرقام مدى فداحة الخسارة التي تلحق بإيرادات الدولة جراء هذا التهرب الذي لا يمكن السكوت عليه.
 
جلالة الملك في لقائه مع رفاق السلاح كان واضحاً في التأكيد على الشرح المستفيض المعزز بالوقائع والأرقام عن أسباب وجذور الأزمة المالية في المملكة والتي تراكمت تداعياتها بفعل ما حدث في المنطقة من أحداث سواء لانقطاع الغاز المصري والأزمات المتلاحقة في المنطقة والتي افضت في النهاية لزيادة عدد سكان المملكة بنسبة الخمس في الوقت ذاته الذي لم يقم المجتمع الدولي بواجباته تجاه هذا العبء الكبير الذي قام به الأردن نيابة عن العالم أجمع، ما أدى هذا الخذلان الدولي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية دون أن ننسى آثار إغلاق الحدود مع الشركاء التجاريين الرئيسيين على اقتصادنا، هذا التقصير العالمي بحق الأردن يعني استنزاف ربع موازنتنا للانفاق على اللاجئين وهو أمر ليس له مثيل حيث لا توجد دولة في العالم تنفق ربع موازنتها على غير أبنائها.
 
قضايا عديدة اسهب جلالة القائد الأعلى في الإضاءة عليها وشرحها لرفاق السلاح سواء في ما خصّ نتائج زيارته الأخيرة لنيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة واللقاءات العديدة والرفيعة المستوى التي عقدها مع رؤساء الدول الشقيقة والصديقة لبحث قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية أم في شأن التفاؤل الذي عبّر عنه جلالته بالتزام الرئيس الأميركي ترمب بتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على نحو يمنح المنطقة وشعوبها فرصة وأملاً بمستقبل واعد.