Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Mar-2019

شعراء: الشعر قيمة جمالية عالية ولغة إنسانية مشتركة

 الدستور - عمر أبو الهيجاء

في يوم الشعر العالمي الذي يصادف 21 آذار من كل عام، نتساءل مع نخبة من الشعراء الأردنيين، هل استطاع أن يعيد الألق إلى القصيدة العربية وتأخذ مكانتها في التعبير عما يجول في ثناياهم وفي خواطرهم، يبقى السؤال قائما في ظل ما أخذه السرد من اهتمام الشعراء وذهابهم نحو السرد لتتبوأ الرواية مكانة مرموقة في المشهد الثقافي؛ ما أدى ذلك إلى تراجع الشعر على حساب السرد.
«الدستور» بمناسبة يوم الشاعر العالمي توجهت بهذا التساؤل: لماذا هذا اليوم للشعراء، وما هي تطلعاتهم ورؤاهم والعالم  يحتفي بهذا اليوم بالشعر والشعراء؟ فكانت الإجابات.
 الشاعر علي شنينات:
بالنسبة لي فإن كل الأيام للشعر وليس يوماً واحداً فقط كما أعلنته اليونسكو، إذ انني مؤمن جداً بالشعر كقيمة جمالية وإنسانية قادرة على تغيير وجه هذا العالم القبيح. وهو الفن الذي يستحضر كل المشاعر والأحاسيس ويعبر عنها بلغة أدبية مبدعة . 
مؤمن بالشعر كأداة تحرك وعي الجماهير وتخلق جيلاً يتربى في مدرسة الشعر الكبيرة ويكون قادراً على مواجهة هذا الخراب.
لا يتلاشى الشعر ولا يضمحلّ بل يأخذ دوره الطليعي على سائر الفنون الأخرى، هذا الكائن الشاسع المطلق والذي لا يحدّه حدّ ولا تطاله إلا يد الشاعر المتمكن من أدواته والمتحفّز لقنص هذه اللحظة الفاتنة النادرة.
ان يوم الشعر مناسبة موجهة بالدرجة الأولى إلى الحكومات والمؤسسات المعنية بالثقافة والأدب للقيام بدورها اتجاه الشعر والشعراء لدعمهم والوقوف الى جانبهم والنهوض بالحركة الشعرية التي أصابها الوهن نتيجة الأوضاع  الحياتية التي يعيشها الشعراء.
 الشاعر عبد الرحيم جداية:
يأتينا الشعر كأي شيطان منفلت من عقاله، يأتينا متضرجا بأحاسيسه، نابتا مثل كل مشاعر العاشقين، متجمعا كامرأة تعج بالحنان على رضيعها، مشتعلا بفكرة حرب ما زالت السيوف فيها تواجه البنادق، محمولة على فوضى خلاقة يثور الشاعر بها على نفسه، يصادم الشعراء في عولمة خانقة، كان يحمل تراثه من مجتمعه والان يتلقاه من مصادر غريبة على كيانه.
يحل يوم الشعر العالمي على مجتمع لا يعرف قيمة الشعر والشاعر، لتحل فوضى لا خلق فيها ولا إبداع، هذا اليوم المنسي لا يذكرنا به كل عام إلا الشاعر عمر أبو الهجاء الذي يحمل رسالة الشعر، مطورا في قصيدته، صانعا تمثاله بين حضرة الشعراء، فيحملنا ما لم نحمل، لان تماثيلنا من شمع، ليس كغيرنا ممن نحتت تماثيلهم من الحجارة و النحاس.
تماثيلنا سريعة الذوبان يا صديقي فهل نحتفل في يوم تتفلت ثوانيه من بين أصابعنا، وهل على الشعراء أن يحتفلوا بالشعر والأدب أم على المجتمع و مؤسساته العامة أن تحتفل بنا، تكرم أنفسها بتكريمنا.
في يوم الشعر العالمي استحضر أرواحا رحلت من الشعراء الجيدين، استحضر «ناي الراعي» الذي عزفه حبيب زيودي، استحضر نايات عزف عليها إبراهيم الخطيب، و أرى في ما يرى النائم دواوين بعثرتها الريح، فلا أحلام للشعراء المنفيين بدمهم و كلمتهم، المحاربين بحريتهم، الصانعي المجد، لكن ليس من أمة حاضرة أن تلتفت لصوت الشاعر، ولا تعيره اهتمامات، فالشاعر يهذي و يكتب ويطبع و ينشر ويوزع وفي آخر الحلم يخرج خاوي الوفاض إلا من دراسة نقدية عابره تشعل الصدام في عولمة النقد. ماذا سيخلق النقد؟ وما الذي سوف يورثه شاعر غير قصائد مبتلة بعد موته لأولاده، لا هي تطعمهم من جوع ولا تكفي لهم نارا لبرد الشتاء، سيقولون وهم يضحكون ستبقى رسالته، واسأل في يوم الشعر العالمي وكيف يفهم المجتمع رسالة الشاعر بعد موته وهي رسالته التي لم يفهموها في حياته. أنا لست إلا شاعرا بصوت نزق، وأنفاس متقطعة، شاعر أعلن الحرب على قصيدته، حرقها منتقما من إيقاعاته وبحوره وتفعيلاته وقوافيه، ولا أعلم لماذا قال محمود درويش «لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي»، فلتنتهي قصائدنا فلا بواهي لها في يوم الشعر العالمي.
 الشاعرة دعاء البياتنة:
في يوم الشّعر العالمي تأكيد على أنّ الشّعر لغة إنسانية مشتركة، تجعل المسافات الجغرافيّة والفكريّة أكثر قربا، وأشد عمقا، فكل أرض على الخريطة الكونية لها شعراؤها وشاعراتها، وسؤالها، وجوابها، وموقفها، لكن في هذا اليوم ترتفع الرؤى بألوانها، وأطيافها، ليصير الشعر من أقصى العالم إلى أقصاه، يوما كاملا بالساعات، والدقائق ،والثواني يعبر بنا ،ومنا، وفينا، ليصل إلى اللانهاية! دعوا الشعراء يقولوا كلمتهم؛ ليتنفس العالم من سماوية القصيدة،سيبدو القول حالما مثاليا! ولكن من الكلمة يبدأ التغيير، والنهوض نحو واقع جديد.
فنحن أمة شاعرة، كان الشعر أخبارنا، وتاريخنا، وهويتنا استطعنا به أن نكوّن عواطفنا، وموقفنا، ووجودنا، والآن ما زلنا نتمسك بالشعر أداة لتحريك الوعي، لهذا يظل يوم الشعر العالمي عهدا وميثاقا يخفق به نبض القصيدة في قلب الإنسانية جمعاء. 
تطلعاتي في هذا اليوم أن تؤمن المؤسسات بأهمية اندغام الشعر في تفاصيل الحياة، ليصير إشارة يومية لا يكون المرور إلا بها. كما أترقب بشغف تلك اللحظة التي سيكون فيها الشّعر هو الحل لما كنا نظنه مستحيلا!