Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Apr-2017

الشباب أصبحوا منغلقين - شارون غيفع

 

هآرتس
 
الغد- "السبب الحقيقي في نسيان الشباب للكارثة أو رغبتهم في نسيانها هو: أعتقد أنه لا يوجد شباب في العالم يتم ارضاعهم مثلنا بالقتل والمذابح. كتب بياليك عن مدينة القتل، وكُتب المزيد عن الدم والقتل. أصبح الشباب منغلقون في هذا الامر، لذلك يريدون النسيان. نعم، التوجه هو النسيان". هذه اقوال دان (17,5 سنة) اثناء نقاش تم بين الفتيان الإسرائيليين عن "المشكلات الحالية في حياتنا"، والتي نشرت في الصحف في نيسان 1960. بعد 57 سنة ما زالت اقوال دان صالحة وتعلمنا شيئا هاما: هناك حاجة إلى التغيير في البرنامج اليومي للفتيان في يوم الكارثة. مثلا، اعفاؤهم من المشاركة في المراسيم.
في اجتماع الفتيان ذلك، الذي بادرت اليه وخططت له صحيفة "معاريف"، شارك الشباب والشابات في جيل 15 – 18 سنة، ومعظمهم من مواليد البلاد، ومثلوا تيارات وجماعات في المجتمع الإسرائيلي بشيء يشبه كنيست مصغرة. الصحفي شالوم روزنفلت بدأ النقاش الذي أداره الصحفي والمحرر الأدبي د. دافيد لازر. وطرح اسئلة حول مواضيع مثل حدود حرية التعبير في المجتمع الديمقراطي، فرص السلام مع الدول العربية، مشكلة اللاجئين، العلاقة بين إسرائيل والمانيا والتقاليد أمام التجديد في عادات الاعياد الإسرائيلية – خاصة عيد الفصح ويوم الاستقلال. وفيما يتعلق بالكارثة طلب الاستيضاح، هل يجب حسب رأي الشباب "أن ننسى أم نتذكر" الكارثة. وكيف يجب التعامل مع الضحايا وخاصة الناجين الذين جاءوا إلى إسرائيل.
جاء في الصحيفة أنه تم تسجيل الحديث ونشره كما هو. "لم يتم استخدام أي رقابة". ونشر في مقالة كبيرة عشية الفصح في 11 نيسان (ابريل) 1960 بعنوان "كيف يفكر الشباب؟ كيف يشعر الشباب؟". التاريخ العبري للنشر هو تاريخ رمزي: عشية عيد الحرية. وهو أيضا الموعد الذي انطلق فيه تمرد غيتو وارسو، اشارة إلى البطولة الكلاسيكية في فترة الكارثة.
التاريخ الاجنبي للنشر هو رمزي بأثر رجعي: 11 نيسان (ابريل) 1961، بدء محاكمة آيخمان في القدس، حدث مفصلي في تاريخ تعاطي المجتمع الإسرائيلي مع الكارثة. في 8 نيسان (ابريل) 1959 سنت الكنيست قانون "يوم ذكرى الكارثة والبطولة"، وتم تحديد مراسيم الذكرى والوقوف دقيقة صمت وإنزال العلم واحياء الذكرى، والمراسيم في المدارس وفي معسكرات الجيش الإسرائيلي. الموعد ومراسيمه بقيت على حالها بطابعها المألوف منذ محاكمة آيخمان، وهي معروفة جيدا بالنسبة للشباب في إسرائيل في العام 2017. ومثل آبائهم من قبلهم، هم يشاركون أيضا سنة بعد اخرى في المراسيم في المدرسة ويقفون دقيقة صمت أمام العلم المنكس، ويتعرفون على الاغنيات المعروفة ويرددون كلمات "لا يجب أن ننسى شيء" وينشدون نشيد هتكفاه، وبعد ذلك يتفرقون إلى الصفوف حتى موعد المراسيم التالية.
لكن في اوساط آباء شباب 2017 بدأت اشارات التغيير. توسع المبادرة الاجتماعية يشير إلى أنه عشية يوم الكارثة والبطولة يفضل الكثير من الإسرائيليين عدم مشاهدة الطقوس الرسمية التي يتم بثها مباشرة من ميدان غيتو وارسو في "يد واسم". فهم لا يريدون مراسيم جماعية، بل المشاركة بشكل ناجع في النقاشات على المستويات الحميمية الصغيرة. 20 وفي الاكثر 30 رجل وامرأة يجتمعون في صالون ويتحدثون باشراف المضيف أو المضيفة عن ذكرى الكارثة، العامة والخاصة، ويشاركون الآخرين تجاربهم.
طاقم تعليمي في مدرسة ثانوية يمكنه أن يفعل نفس الامر. بدل المراسيم الرسمية في المدرسة، يمكن اجراء حلقات حوار ونقاشات على مستوى مصغر، 20 – 30 فتى وفتاة في صف واحد يتحدثون، بارشاد من المعلم أو المعلمة، عن ذكرى الكارثة العامة والخاصة، والسؤال كيف يتقاطع هذا مع الواقع الحالي. مثلا التعرف على المساعدة والتعليم لحركات الشبيبة في غيتو وارسو التي سبقت حمل السلاح، والسماع عن تمرد كانون الثاني (يناير) الذي اندلع هناك قبل التمرد الكبير بثلاثة اشهر. والقول إن تمرد غيتو وارسو اندلع بالضبط عشية عيد الفصح، ليس لأن هذا كان عشية عيد الحرية، بل بسبب حتمية الموت. والتحدث عن العلاقة بين التمرد وبين الموعد الذي جاء في القانون كيوم للكارثة في رزنامة دولة إسرائيل.
بدل دقيقة الصمت يمكن الحديث عن من تسببوا بالقتل الجماعي انطلاقا من فرضية أنهم لم يكونوا أذرع "الافعى النازية"، بل بشر، وأن معسكرات الموت لم تكن "كوكب آخر"، بل جزء من العالم الذي نعيش فيه. ومعرفة أن "المنطقة الرمادية" كما سماها بريمو ليفي، عندما كتب عن اجهزة السيطرة في معسكرات الموت. ومناقشة مغزى خط الدفاع لآيخمان في محاكمته الذي يقول إنه قام بتنفيذ الأوامر. ومعرفة الابادة للارمن قبل مئة سنة، وسؤال لماذا لا تعترف دولة إسرائيل بها. والتعلم عن ابادة الشعب في دارفور في السنوات الاخيرة، واستيضاح ما هي سياسة إسرائيل بالنسبة للاجئين من افريقيا. ومتابعة تقارير من نجحوا في الهرب من سوريا.
بدل سماع خطاب، يمكن قراءة خطاب رئيس أو رئيس حكومة في المراسيم الرسمية في "يد واسم"، والحديث عن استخدام الساسة لهذا الموضوع، بدء بدافيد بن غوريون ومرورا بمناحيم بيغن وانتهاء باهود باراك وبنيامين نتنياهو، والانتباه إلى أن قضية الكارثة قائمة في الحياة اليومية للجمهور، وليس فقط في يوم الذكرى.
يمكن مثلا استعراض اقوال فتى في إسرائيل من العام 1960، اعتقد أن انغلاق الشباب تجاه الكارثة ينبع أيضا من حقيقة أنه "لا يوجد شباب في العالم يرضعون مثلنا القتل والمذابح". والحديث يدور عن تأثير هذه الرضاعة. والسؤال هو ماذا يمكن فعله الآن كي يحدث هنا شيء أفضل.