Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Mar-2018

في ذكرى «اليوبيل الذهبي» للكرامة - احمد ذيبان

الراي -  بعد أيام تصادف الذكرى السنوية الخمسون «اليوبيل الذهبي»،لوقوع معركة الكرامة المجيدة ،التي أثبتت قدرة المقاتل العربي في مواجهة العدو، عندما تتوفر الارادة السياسية والاعداد اللازم ، وأن ترويج العدو لأسطورة «الجيش الذي لا يقهر» ! كانت جزءامن الحرب النفسية، التي شنها العدو مستفيدا من مناخ هزيمة 1967، التي وقعت قبل معركة الكرامة بنحو تسعة أشهر مياه كثيرة « مرت تحت الجسور» خلال خمسة عقود، ونحن اليوم نعيش في ظروف لم تشهد أمتنا أسوأ منها ، منذ حقبة الاستعمار المباشر، وما نتج عن اتفاقية سايس – بيكو، من تقسيم الوطن العربي بين بريطانيا وفرنسا.اليوم ثمة حروب أهلية تشتعل داخل بعض الدول تأكل الأخضر واليابس ،تقتل مئات الاف الاشخاص ، وتدمير المجتمعات ،فضلا عن موجات لجوء ونزوح وكوارث انسانية هائلة، وسط تدخلات أجنبية مباشرة تغذي هذه الحروب ، وتمهد الى إعادة تشكيل ورسم خرئط جديدة لها طابع مذهبي ، وتتنافس تلك الدول على تقاسم النفوذ !

وأكثر من ذلك تحولت ساحات القتال في العديد من البلدان العربية ، ميدانا لتجريب الأسلحة الجديدة، للدول الكبرى مثل روسيا وأميركا ،كما يحدث في سوريا ،وهو ما أكده رئيس أركان الجيش الروسي أخيراً، بالقول أن الجيش الروسي جرب اكثر من «200« سلاح جديد في سوريا خلال عامين، وليس مهما بالنسبة لهم :كم من السوريين قتلوا في حقل التجارب هذا ؟
عندما وقعت معركة الكرامة ، كانت التغطية الاعلامية محدودة،لم يكن ثمة محطات فضائية أو انترنت ووسائل تواصل اجتماعي ، كانت أخبار المعركة تنقلها الاذاعات ووكالات الأنباء ، وفي ذكرى «الكرامة»لفتني قبل نحو شهر خبر وفاة العقيد المتقاعد»محمدالهواري المومني»، قائد «المدفعية السادسة « في تلك المعركة رحمة االله عليه.وربما أكثر ما أذكره من أجواء تلك المعركة، سماع هدير أصوات «المدفعية السادسة» ،عندما كانت تطلق قذائفها من موقعها ،في أعالي الجبال بمنطقة «عيرويرقا»المطلة على منطقة الأغوار ،باتجاه قوات العدو الغازية ، وكان الناس يتحدثون بتفاخر عن المدفعية السادسة ،ولا أدري لماذا سميت ب»السادسة» قد يكون لها تفسير عسكري،لكنها لعبت دورا مهما في إرباك قوات العدو ،والمساهمة مع القوات العسكرية الأخرى وفصائل المقاومة الفلسطينية في إفشال غزوته.
نتيجة معركة الكرامة كسرت الغطرسة الصهيونية، التي تعززت بسبب الهزيمة الصادمة التي لحقت بالجيوش العربية في حرب 1967 ،ورفعت معنويات الجماهر العربية ،ليس في الاردن وفلسطين فقط ،بل في مختلف أنحاء الوطن الكبير.
وبعد«الكرامة» انتهج العدو سياسة الأرض المحروقة بغرض الانتقام، من خلال عمليات قصف جوي ومدفعي عشوائي على مناطق الأغوار، الأمرالذي تسبب بتدمير العديد من منشات البنية التحتية والخدمية ،على تواضعها في تلك المرحلة، والأهم من ذلك دفع الكثير من سكان الأغوار، الى النزوح الى المرتفعات خشية من القصف ،وهو نهج يشكل جزءا من العقيدة الصهيونية في تنفيذ سياسة «الترانسفير» ضد الفلسطينيين.
وأذكر أنه بتأثير تلك الاعتداءات ،نزحت عائلتي وأقاربي لفترة ستة أشهر ،الى منطقة الرميمين بجوار «عين ماء» صافية، كانت المصدر الأساس للتزود بالماء،وبالمناسبةكانت الرميمين منطقة سياحية متميزة،تتمتع بمناخ لطيف وبيئة خضراء نظيفة ، لكنها اليوم لا تحظى بما تستحق من اهتمام ،لجهة توفير الخدمات لجذب الزوار،وأظن أن «عين الماء»لم يعد لها وجود !
معركة الكرامة كانت جزءامن الصراع العربي الصهيوني ،وتداعيات القضية الفلسطينية «قضية العرب المركزية» ، وبعدالتضحيات الهائلةالتي قدمهاالشعب الفلسطيني طيلة «70 «عاما ! تواجه هذه القضية اليوم أكبر خطر منذ قيام الكيان الصهيوني ،وهو ما يعرف ب»صفقة القرن»لتصفية القضية ،التي تطبخهاإدارة الرئيس الاميركي ترامب وكان أكثر قرارات ترمب استفزازا ، اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال،ونقل سفارة بلاده اليهافي مايو –ايار المقبل في الذكرى السبعين للنكبة !
Theban100@gmail.com