Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2018

الأردن.. هذه هي الحقيقة! - صالح القلاب

الراي - والأردن..بلدنا، يعبر هذا المضيق الخطر فعلاً فإن عليه، والمقصود هنا هو الأردنيون بغالبيتهم إن ليس كلهم، أن يواصل السير بكل ثقة بالنفس وبخطىً ثابتة.. وإلى الأمام وأن لا ينشغل ويشغل نفسه بكل هذا الصراخ الداخلي والذي يأتي من الخارج أيضاً فهو معتاد على هذا كله وقد مرّ بظروف أسوأ وأخطر من هذه الظروف لكن قوافل الخير بقيت تواصل سيرها بثبات ووعي وإلى الأمام فتحقق كل هذا الذي تحقق وأصبحت لنا وله كل هذه المكانة المحترمة والمقدرة على الخريطة الدولية وفي العالم بأسره.

نحن الآن في وضع يشبه وضع جنود «اسبارطه» في مرابطتهم في ممر «الماراثون» ومع ذلك فإننا نعرف أن هناك مثلاً عربياً قديماً ينطبق علينا وعلى بلدنا يقول: «إشتدِّي أزمة تنفرجي» والشدائد هي التي صهرت الأردنيين كلهم نساءً ورجالاً ولعل بعضنا، وبخاصة الذين خط الشيب رؤوسهم، لا يزال يتذكر تلك الأوضاع الصعبة والعسيرة عندما كان الأردنيون، الشعب قبل المسؤولين، يعاملون كالأيتام على مآدب اللئام وعندما كانت المؤامرة تحاصر بلدنا وكان المتآمرون يستهدفونه بوجوده وبالطبع بمكانته وبدوره الوطني وبأدواره العربية.
إن القافلة تسير بل هي تواصل السير بكل ثقة رغم عواء الكلاب.. نعم عواء الكلاب ويقيناً أن كل هذا الإرغاء الفارغ عن قرب وعن بعد يجب أن يعزز قناعاتنا بأننا على حق وأنه معنا الحق وأنه علينا أن نضع أكتافنا متراصفة تحت هذا الحمل الثقيل فعلاً وأن نضع الأردن في مقل عيوننا وأن نتذكر دائماً ذلك المثل القديم الجميل رغم»طفاشته»:
إنه لا يحرث الأرض إلا عجولها وأن هذا البلد الذي تزنره الأخطار والتحديات من كل جانب منتصر بعون االله وبتكاتف الخيرين من أبنائه وبتصميم قيادته على مواجهة التحديات كلها وهي تحديات كثيرة وخطيرة علينا أن نواجهها بأن نكون معاً وعلى قلب رجل واحد هو هذا الذي يقف خلف دفة هذه السفينة التي تبحر بكل ثقة وكل شجاعة بين هذه الأمواج المتلاطمة.
إن المفترض أن كل الأردنيين يعرفون أن قائد مسيرتنا الخيرة قد تلقى تهديدات، حتى من قبل مَنْ مِنْ المفترض أنهم أصدقاء، بأن عليه وعلينا أن ننسى القضية الفلسطينية وأن نستوعب موضوع اللاجئين الفلسطينيين لكن الجواب الصارم كحد السيف كان.. ولا يزال: «لا أبداً وألف لا» فهذه القضية قضيتنا التي لا قبلها ولا أهم منها قضية وأن هذا الشعب، الذي له في تراب كل شبر من فلسطين.. فلسطيننا شهيد، لن يخون الأمانة ولن يتخلى عن العهد وأنه لا حل إلا الحل الذي لا يغضب الجدود والآباء في قبورهم وأضرحتهم وهو: الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعلى حدود عام 1967 وكل هذا وأننا لن ننسى أبداً ولن ينسى أحفادنا وأحفاد أحفادهم أن هناك وطناً اسمه فلسطين وأن حلم العودة إلى هذا الوطن وحلم استعادته سيبقى يملأ قلوبنا إلى أن يعود إلى أهله إن في ذات يوم قريب وإن ذات يوم بعيد!!.
كانت مواجهة «صفقة القرن»، التي إن نحن وافقنا عليها فإنها ستكون :»صفعة العصر»، صارمة وواضحة وهي أن لا حل إلا حل الدولتين وأنه لا حل إلا حل الدولة الفلسطينية المستقلة فعلاً وحقيقة وعلى حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، قدس المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وحائط البراق ومسجد عمر وكنيسة القيامة والقبر المقدس، وهنا فإنه على الأردنيين أن يدركوا أن هذا هو سبب استهداف بلدنا واستهداف قيادتنا.. واستهدافنا وأيضاً هو دافع كل هذا النباح الهستيري الذي بعضه نسمعه من الداخل وبعضه الآخر نسمعه من الخارج لكن علينا كلنا.. على كل الأردنيين أن يثقوا بأن النصر سيكون لنا مادام أن الحق معنا.. وأما الزبد فسيذهب هباءً وأمَا ما ينفع الأردنيين فسيبقى لهم في هذه الأرض الطاهرة.
alanbat_press1@hotmail.com