Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Mar-2017

لبنان! - طارق مصاروة
 
الراي - انتبهوا للبنان. فقد أخذت إسرائيل الضوء الأخضر الروسي للتعرّض العسكري المكثف لحزب الله – وهذا كلام ليس دسيسة امبريالية – والضوء الأخضر لعدوان إسرائيلي معلن على الواجهة البحرية لحقول النفط والغاز الخاصة بلبنان. فهناك حفر واكتشاف متداخلان بين الحقلين اللبناني والإسرائيلي، وهناك حفر جانبي في تكنولوجيا السرقة التي تقف وراءها القوة المسلحة.
 
لقد اتفق لبنان وإسرائيل على استعمال الوساطة الأميركية في رسم حدود النفط والغاز بداية من خط حيفا المنتهي بحصة قبرص. ولسبب أو لآخر لم تنجح الوساطة الأميركية، فاتخذت إسرائيل قرار مصادرة الشريحة اللبنانية المجاورة للحقل الإسرائيلي – الأميركي الذي يخضع لملكية نوبل انيرجي.
 
وتأخر ردُّ الفعل اللبناني بعد مضي أربعة أيام على إعلانه. فالمخابرات العسكرية ترصد حشوداً إسرائيلية على حدود لبنان الجنوبية. وهذه أزمة معقدة تلعبها إسرائيل دون أي تحرّج: لا من إسرائيل ولا من أميركا.. وطبعاً ليس من إيران.. فإيران تقاتل بحزب الله، وبالجماعات المرتزقة من أفغانستان، وباكستان، والعراق. وهو نمط من القتال الذي تتمنى إسرائيل التعامل معه في ظل وجود أميركي عسكري داخل المفاصل السورية.
 
عدّة أوراق تلعبها إسرائيل دون أن تخشى أية قوة دولية أو إقليمية. وإذا كانت وزارة الخارجية استدعت السفير الإسرائيلي في موسكو لتحتج على الضربات الجوية في سوريا، فهي تمثيلية سخيفة لأن روسيا تملك مضادات صاروخية يمكن أن تهدّد بها الطائرات الإسرائيلية.
 
والعرب لا يملكون الآن سوى قمة البحر الميت، وهي قوة لم تتم تجربتها حتى الآن.. على الرغم من التفاؤل الذي يشيعه الملك عبدالله الثاني مع كل ما يعترض القمة من الحذر العربي المبالغ فيه.
 
يجب أن تكون عيننا مفتوحة على أكثر من التهديد الدولي والإقليمي لقضايا العرب المصيرية. فالشجاعة هي المطلوب الأول حين نقرر الوقوف معاً والقتال معاً.. دون أن ننجرّ إلى المزيد من الكوارث.
 
سؤال حول موضوع تهديد لبنان: ماذا نستطيع ان نقدم إليه وهو حبيس جماعة الولي الفقيه. ماذا تستطيع أية قوة على هذه الأرض أن تضمن للوطن اللبناني الثمين حياته ومصيره حين تهدّده مؤامرات العالم والمنطقة؟.