Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Nov-2018

ودرب الحر يا وصفي، كدربك غير مأمونة!* محمد داودية
الدستور -
كان يوما وطنيا مجيدا عبرت فيه وفود  شبابية ونسائية و «زلامية» من كل الأردن يوم امس، عن انحيازها المطلق لمناقب وصفي التل، بزيارة ضريحه في الكمالية، او بالكتابة الطوفانية على وسائط التواصل الاجتماعي في حالة عشق و شغف لا تحتاج إلى تفسير أو تبرير.
أحبه الناس لأن بيته، الذي استغرق بناؤه 17 عاما، بسبب طفره وديونه وانفاقه على أسر عفيفة، كان مفتوحا للفقراء والبسطاء قبل الوجهاء والاغنياء، حين يكون رئيسا للوزراء او وهو في هدأة التفرغ للكتابة.
لم يرزق الله وصفي أولادا فأصبحنا كلنا  اولاده وبناته البارين الأوفياء لمن يزداد حضوره و ألقه واشعاعه عاما بعد عام.
كان المدافع الأول عن فقراء الأردن وظل يعمل من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية لهم واذكاء قيم العمل اليدوي والاقتصاد المنزلي والاكتفاء الذاتي. نموذج نظافة الحكم هذا، المضاد للفاسدين، كان طبيعيا أن يقضي مديونا.
عبّر هذا الفلاح الحقيقي عن انتمائه للاردن وعن انحيازه للأخضر  والخير،  الذي ملأ قلبه، بإطلاق فكرة معسكرات الحسين للبناء والعمل،  التي أينعت الكثير من الغابات التي نراها اليوم. ولو اتيح لوصفي لأصبح الأردن غابة اشجار.
إن من يحب الأردن ويفديها ويحميها، ويستشهد من اجلها كوصفي التل؛ لا يكون إقليميا ولا جهويا ولا طائفيا؛ لأن تلك الأعطاب خطر على الأردن أولا.
وان من يحب فلسطين، ويسعى لحريتها واستقلالها؛ ويقاتل من اجلها كوصفي التل؛ لا يكون إقليميًا ولا جهويًا ولا طائفيًا؛ لأن تلك الأعطاب خطر على فلسطين قبل غيرها.
وان من يحب الله ورسله وكتبه كوصفي التل؛ لا يميز بين السلط واربد والزرقاء والرصيفة والكرك والطفيلة والشوبك ومعان والرمثا والفحيص ومأدبا وعجلون وجرش والمفرق ودير علا والعقبة.
ولا يميز بين مدن الأردن والقدس ودمشق وبيروت وبغداد وصنعاء والقاهرة والرباط والجزائر وتونس وطرابلس والخرطوم ونواكشوط والكويت وابو ظبي والرياض ومسقط والدوحة والمنامة.
وتظل مظلومية كبرى تلحق باسم الشهيد وصفي التل؛ ابن الأردن و ابن فلسطين و ابن الأمة؛ بسبب تضليل اعلام احمد سعيد، المهيمن الذي كان  يغطي الأفق بالاكاذيب في الستينات. وبسبب عجز الإعلام الأردني حينذاك عن عرض وجهة نظر الاردن.
والوطن الأردني العربي الصلب الذي أنجب وصفي وهزاع وسعد جمعة وعبد الحميد شرف، انجب ايضا ملايين الرجال والنساء الشرفاء وسيظل ينجب.
فما أكثر الشرفاء و ما أقل الفاسدين.