Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Sep-2016

مرت 16 سنة - اسحق ليئور

 

هآرتس
 
الغد- هاكم مثال على وجود واسم بدون موسوم: يمين، يسار، وسط يتهمون ويستنكرون جميع انواع "اليسار".
إن هذا مؤسف، لكن ليس هناك يسار باستثناء حركتين تعتبران أنفسهما يسار، بمنظماتهما والمؤيدين الافراد. كان اليسار يشمل حزب العمل ايضا. النار تخمد رويدا رويدا والاتحادات المهنية تسقط في احضان الليكود، وما بقي هو القائمة المشتركة وميرتس. هوية اليسار تتحدد من خلال مسألة فلسطين، لأنه منذ الثمانينيات الشعب في المناطق يناضل من اجل التحرر القومي. اليسار لا يمكنه البقاء صامتا: إما التضامن السياسي الفعال وإما التحول الى الطرف الآخر.
 مع اندلاع الانتفاضة الثانية – مظاهرات تم قمعها بالقتل (قبل العمليات) – وقف فقط عشرات اليهود أمام الاجماع الذي أيد القمع. على مدى 16 سنة لم نقم باصلاح أنفسنا، ايضا نتيجة العمليات الارهابية في السياق. في الفراغ الذي نشأ وجدت منظمات وجمعيات لحقوق الانسان تتغذى من الوضع القائم.
 التحريض ضد اليسار – الذي بدأ بكذبة "عرفات ليس شريكا" واستمر بـ "أبو مازن ليس شريكا" – هو نفس الشيء: في جوهر الموقف الكولونيالي للوضع القائم: "القمع بسيط، لنترك الاختلال جانبا ولنهتم بأمور اخرى". بشكل تراجيدي، أدارت ميرتس ظهرها للفلسطينيين في تشرين الاول 2000 وتراجعت. هل يوجد يسار جدي – بالاندفاع الذي يقود فيه يئير لبيد الحركة البرجوازية نحو اليمين – لا يأخذ في الحسبان قوتها: موقفها بشأن فلسطين؟.
  إن تحقير اتفاقات اوسلو هو جزء من التحطم، معارضتها تشمل الامر الأكثر تدميرا الذي تستخدمه هوامش اليسار ايضا. وقد كنت من القلائل في اليسار الذين عارضوا اتفاق اوسلو في حينه عندما وُلد. إلا أنه تم التوقيع عليه بين الزعيم الكولونيالي وبين التطبيق الفلسطيني الاكثر وضوحا لحق تقرير المصير: م.ت.ف. صحيح أن الاتفاق تم برعاية الامبريالية الامريكية وايضا بثقة عرفات برابين، لكن الكولونيالي لا يمكنه التنازل عن الشعب الواقع تحت الاحتلال حتى لو أراد ذلك أحد ما من "الطريق الثالثة". لا توجد طريق ثالثة. ولمعارضي اوسلو من اليسار لا توجد حركة أو شريك فلسطيني.
  الكولونيالي فقط يستطيع أن يقترح على الفلسطينيين التنازل أكثر لصالح المستوطنين، من اجل منع "الاجحاف" أو تأييد الطقوس اليهودية (مع النبيذ) برعاية الجيش داخل الحرم الابراهيمي باسم "إرثنا". هناك أمثلة اخرى على انتشار الوضع الراهن الكولونيالي في اليسار، برعاية معارضة "اليسار الابيض"، "القديم"، "الفاشل" (مثل تأييد وزيرة الثقافة العنصرية). هذا بالضبط ما حدث في تشرين الاول 2000: اشخاص من اليسار انضموا الى الاجماع العسكري الاستيطاني.
 كم هو مُمل حل الدولتين. وكم هو ساري المفعول. لأنه لا توجد أي منظمة يهودية أو فلسطينية تقترح "دولة واحدة" (تطالب بالنضال المشترك ضد الاحتلال). الراديكاليون ايضا الذين يعلنون "أنا مع الدولة الواحدة" يفضلون الوضع القائم المريح. نعم، القائمة المشتركة وميرتس لا يمكنهما قيادتنا لأنه لا توجد معارضة بدون عمل، ولا يوجد عمل بدون منظمة.
عادت القيادة الفلسطينية من المنفى، وقادتها القادمون يجلسون في السجن الاسرائيلي. ومن لا يقرأ التاريخ فهو لا يفهم مغزى العودة. شظايا الراديكاليين الذين يلوحون بمحمود درويش المتوفى، ينسون أنه عاد إلى فلسطين كجزء من عملية التحرر الحالية.