Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Apr-2017

مقتل 40 مقاتلا باشتباكات داخلية بين الفصائل الإسلامية جنوب دمشق

 

 دمشق- تصاعدت الاشتباكات والمواجهات المسلحة العنيفة بين التنظيمات الإسلامية في الغوطة الشرقية قرب دمشق امس، وأسفرت هذه المواجهات عن مقتل 40 شخصا، غالبيتهم من المقاتلين، وإصابة العشرات بجروح حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
واندلعت صباح أمس اشتباكات عنيفة بين كل من جيش الاسلام، الفصيل الإسلامي المعارض الابرز في الغوطة الشرقية من جهة، وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصيل فيلق الرحمن من جهة ثانية.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن إن "الاشتباكات بدأت صباحا بهجوم لجيش الإسلام على مقرات لكل من الفصيلين الآخرين في بلدات عدة بينها عربين وكفربطنا"، من دون أن يتمكن من تحديد السبب المباشر خلف هذا الاقتتال الداخلي.
وأسفرت الاشتباكات العنيفة والمستمرة، بحسب حصيلة جديدة للمرصد، عن مقتل "40 شخصا، هم 15 مقاتلا من جيش الإسلام و23 من فيلق الرحمن وجبهة فتح الشام، بالإضافة الى مدنيين اثنين". كما أصيب نحو 70 آخرين بجروح.
ودعا جيش الإسلام، "سكان الغوطة الشرقية ومناطق الاشتباك وما حولها، الى التزام منازلهم والنزول إلى الأقبية"، وفق المرصد.
واتهم جيش الإسلام في بيان "هيئة تحرير الشام" (ائتلاف فصائل إسلامية بينها جبهة فتح الشام) بـ"التصعيد الدائم" ان كان بقطع الطرق أو "الاعتداء" على المقاتلين المتوجهين إلى الجبهات و"إهانتهم" على الحواجز.
وكان آخر تلك "الاعتداءات"، بحسب جيش الإسلام، "اعتقال مؤازرة كاملة الليلة الماضية كانت متوجهة نحو جبهة القابون المشتعلة وأحياء دمشق الشرقية" حيث تخوض الفصائل معارك ضد قوات النظام. واستدعى ذلك، بحسب البيان، جيش الإسلام "للتعامل مع هذا الاعتداء ورد هذا البغي".
الا ان فصيل فيلق الرحمن، المتحالف مع جبهة فتح الشام، نفى في بيان "ما أشاعه جيش الإسلام من احتجاز مؤازرته أو قطع الطرق".
ويعد "فيلق الرحمن" ثاني أكبر الفصائل في الغوطة الشرقية ويسيطر على مدن بأكملها بينها زملكا وكفربطنا.
ويتلقى هذا الفصيل دعماً من دول عدة أبرزها قطر وتركيا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها الغوطة الشرقية اقتتالا داخليا بين الفصائل المعارضة فيها، اذ قتل نحو 500 مقاتل خلال شهري نيسان (ابريل) وايار(مايو) العام 2016 في معارك دامت أسابيع عدة نتيجة صراع على النفوذ بين جيش الاسلام من جهة وتحالف فيلق الرحمن وجبهة فتح الشام من جهة ثانية.
إلى ذلك، قالت قوات سورية الديمقراطية التي تقاتل تنظيم داعش في بيان إنها انتزعت السيطرة على عدة أحياء من قبضة التنظيم في مدينة الطبقة امس في إطار حملتها لطرد التنظيم المتشدد من معقله في مدينة الرقة.
وبدأت قوات سورية الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة حملة متعددة المراحل ضد المتشددين في تشرين الثاني (نوفمبر) لكنها تباطأت في الأسابيع الأخيرة. وقوات سورية الديمقراطية تحالف يضم فصائل كردية وعربية سورية.
وتطوق قوات سورية الديمقراطية مدينة الطبقة بعد أن عزلتها في أواخر  اذار (مارس) عن أراض يسيطر عليها التنظيم المتشدد في سورية والعراق.
وذكرت القوات امس  الجمعة أنها توغلت في المدينة وسيطرت على حي النبابلة وحي الزهراء جنوبي الطبقة بعد أن انتزعت حي الوهب إلى الجنوب الخميس.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية قلصت قوات سورية الديمقراطية جيبا من الأراضي التابعة  لداعش حول الرقة كان يستخدمه المتشددون كقاعدة للتخطيط لهجمات وإدارة جزء كبير من دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم منذ أن استولى على الرقة في 2014.
وتعد وحدات حماية الشعب الكردية السورية أقوى عناصر قوات سورية الديمقراطية وتشارك في الهجوم على الطبقة والرقة لكن تركيا تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل أنقرة من ثلاثة عقود.
ومنذ بدء هجومها الهادف لطرد  المتطرفين من مدينة الرقة، تمكنت قوات سورية الديمقراطية من إحراز تقدم نحو المدينة وقطع كافة طرق الإمداد الرئيسية للجهاديين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية.
وفي حال سيطرت تلك القوات المدعومة أميركيا على مدينة الطبقة، ستتمكن من إكمال طريقها والتقدم باتجاه جنوب الرقة لتطبق بالتالي الحصار على معقل  داعش.
وبالإضافة إلى مدينة الطبقة، تسعى قوات سورية الديمقراطية للسيطرة على سد الفرات (سد الطبقة) المحاذي لها من الجهة الشمالية والذي يعد أكبر سدود سورية.
وتعتمد المحافظات الواقعة في شمال وشرق سورية بشكل رئيسي على السدّ لتأمين مياه الشفة لملايين المدنيين ولري مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية.
وتأتي هذه التحركات متزامنة مع هجوم شنته القوات التركية ضد أهداف للقوات الكردية، ومن المرجح ان يعيق تكرار هذه الهجمات تقدم وحدات حماية الشعب في إطار حربها ضد الجهاديين بالرقة.
وقال ممثل قوات سورية الديمقراطية امس إنه "في حال تكرر الهجوم من جانب القوات المسلحة التركية، فإن قوات سورية الديمقراطية سوف تضطر إلى إيقاف عملية تحرير الرقة وستدافع عن أراضينا، نحن الآن نعقد اجتماعات مع قوات التحالف من أجل منع تكرار الهجمات من جانب تركيا، ولقد حذرنا التحالف أنه في حالة هجوم آخر، سنركز كل قوانا على الحدود التركية السورية، ولقد وعدونا بعقد لقاء مع الجانب التركي وإبلاغنا عن نتائجه".-(ا ف ب)