Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Feb-2017

هدايا الأصدقاء - أمنون أبراموفيتش

 

يديعوت أحرنوت
 
الغد- شركة إيصال الغذاء "بصل وتين" التابعة لعائلة ليفي تقدم منذ سنين تجارب غذائية ممتعة لرؤساء الدولة في المناسبات الخاصة. فقد أعدوا الطعام لمناسبات، لليئا ويتسحاق رابين، لرؤوما وعيزر فايتسمان، لشمعون وصونيا بيرس ولغيرهم. طعامهم حلال. ولديهم إذن أمني. الآباء دللوا زعماء الازمة وضيوفهم في الجيل السابق. والابنان، ايكو وشاي، يدللان زعماء الامة وضيوفهم في هذا الجيل. 
فجأة في الصيف الماضي تم الطللب من ايكو ليفي للحضور إلى وحدة التحقيق في "لاهف 433" في الشرطة، لتقديم افادة في موضوع عائلة نتنياهو. فامتثل ايكو على الفور، في حالة ضغط وذهول، فماله وللشرطة. هدأته المحققة، قالت له انه ليس مشبوها وأخذت منه إفادة بكياسة جمة. هكذا تقريبا جاء في افادته: على شرف عيد الميلاد الستين لبنيامين نتنياهو رفع الينا طلب باعداد وليمة لـ 25 شخصا في منزل رئيس الوزراء في بلفور. كيف 25؟ سارة وبيبي، الرئيس بيرس وأحد عشر زوجا من الاصدقاء الشخصيين، د.تسفيكا بركوفيتس وعقيلته، يورم وليئا غلوبوس، وغيرهم. اتفق على لائحة الطعام واتفق على السعر 230 شيكلا للشخص. حرصنا بشدة زائدة على اعداد الطعام، استخدمنا أفضل الادوات وأكثرها ذوقا. وفي مرحلة الاستقبال، وقبل انتقال الضيوف إلى الطاولة الفاخرة، أخذني بيبي جانبا – بيبي وليس سارة، وهمس في اذني بشكل حازم ولا لبس فيه،  قائلا إننا سنحصل على 195 شيكلا للشخص وليس 230 كما اتفق. الدولة هي التي تدفع عن الضيافة، قال رئيس الوزراء، وهذه هي الميزانية. لا يوجد ما يمكن عمله. نقطة.  ايكو، وهو شاب رقيق وصامت، كبت المفاجأة، خنق الاهانة وسكت. انا لا افهم لماذا يتعين على الدولة ان تمول حدثا خاصا. ايكو لم يفهم لماذا يتعين عليه أن يدعم عائلة نتنياهو. عمليا، بقراره اقتطع نتنياهو تقريرا كل ربح "بصل وتين" في تلك الامسية. 
سمعت القصة ووجدت صعوبة في أن اقرر اذا كان ينبغي أن أضحك أم أبكي. فنتنياهو رجل غني، أغنى رئيس وزراء إسرائيلي، وهذا يوم ميلاده، مناسبته، وضيوفه الخاصين، فماذا سيخسر لو أنه حرر شيكا لـ 875 شيكلا (230 دولارا- الترجمة)، وهو الفارق بين تمويل الدولة والسعر الكامل؟ 
ايكو ليفي هو واحد من عشرات الاشخاص الذين طلبت منهم الشرطة الانضمام إلى منظمة "كاسرو الصمت" في "لاهف 433"، وهؤلاء هم كاسرو الصمت الذين يشغلون بال نتنياهو حقا. أناس شهدوا، وليس بسرور، على ما رأوه بعيونهم وسمعون بأذانهم. فليس من كل شهادة يمكن انتزاع عنصر جنائي، ولكن كل شهادة تثبت نمطا من الاستغلال الرهيب ومحيط العمل المهين.  يدعي نتنياهو دفاعا عن نفسه أنه "مسموح تلقي الهدايا من الاصدقاء". المشكلة هي أن هذه ليست هدايا. والمشكلة الاكبر ان هؤلاء ليسوا اصدقاء. بمعنى، ليس اصدقاءك بل أصدقاء منصبك، رئيس وزراء ووزير مالية. بل ويدعي "لم اعرف أن سارة تلقت مشروبات. فهي انسان مستقل" (صحيح جدا) "وأنا انسان مستقل" (جد غير صحيح). ملف "الهدايا" هو الاكثر تبلورا بين الملفات. كل اسبوع تصل مادة اخرى وتكثفه. يدور الحديث عن تخت موسيقي عديد المشاركين، ميلتشن هو العازف الرئيس ولكن بالتأكيد ليس العازف الوحيد. أحد من العاملين في المهامة، في الشرطة وفي وزارة القضاء، ليس مستعدا لان يتعهد كيف ستظهر الصورة النهائية. ولكن كل العاملين في المهمة يشعرون بذات الشعور: البؤس. لو كان الامر بيدي، ولزيادة الشعور – كنت سأجمع ملف 1000 مع ملف قانون التسوية. فقد حذر نتنياهو وعاد وحذر من القانون، واجاد في تفصيل أضراره، ولكنه ايده لاعتبارات سياسية متنوعة. سياسة صغيرة. لماذا؟ لان كرسيه أهم له من دولتنا. فما هذا إن لم يكن غش وخرق ثقة على المستوى الوطني؟