Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Feb-2019

العلاقات الإيطالية الفرنسية في أسوأ مراحلها !! - المهندس عدنان السواعير

 

عمون - الحكومة الفرنسية تستدعي سفيرها في إيطاليا للتشاور، لإستعياب خطورة هذه الخطوة علينا العودة إلى عام 1940 وهي المرة الأخيرة التي إستدعت بها فرنسا سفيرها في روما للتشاور وذلك إثر إعلان الحكومة الفاشية لمملكة إيطاليا الحرب على فرنسا في ذلك العام إبان الحرب العالمية الثانية.
 
مالذي حدث أو أستجد للوصول لخطوة قلما تحدث في أوروبا الديمقراطية والحضارية من هذا القبيل؟
 
لتفهم هذا الحدث علينا أن نعرف أنه وفي الوقت الحالي لا يوجد أي إمتداد تاريخي "للحركات الشعبوية" الحاكمة في كلا البلدين، فكما هو معروف فقد وصل ماكرون وهو الوزير السابق للإقتصاد في حكومة هولاند لرئاسة الجمهورية الفرنسية على رأس حركة En Marche والتي أسسها وقادها ماكرون نفسه وربح الإنتخابات الرئاسية ضد مرشحة اليمين "لي بين" ببرنامج إنتخابي أحد أهم نقاطه التأكيد على المسار والإنتماء الأوروبي لفرنسا كونها أحد البلاد المؤسسة للإتحاد.
 
لا نستطيع قول نفس الشيء عن إيطاليا كون الحركتين الشعبويتين المتحالفتين في إيطاليا حاليا ويتقاسمن الحكم لم تصلا لذلك ببرنامج واحد بل على العكس فهما وصلا للحكم ببرنامجين مختلفين ويتفقا على عدم الحماس لإنتماء الأوروبي لإيطاليا وهو بلد مؤسس آخر للوحدة الإوروبي (الإتحاد الأوروبي لاحقا") وهذا أول الأسباب للخلاف بين البلدين.
 
سبب آخر للإختلاف بينهما هو موضوع الهجرة إلى أوروبا، إيطاليا بحكم موقعها في البحر المتوسط تعتبر رأس الحربة وبوابة العبور للحلم الأوروبي للكثير من المهاجرين وخاصة الأفارقة وقد حصلت إيطاليا على الكثير من الإعتبار من الإتحاد الأوروبي في ذلك لمقاومة الهجرة غير الشرعية، إيطاليا لم تشعر أبداً بالإرتياح من الموقف الفرنسي والتي لم تساعدها في ذلك، بل على العكس فقد وصل بعض المهاجرين إلى فرنسا وقامت الشرطة الفرنسية بالتوغل داخل الآراضي الإيطالية وإعادتهم إليها مما أدى إلى إستهجان كبير سواء من الحكومة الإيطالية وحتى بين الرأي العام الإيطالي، هذا التصرف أكد لكثيرين أن فرنسا ليست بشريك لإيطاليا في مواجهة الهجرة غير الشرعية.
 
كذلك موضوع القطار السريع والذي يربط شرق أوروبا بغربها والذي من المفترض أن يمر من أيطاليا وفرنسا وقد قامت فرنسا بإنهاء الكثير من الإنشاءات المرتبطة بهذا المشروع وصرفت ما يقارب 4 مليارات يورو بينما الجانب الإيطالي ما زال مترنحا" في هذا المشروع والحركتين الشعبويات واللتين تقودا الحكومة الإيطالية لكل منهما رأي يختلف عن الآخر ولغاية هذه اللحظة فإن الرأي الأغلب هو عدم الموافقة على هذا المشروع والحكومة الفرنسية "شمت" هذه الرائحة مما زاد من عصبيتها تجاه إيطاليا.
 
مواضيع أخرى كثيرة فاقمت الوضع بين الحكومتين مثل موضوع حل النزاع في ليبيا والتي كانت قائمة به إيطاليا وإستضافت الحوار إلا أن فرنسا قامت بمبادرة أخرى.
 
كذلك موضوع تعديل المقاعد الدائمة في مجلس الأمن حيث أن أوروبا ممثلة حاليا بفرنسا والمملكة المتحدة، وهناك مشروع تحت الدراسة لتعديل هذا النظام وإضافة دول أخرى في المجلس الدائم وفي هذا المجال هناك إتفاق فرنسي ألماني للعمل على إضافة ألمانيا كممثل أوروبي جديد وهذا لا يحظى بدعم إيطاليا وتعتبره خيانة من فرنسا تجاهها، حيث تعتبر ألمانيا خاسرة للحرب العالمية الثانية مثلها مثل حليفتها إيطاليا، فلماذا ألمانيا؟
 
لكن الشعرة اللتي قصمت ظهر البعير في مجال العلاقات بين البلدين هو ما قام به نائب رئيس وزراء ووزير الإقتصاد الوطني والعمل في إيطاليا دي مايو وهو رئيس الحركة الشعبوية النجوم الخمسة وهي أحد المكونيين للحكومة الإيطالية حيث قام بزيارة إلى فرنسا ولم يلتقي بأي مسؤول حكومي بل إلتقى بقادة حركة السترات الصفراء والتي يعتبرها كثيرون في جميع أنحاء أوروبا بحركة عنفية وليست سلمية وأبدى الكثير من الدعم لها.
 
جميع هذه الأسباب وخاصة السبب الآخير والذي أعتبر أستفزازاً وتدخلا" سافراً من قبل عضو في الحكومة الإيطالية في الشؤون الداخلية لفرنسا وهو ما أدى إلى إستدعاء السفير لدى روما.
 
غير أنه وبإعتقادي فإن هذه الأزمة ستنتهي قريباً وذلك لجهود رئيس جمهورية إيطاليا وهو من المدرسة الأوروبية والتي على قناعة بأنه لا وجود لإيطاليا خارج الإتحاد الأوروبي والعلاقات مع فرنسا تمثل ركناً أساسيا" في هذا الإتجاه ويشاطره في ذلك رئيس الوزراء الإيطالي كونتي والرئيس الفرنسي ماكرون هو على علاقة ودية ويؤيد هذا الإتجاه