Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-May-2017

« يهودية» الدولة: والسفارات الإسرائيلية؟! - صالح القلاب
 
الراي - الواضح أن بنيامين نتنياهو ومعه حزبه وكل اليمين الإسرائيلي المتطرف، ويبدو أن غالبية الإسرائيليين متطرفة، ذاهب بهذا الشوط حتى النهاية بعدما صوت «الكنيست» بغالبية مرجحة على يهودية الدولة الإسرائيلية، «عنصريةً» وقوميةً ولغةً، وأنَّ باقي ما تبقى من سكان هذه الدولة الذين لن يعودوا من مواطنيها هم «أغيار» حقوقهم منقوصة ومجرد مواطنين من الدرجة العاشرة لا ينطبق عليهم ما ينطبق على الإسرائيليين والمقصود هنا بالطبع هو الفلسطينيون أهل الأرض والتاريخ والبلاد منذ ألوف السنين.
 
و»على حدِّ علمنا» فإنه لا توجد الآن دولة دينية إلا دولة «الفاتيكان» التي تتبادل العلاقات الدبلوماسية مع بعض دول العالم ومن بينها عدد من الدول العربية .. وما عدا هذا فإن هناك دولاً غالبية مواطنيها إما مسلمون أو مسيحيون أو هندوس لكن الدولة كدولة لها هويتها القومية التي لا علاقة لها بالدين فـ «الدين لله والوطن للجميع» وبخاصة وأنه لم تعد هناك في الكرة الأرضية كلها دولة دين كل مواطنيها واحد و»عرقهم» واحد فالعالم أصبح بحجم برتقالة وسيكون ذلك اليوم الذي تتداخل فيه البشرية كلها غير بعيد... وهذا مؤكد وواضح ولا جدال فيه .
 
الآن وإذا جاء تصويت الكنيست الإسرائيلي في المرة الثانية والثالثة بنتائجه كالمرة الأولى وأقر يهودية الدولة الإسرائيلية «قومية» ولغة وكل شيء فإن غير اليهود سيصبحون «أغيار» وسيتحول الفلسطينيون الذين إقتربوا من أن تتجاوز نسبتهم الثلاثين في المائة من مواطني هذه الدولة إلى مجرد سكان ليس من الدرجة الثانية وإنما من الدرجة الألف وأن اللغة العربية لن تعود معترفاً بها كلغة ثانية !!.
 
وهنا لنفترض وبالطبع فإن هذا لن يحصل لو أنَّ فرنسا أوألمانيا أو الولايات المتحدة إتخذت خطوة كهذه الخطوة العنصرية البغيضة.. فهل يا ترى سيسكت اليهود على قلتهم في هذه الدول وهل سيسكت «الحاخامات» الإسرائيليون على ذلك ومع العلم أنهم الأكثر تأييداً لهذا التحول العنصري.. البدائي الذي يسعى إليه بنيامين نتنياهو .. وحزبه واليمين المتطرف بكل أشكاله وألوانه .
 
والمشكلة التي ربما أنها لم تخطرعلى بال بنيامين نتنياهو و»عنصرييه» في هذه الدولة التي ستصبح دولة عنصرية على غرار بعض الدول العنصرية التي ظهرت في أوروبا في نحو منتصف القرن الماضي هو أن العديد من دول العالم ومن بينها دول عربية سوف تبادر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدولة اليهودية التي يريدها هذا الذي سيصبح رئيس الوزراء اليهودي .. وليس رئيس الوزراء الإسرائيلي!!.
 
وبصراحة فإن الأردن لا يمكن أن يقبل بسفارة إسمها السفارة اليهودية في عمان لأن هذا يسيئ إلى الشعب الفلسطيني ويسيئ إلى الشعب الأردني والأمة العربية كلها كما أنه لا يمكن أن يقبل ببقاء هذا الإسم «السفارة الإسرائيلية» بينما أصبح إسم دولة إسرائيل الدولة اليهودية وبينما أصبحت هذه الدولة دولة دينية وأصبح دينها هو قوميتها وحيث إذا سارت الأمور كما يريد بنيامين نتنياهو فإن الفلسطينيين في «الداخل» لن يعودوا مواطنين في هذه الدولة التي باتت دولة عنصرية لا مكان فيها لهؤلاء «الأغيار» إلا كسكان من الدرجة العاشرة .