Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Oct-2018

كُرد العراق .. شروخ وتصدّعات قبل «الاحتراب» - محمد خروب

 

الراي - قد لا ينزلق «قُطبا» المعادلة الكردية/العراقية إلى «حرب» دامية،كتلك التي وقعت بينهما في العام 1992،بما هو العام الذي شهد أول انتخابات برلمانية في إقليم كردستان العراق بعد حرب عاصفة الصحراء (تحرير الكويت)وقيام الأميركان بفرض منطقة حظر جوي,أدّت ضمن أمور أخرى إلى اهتبال كرد العراق فرصة الـ»هزيمة» التي ألحقها «التحالف» الذي قادته واشنطن بالعراق.وما أن أُعلِنت نتائج تلك الانتخابات غير المسبوقة في المشهد العراقي وخصوصاً لدى الكُرد,حتى تواجهَت»بيشمركة»كل من الاتحاد الوطني بزعامة جلال طالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني في حرب استمرت أربع سنوات,نجحت فرنسا وبعض الدول الغربية في وقفها,على قاعدة «اقتسام»السلطة بينهما وكي ينفرد كل منهما بمناطق نفوذه التقليدي،حيث استقر آل بارزاني في معقلهم التاريخي مدينة (أربيل العاصمة مع قلعة صلاح الدين) فيما واصل الطالبانيون سيطرتهم على السليمانية.
لم يتم خرق اتفاق التقاسم السلطوي والجغرافي بين الحزبين «الحاكِمين» على شكل حرب كحرب السنوات الأربع التي انتهت في العام1996،وإن كان انعدام الثقة والشكوك المتبادَلة بينهما إزدادت بل تعمّقت,رغم ما أبدياه من حرص على مواصَلة «تحجيم» الأحزاب والقوى الأخرى.سواء كانت إسلاموية أو علمانية, كما توثّق زواج المصلحة بينهما بعد الغزو الأميركي/البريطاني للعراق في العام 2003،على نحو بدا فيه الكُرد والقوى التي جاءت على ظهور الدبابات (شيعية كانت أم سُنيّة) وكأنهم وحدهم الرابحون,المُ مسِكون بـِ»قرون» السلطة,يت قاسمون الغنائم والوظائف كثنائي كردي بات صيغة  الحكم في «الإقليم»وكأنه استقلال ناجز,لا ينقصه سوى إعلان الانفصال والعمل على استدراج الاعتراف الدولي وخصوصاً الإقليمي به،بعد ان غدا ولأول مرة في تاريخ العراق,رئيس «كوردي»يجلس في أحد قصور المنطقة الخضراء,فيما أسندَ بول بريمر،أول حاكم أميركي للعراق رئاسة الحكومة للمُكوّن الشيعي وأناط بِسُنّة العراق موقع رئاسة مجلس النواب.
انتخابات برلمان اقليم كردستان التي اقفلت صناديق الاقتراع فيها للتو، ستؤُسّس ضمن معطيات أخرى,لطلاق «بائن» بين الحزبين الحاكِمين الكبيرين،رغم كل محاولات استدراك التداعيات التي ظهرت مباشرة بعد انتهاء فترة التصويت,بصدور إعلانات متضاربة (وإن كانت تستبطِن رفضاً مُسبَقاً للنتائج المتوقعة)تقول:إن الاتحاد الوطني (طالباني) لن يعترف بنتائج انتخابات الثلاثين من أيلول،بسبب حدوث عمليات «خروقات وتزوير»،ما لبث بعض قادة هذا الحزب الذي يبدو أنه فقَدَ بعض تماسُكه وحدوث اضطراب في «بوصلته» السياسية والتنظيمية,وبروز بوادر تمرّد أقرب إلى محاولات انشقاق آخر كذلك الذي قاده برهم صالح (الذي بات للمفارقة) المرشح «الوحيد» عن الاتحاد الوطني لرئاسة جمهورية العراق».
أن خرجوا كالسيدة هيرو ابراهيم أحمد أرملة الرئيس الراحل جلال طالباني,في استدراك لإعلانات الرفض المُسبَق للنتائج لتقول: موقف الحزبين الكرديين «الموَحّد» وتحالفهما، يضمنان المكاسِب لشعب كردستان.فيما تراجع اخرون عن تصريحاتهم فقال أحدهم: إن «عدم الاعتراف,يسري فقط على المحافظات التي وقعت فيها عمليات تزوير وهما (أربيل ودهوك).ولمن لا يعرف فإن المحافظتين هما معقِلا عائلة بارزاني وحزبها,إذ يصف نيجيرفان بارزاني الانتخابات بأنها:»تجربة ديمقراطية رائعة، تعكس الوجه المشرق للإقليم».
نتائج الانتخابات الاولية وغير الرسمية,تشي بأن «الديمقراطي الكردستاني»بزعامة رئيس الإقليم السابق مسعود بارزاني،يتصدّر الأحزاب الفائزة بفارق كبير عن الاتحاد الوطني/طالباني,الذي يليه (وفق التسريبات) في الترتيب.ما يؤشر إلى تراجع شعبية حركة «التغيير» التي انشقّت عن الاتحاد الوطني،ويعكس أيضاً ارتفاع شعبية كاك مسعود وحزبه,بعد عام واحد فقط على كارثة استفتاء الخامس والعشرين من أيلول 017, وما «عاد» به ذلك الاستفتاء,من خسائر وأكلاف سياسية وخصوصاً اقتصادية باهظة على الإقليم «وشعبه»،ناهيك عن مزيد من التدهور في علاقات الحزبين الحاكِمين والذي انعكس في صراعهما على منصب رئاسة الجمهورية,الذي يبدو أنه سيكون – حتى الآن – لصالح حزب بارزاني لأول مرة منذ خمسة عشر عاماً( كان من نصيب الاتحاد الوطني) الذي تبنّى ترشيح فؤاد حسين ليكون مرشحه الوحيد في مواجهة مرشح الاتحاد الوطني برهم صالح.
التدهور في علاقات الحزبين اللذيْن احتكرا المشهد الكردي طوال ربع قرن،مرشح للتسارع والتعمّق,ومحاولات رأب الصدع بينهما تبدو أنها لن ستفشل,أقلّه في المديين القريب والمتوسط،واحتمالات عودة مسعود بارزاني إلى مقدمة المشهد الكردي وارتفاع نفوذه في المعادلة العراقية المركزية (أي مع بغداد)..واردة بقوة,وبخاصة إذا ما تواصلت الخلافات داخل صفوف الاتحاد الوطني,وحدثت انشقاقات أخرى داخله,تزيد من تصدّعه وتحول دون قدرته على مواجهة «تسونامي» عودة كاك مسعود «القوية»بعد عام من العزلة,المحمولة على انتقادات لاذعة وتحميله مسؤولية الإقدام على إجراء استفتاء لم يكن توقيته موفقاً,ما بالك بعد الضربة العسكرية الموجعة التي تلقتها البيشمركة خاصته وأدّت,بين أمور أخرى إلى «خسارة» كركوك وفرض الحصار الجوي والاقتصادي وانهيار الأوضاع المعيشية لمواطني الإقليم،فضلاً عن شعوره بالعزلة والخِذلان من قبل مَنْ ظَنّ أنهم سيقفون إلى جانبه وخصوصاً التركي رجب طيب أردوغان،الذي استغّله في مواجهة نفوذ منافِسه الرئيسي على زعامة الشعب الكردي في مناطق تواجده.ونقصِد... عبداالله أوجلان زعيم الـ»PKK.«
kharroub@jpf.com.jo