Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jun-2018

عشية قمة مكة الرباعية: سياسيون يؤكدون مكانة الأردن الجيوسياسية
 
محمود الطراونة
 
عمان-الغد-  أكد سياسيون وخبراء أن المكانة الجيوسياسية التي يتمتع بها الأردن تشكل رافعة وحصنا للأمن العربي ولدول الجوار، فيما أشاروا إلى أن ترك الأردن وحده لتداعيات اقتصاد الحرب قد يؤثر بشكل أو بآخر على دول أخرى.
ولفتوا الى ان الاشقاء في السعودية استدركوا الخطر الذي يواجهه الاردن، حيث بادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للدعوة الى قمة رباعية في مكة المكرمة، بمشاركة الاردن والكويت والامارات والسعودية تعقد مساء اليوم، بموازاة انفراج عبر عنه صندوق النقد الدولي في حالة الأردن، وأهمية التدرج في الاصلاحات حماية لأمنه واستقراره.
واكد وزير الداخلية الاسبق سمير الحباشنة المكانة الجيوسياسية التي يحتلها الاردن تاريخيا، وهو ما يدفع الأشقاء الى المبادرة والوقوف مع الاردن من باب أن مساعدته ودعمه واجب وفرض عين، وأن شظف العيش الذي يعيشه الأردنيون ليس من مصلحة أحد.
وراى الحباشنة ان الموقع الجيوسياسي للمملكة، ووقوفها عازلة بين اسرائيل ودول الخليج "حالت دون ان تضطر دول الخليج الى ان تبني اقتصادات حرب".
واشار الى ان الاردن يتعرض لضغوط وشظف العيش "واذا لا سمح الله ادت بالاردن الى المجهول.. فلسنا وحدنا سنذهب الى المجهول". وعبر الحباشنة عن امنياته بدعم دول الخليج للاردن على "قاعدة مساندة الاردن وليس لمرة واحدة.. فامنهم من امن الاردن عمليا". وشدد ان على  الاردن، في المقابل، الابتعاد عن النهج الاقتصادي الحالي، بحيث تأتي المعونة لتصرف بالاتجاه الذي لا ينهي ازمة.
فيما يقول رئيس جمعية العلوم السياسية محمد مصالحة ان ازمة الاردن الخانقة التي يجتازها اوجدت صدى قويا لدى الاشقاء في دول الخليج العربي، وهم الذين وقفوا على الدوام مع الاردن، مشيرا الى ان الأزمة الاقتصادية في المملكة "وجدت تعاطفا لأن هناك أسبابا قاهرة ساهمت في تضخيمها مثل الأعداد الهائلة للاجئين السوريين وازمة الطاقة وانقطاع الغاز المصري".
ولفت من جانب آخر الى أن استقرار الاردن له حساسية خاصة لدى دول الخليج العربي، خاصة وانه الجدار الذي يحمي الجزيرة من الارهاب والاخطار.
وقلل المصالحة من التحليلات التي تحدثت عن توتر العلاقات الاردنية السعودية في الفترة الاخيرة، موضحا انها كأي علاقات دولية تمر بهذه المحطات "الا اننا لم نرصد على المستوى الرسمي في الاردن او السعودية ما يشير الى اختلاف او توتر في العلاقة بل على العكس فان القرارات الصادرة عن المنظمات العربية والدولية تبين ان هناك اتفاقا اردنيا عربيا على الموضوعات المطروحة فيها، كالقدس والاماكن المقدسة والوصاية الهاشمية على الاماكن المقدسة".
من جانبه، اشار المحلل السياسي عريب الرنتاوي الى انه آن الأوان كي تستذكر دول الجوار الاردن، مشيرا الى أهمية القمة الرباعية التي ستستضيفها السعودية مساء اليوم الاحد، لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تعتصرنا، لكن ذلك يجب أن لا ينسينا ضرورة المضي بطريق الإصلاح الاقتصادي، وأن ننتهج من السياسات التصحيحية ما يحسن الواقع الاقتصادي.
من جهته، قال وزير الاعلام الأسبق 
د.نبيل الشريف ان العلاقات الاردنية الخليجية ظلت قوية على الدوام، لافتا الى  ان مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ايجابية للغاية وتعكس حرصا شديدا على الامن العربي.
واضاف، ما يحدث في الاردن قد يؤثر على الآخرين، مؤكدا  ان المبادرة كانت في الاتجاه الصحيح خاصة بوجود الامارات والكويت ما يؤكد وجود تجليات صحية بواقعنا العربي لم نشهده منذ سنوات طويلة.
وقال الشريف ان الاردن له موقعه الاستراتيجي وثقله المهم وتركه وحيدا لن يخدم الاردن ولا العالم العربي.
واضاف، لقد ارسل الاردن رسالة واضحة للعالم العربي ان الوضع يحتاج الى مراجعة ونظرة ايجابية خاصة وأن اتصالات جلالة الملك لم تنقطع مع الزعماء العرب، مشيرا الى تفاعل المواطن الاردني بحضارية والتعبير عن وجهة نظره بشكل صحيح تجاه ازمة الاردن الاقتصادية والرسائل التي اطلقها والتي مفادها أنه قدم الكثير للأمن القومي العربي واستضاف مئات الآلاف من اللاجئين وتحمل فوق طاقته لحماية الامن العربي.
وفي السياق، اشار مسؤول حكومي سابق لـ "الغد" الى أن الاحتجاجات الاخيرة دفعت المانحين الغربيين ودولا خليجية للتاكيد على أهمية منح الأردن قروضا ميسرة لتفادي المزيد من عدم الاستقرار.
واشار الى ان صندوق النقد الدولي منح الاردن مزيدا من الوقت لتنفيذ إصلاحات، بعد الاحتجاجات ودرءا  لمخاطر عدم الاستقرار في بلد مثقل بأعباء الديون.
ومن المتوقع أن يتصدى رئيس الوزراء الجديد المكلف عمر الرزاز، لمعالجة عوامل اجتماعية وسياسية أكثر عمقا تسببت في اندلاع الاحتجاجات.