حسنا يا هاشم ، أن يموت طفل ..فهذا أمر يحدث في كل الدنيا..ربما بسبب المرض ، بسبب حادثة ما..ربما لم تسعفه الأيام..ولكن أن يغتال طفل وهو في حضن أمه..فهذه تحتاج إلى محكمة جرائم الحرب في (لاهاي) ..وتحتاج لتعرية الوجوه كلها ..تحتاج لأن يحاكم العالم من قتلوك...حتى الحرب ياهاشم فيها بعض الرحمة ويتم التجاوز عن طفل رضيع، عن أم ..مدت قلبها كي تلف وليدها ...حتى في الحرب يا هاشم ، تميل القذيفة من تلقاء نفسها صوب اليمين ..إن ظنت أن هدفها طفل..ونحن للأسف نمتهن اغتيال الطفولة .

الورد حزين عليك يا ولدي ، ورضاعات الأطفال المعروضة في صيدليات..الزمن المتعب هذا حزينة عليك ، (والعضاضات)..التي تستعملها الأمهات، كي تلهي الأطفال عن الالام (التسنين) حزينة عليك أيضا ..أنا أعرف أن أسنانك لم تكتمل ..وتركوا للموت أن يكملها...أتدري حتى (الخشخيشات) ..التي تلهيك عن المغص ، هي الأخرى حزينة..وهنالك شيء اخر أظنه حزين جدا عليك ، وهو ميزان الحرارة الذي يوضع في الأذن ..وقد صنع خصيصا للأطفال...والفوط الطبية ، أنا أعرف أنك كنت تنام (بالفوطة) ..لا عليك الان في قبرك ..تستطيع أن تفعلها علينا جميعا ، فهذا زمن عربي يجيد اغتيال قلب الأم قبل قلب الطفل ..وما في (الفوطة) يا هاشم ..ربما أطهر ..من الذين يحترفون ذبح الطفولة ونحر الحياة ...

شيعتك النوارس ، والورود ...وخجل التراب الأردني كثيرا من تداول الخبر على وسائل الإعلام العالمية ، حتى التراب هزمناه يا هاشم ...والبلابل غردت لأجلك ..وبصقت علينا، والندى كان دمعا من وريقات الورد ...

من أدخل في مجتمعنا هذا الكم الهائل من الشراسة؟ من قتل الرحمة في قلب الناس؟ ...من حول مواقع التواصل الإجتماعي لوسائل ردح وطعن بالشرف والكرامة ؟

..من أسس خراب القلوب قبل خراب الإقتصاد؟ ...هو من اغتال هاشم واغتال الطفولة ..واغتال وطنا كاملا ...ويغتال فينا واحدا تلو الاخر .

Hadi.ejjbed@hotmail.com