Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jun-2017

(استانا) العسكري يلحق (بجنيف ) السياسي في التعثر - فيصل ملكاوي
 
الراي - مسار استانا المخصص لحوار الفصائل العسكرية السورية مع النظام برعاية روسيا وتركيا وايران دخل طور التعثر والتأجيل لجولته الخامسة رغم ان عمره لم يتعد الاشهر ، ومع ذلك فإنه كان قد تقدم بالزخم والنتائج على مسار جنيف السياسي الذي انهى في ايار جولته السادسة دون اي نتائج تذكر ، ورغم مرور اكثر من عامين على تاسيس هذا المسار الذي كان يعول عليه التوصل الى حل سياسي لانهاء الازمة السورية التي هي الان في عامها السابع وخلفت اكثر من 300 مئة الف قتيل واكثر من 5 ملايين لاجئ خارج الاراضي السورية ونحو 10 ملايين نازح داخلها اضافة الى عشرات الاف المفقودين والدمار الهائل الذي حل بالبلاد ويحتاج الى مئات مليارات الدولارات وعشرات السنوات لاعادة الاعمار فيما لو افترضنا ان الحرب توقفت في اقرب وقت وهذا بالطبع ضرب من الخيال.
 
المفارقة ان مسار استانا الذي تغيب عنه الامم المتحدة التي ينضوي تحت لوائها المجتمع كان الأكثر نشاطا ، من مسار جينف السياسي الذي تديره وترعاه الامم المتحدة ، اذ ان حصيلة مسار جنيف تساوي حتى الان صفرا وليس في الافق اي مؤشرات يمكن ان ترفع نسب التفاؤل بهذا المسار ، فيما ان مسار استانا انتج وقف اطلاق النار نهاية العام الماضي رغم هشاشة هذا الاتفاق بل وانهياره في اكثر من مرة ، ثم انتج ذات المسار في جولته الاخيرة في الرابع من ايار الماضي مناطق خفض التصعيد الاربعة ورغم الخلافات والاختلافات حيال تعريفها وشكلها واهدافها الا انها اخذت الحيز الاكبر من الجدل والنقاش الاقليمي والدولي بخصوص الازمة السورية خلال الفترة الماضية التي اعقبت توقيع روسيا وتركيا وايران كدول ضامنة لمخرجات مسار استانا في جولاته المختلفة التي كان مقررا أن تعقد الخامسة منها في الثاني عشر والثالث عشر من الشهر الجاري وتم تأجيلها إلى أجل غير مسمى.
 
يرجح انه قبل استئناف مسار استانا الاتفاق على التفاصيل الدقيقة لمناطق خفض التصعيد ، من حيث حدودها ، وكيفية حمايتها وادامتها ، ومن هي الدول التي ستقوم بمثل هذه المهمة لا سيما في ظل الخلافات ورفض العديد من الدول ومعها قوى المعارضة السورية ومعارضتها على وجه الخصوص لدور ايران كاحدى الدول الضامنة لمسار استانا الى جانب روسيا وتركيا وكذلك ارتفاع وتيرة اعتراضات المعارضة السورية المشاركة في استانا على ان المخرجات باتت تنزل كوصفات جاهزة دول التشاور معها فيما ان وفد النظام مغطى باسناد الراعي الروسي والطرف الايراني كحلفاء له كل مسارات وتطورات الازمة.
 
وبعد ان تبدد الى حد بعيد الزخم الذي خلفه القصف الاميركي لمطار الشعيرات السوري كرد على الهجوم الكيماوي في خان شيخون ، ولم يعد بالامكان قراءته بشكل واضح على انه عودة اميركية شاملة لسد الفراغ الذي تركته ادراة الرئيس الاميركي السابق اوباما ، فان روسيا لا زالت في ظل هذا المشهد صاحبة اليد العليا في الملف السوري ،
 
رغم تعثر استراتيجيتها هناك في اكثر من مرحلة ، وعدم احكامها ضبط حلفائها ( النظام وايران ) للتماهي معها تماما في خطوط وخطوات العمل بل ان هذين الطرفين على وجه الخصوص يقفان بشكل او باخر كعوامل عرقلة للدور الروسي الذي يحاول الانتقال من دور (المتدخل الى دور الوسيط ) بين كافة الاطراف لاحداث مقاربة حل للازمة لذلك فان موسكو شديدة الحرص على مسار استانا والذي ترى فيه بوابة التوطئة للحل على مختلف صفحات الازمة.
 
وفي ظل غياب استراتيجية اميركية واضحة حيال سوريا باستنثاء الحرب على داعش الارهابي التي تجري معركتها الاخيرة في الرقة ، لطي صفحة التنظيم المجرم ، فان اسئلة كثيرة ستبقى بلا اجوبة حيال مالات الازمة السورية وشكل الحل الذي ستنتهي اليه في الوقت الذي سيبقى فيه في ظل هذا السيناريو ، مسار جينف السياسي في حالة شلل بينما المسار الموازي في استانا انتج صيغا واليات ، من المشكوك في استدامتها اذ انها عرضة للشلل والانهيار في اي وقت تتقاطع وتتصارع فيه الاجندات الاقليمية والدولية على الساحة السورية بلا افق قريب للحل.