Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2019

“الملك بيبي” يحتفظ بتاجه: ما الذي سيفعله تالياً؟

 الغد-تقرير خاص – (الإيكونوميست) 11/4/2019

 
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
قد تشكل الفترة التالية تحدياً كبيراً لنتنياهو -ولو أنه لن يكون بسبب السياسة؛ فقد تم توجيه اتهامات إليه، في انتظار جلسة للاستماع، في ثلاث قضايا فساد. ويتهمه المدعون العامون الإسرائيليون بأخذ هدايا من رجال أعمال أثرياء مقابل حصولهم على مزايا، وكذلك بتقديم المساعدة القانونية والتنظيمية لأقطاب الإعلام من أجل تأمين تغطية صحفية تفضيلية له. وهو ينكر ارتكاب أي مخالفات، لكن الأمر اللافت للنظر هو أن المزاعم التي تضمنتها الاتهامات لم تجعله أقل شعبية على الإطلاق.
 
* *
القدس – بعد أشهر من حملة انتخابية محمومة، قرر الناخبون الإسرائيليين أن يتغيروا قليلاً. ومع إحصاء معظم الأصوات، فاز رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بولاية خامسة في المنصب في الانتخابات التي أجريت في 9 نيسان (أبريل). وتعادل حزبه، “الليكود”، مع “أزرق أبيض”، الحزب من يسار الوسط الذي يقوده بيني غانتس، وهو قائد سابق للجيش الإسرائيلي. وقد جمع كل منهما نحو 27 في المائة من الأصوات. لكن الكتلة اليمينية والدينية التي يشكل الليكود جزءاً منها، كسبت مجتمعة 53 في المائة من الأصوات.
سوف تمنح هذه النتيجة أغلبية للكتلة -ربما 64 من مقاعد الكنيست البالغ مجموعها 120 مقعداً، وهو العدد نفسه الذي تحتفظ به الآن. ومع اقتراب العديد من الأحزاب من عتبة 3.25 في المائة اللازمة لدخول الكنيست، فإن النتائج ما تزال متقلبة. (طالب اثنان من الأحزاب بإعادة فرز الأصوات). ولكن، لا يبدو أن غانتس يمتلك إمكانية تشكل ائتلاف قابل للحياة، ولا وسيلة لمنع السيد نتنياهو من تشكيل ائتلاف.
كما كان واقع الحال مع الانتخابات السابقة التي أجريت في العام 2015، أشارت استطلاعات الخروج المبكر إلى أن السيد نتنياهو قد أضعف. وهرع منافسه إلى المسرح ليعلن النصر بعد فترة وجيزة من توقف التصويت. وقال السيد غانتس: “إنه يوم تاريخي”، وأخبر المؤيدين بأنه سيشكل الحكومة المقبلة. وبينما كان يبذل الوعود، قام نتنياهو بإجراء بعض المكالمات هاتفية، وتلقى تعهدات بالدعم من الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة ومن تجمع يميني متطرف من أقصى اليمين، وهو ما كان كافياً لجلبة إلى مسافة قريبة بشكل مدهش من تحقيق الأغلبية.
لم تظهر على معكسر نتنياهو أي علامات على الذعر لأن المئات من أنصار الليكود تدفقوا على ملعب كرة السلة الذي استأجره الحزب ليلة الانتخابات، وكانوا قد اختبروا حالات مماثلة من قبل. وعندما اعتلى نتنياهو المنصة أخيراً بعد الساعة الثانية صباحاً، كانت معظم الشبكات الإسرائيلية قد أجرت مراجعة لاستطلاعاتها لتظهره في المقدمة. وعلى الشاشة خلفه كان شعار الحملة: “نتنياهو في مستوى مختلف”. وكان الحشد منتشياً. وقال نتنياهو: “هذه ليلة نصر عظيم. سوف تستمر الكتلة اليمينية في قيادة إسرائيل لأربع سنوات أخرى”.
قد تشكل الفترة التالية تحدياً -ولو أنه لن يكون بسبب السياسة؛ فقد تم توجيه الاتهام إلى السيد نتنياهو، في انتظار جلسة للاستماع، في ثلاث قضايا فساد. ويتهمه المدعون العامون الإسرائيليون بأخذ هدايا من رجال أعمال أثرياء مقابل حصولهم على مزايا، وكذلك بتقديم المساعدة القانونية والتنظيمية لأقطاب الإعلام من أجل تأمين تغطية صحفية تفضيلية له. وهو ينكر ارتكاب أي مخالفات، لكن الأمر اللافت للنظر هو أن المزاعم التي تضمنتها الاتهامات لم تجعله أقل شعبية على الإطلاق. بل على العكس من ذلك: ازدادت حصة الليكود في التصويت ثلاث نقاط مئوية عما كانت عليه في العام 2015. وسيكون حصول الحزب المتوقع على 35 مقعداً هو أكبر عدد يحصل عليه منذ العام 2003، عندما كان أرييل شارون يقود الحزب.
في انتخابات أصبحت بمثابة استفتاء على السيد نتنياهو، يبدو أن العديد من الإسرائيليين صوتوا بشكل استراتيجي، مفضلين أحد الحزبين الرئيسيين على أمل أن يُطلب منه تشكيل حكومة. وكانت الانتخابات عرضاً مثيراً للإعجاب للسيد غانتس؛ الوافد السياسي الجديد الذي واجه حملة شرسة من منافسه. لكن أداءه جاء إلى حد كبير على حساب أحزاب يسار الوسط الأخرى. فقد انهار حزب العمل، الذي بنى البلاد وحكمها لمدة ثلاثة عقود تقريباً. وفاز الحزب بأقل من 5 في المائة من الأصوات.
ثمة إسرائيليون آخرون لم يصوتوا على الإطلاق. وقد بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 68 في المائة؛ أي أقل بحوالي أربع نقاط من مثيلتها في العام 2015. وحصلت الأحزاب التي تخدم المواطنين العرب على 328.000 صوتاً فقط، بانخفاض بلغ 26 في المائة.
أدت نتيجة الانتخابات والحملة التي سبقتها إلى تعميق الانقسامات الإسرائيلية -وليس بين اليمين واليسار فحسب، وإنما أيضاً بين اليهود والإسرائيليين العرب الذين يشكلون 21 في المائة من مجموع السكان. وقد اتهم نتنياهو خصومه مراراً وتكراراً بالتخطيط لتشكيل ائتلاف مع “أحزاب عربية تعارض الدولة اليهودية”. كما شجع أحد حلفائه على ضم القوى وتوحيد الصفوف مع حزب يهودي يميني متطرف. وفي يوم الانتخابات، فيما بدا محاولة لتخويف الناخبين، وزع الليكود 1.200 كاميرا على مراقبي الانتخابات التابعين له في البلدات العربية.
وفي علامة أخرى على ميل الليكود القومي المتشدد، كان أحد أعضاء الكنيست الجدد الذين يحتفلون بانتخابهم هو ماي غولان؛ الناشطة القومية التي قادت الحملة لترحيل اللاجئين الأفارقة من إسرائيل. وكانت السيدة غولان قد فشلت في الماضي في دخول الكنيست كمرشحة لحزب القوى اليهودية العنصري. لكنها ستجلس الآن مع الحزب الحاكم.
إذا قام نتنياهو بتشكيل ائتلاف يميني، فسوف يتعين عليه أن يلتفت إلى مطالب أربعة أحزاب أخرى على الأقل. سوف يريد أولئك الذين يمثلون المتدينين الأرثوذكس الحفاظ على ميزة إعفائهم من الخدمة في الجيش وتأمين هبات وأعطيات أخرى في قضايا الدين والدولة. وسوف يريد منه شركاؤه من الصقور أن يفي بوعد قطعه على نفسه في الأيام الأخيرة الحملة بالبدء بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. وسيكون من شأن هذه الخطوة أن تثير أسئلة دبلوماسية ووجودية عميقة لإسرائيل. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطته للسلام قريباً. ومن شبه المؤكد أن القيادة الفلسطينية، الغاضبة من العديد من سياسات الرئيس ترامب، سوف ترفضها. ويقول كبار أعضاء الليكود إن هذا سيمهد الطريق أمام الضم.
من جانبه، سيكون نتنياهو قلقاً بشأن مستقبله. فالجناح 10 من سجن ماسياهو الإسرائيلي مصمم لإيواء رؤساء الوزراء السابقين. وقد سُجن سلفه، إيهود أولمرت، هناك بسبب تلقي رشاوى. ومع انتهاء الانتخابات، سوف يتلقى محامو السيد نتنياهو ملفات الأدلة للتحضير لجلسات ما قبل المحاكمة، التي من المتوقع أن تعقد في الأشهر المقبلة. وكان حلفاؤه قد اقترحوا مشروع قانون يحمي رئيس الوزراء الذي يكون على رأس عمله في المنصب من الملاحقة القضائية، وهو ما يعارضه بعض شركائه المحتملين في الائتلاف. وقد يسعى نتنياهو إلى كسب دعمهم من خلال تقديم تنازلات أخرى. أما إذا فشل، فإن فترة ولايته الخامسة ربما تكون قصيرة.
*نشر هذا التقرير تحت عنوان: King Bibi keeps his crown: What will he ?do next