Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2019

سر رقم 1000 - د. مهدي فكري العلمي

الراي -  أستغرب كثيراً من الوضع الاقتصادي الذي نعيشه، ويزداد استغرابي اكثر من عدم قدرة كل المفكرين الاقتصاديين، وكل رجال السياسة والاقتصاد في البلد على حل المشاكل الاقتصادية والمالية التي نعاني منها، واتساءل بيني وبين نفسي: ألا يوجد بين ظهرانينا ومن بين كل النجباء من رجال ونساء الوطن من هو قادر على جعل الاحلام النهضوية امراً واقعاً، وانجازاً ملموساً على ارض الواقع؟

إن الرؤى والأحلام لا تتحقق من تلقاء ذاتها بل لا بد من شخص قيادي قادر على تحويلها إلى مشاريع عاملة آناء الليل وأطراف النهار ومستوعبة للخريجين، وللمتعطلين عن العمل، بل وللبطالة المقنعة.
أين هو هذا الشخص القيادي القادر على ان يقنع اصحاب الثروات في الاردن، والوطن العربي، والعالم على تأسيس وإنشاء 1000 مشروع وشركة مساهمة عامة محدودة في الاردن وبحيث تتوزع هذه المشاريع الألف على مصانع، ومزارع، وجامعات، ومستشفيات، ومناجم، ومدارس، ورياض اطفال، ودور حضانة للاطفال، ومشاريع خدمية وغيرها من اشكال المشاريع والشركات.
اين هو الأردني القادر على إحداث النهضة؟ وعلى السفر والتجوال في انحاء العالم لاستقطاب المستثمرين اقتصادية لألف شركة مساهمة عامة محدودة أردنية تستوعب عشرات الآلاف من العمال والموظفين والإداريين.
أين هو هذا القيادي الأردني الماهر، والمتفوق في قدراته الإقناعية؟ بحيث يستطيع أن يجتذب أصحاب رؤوس الأموال من داخل الأردن وخارجه لتأسيس الشركات المساهمة العامة المحدودة «الألف» التي سوف تنهض بالأردن، وسوف تقضي على أكبر مشكلتين تواجهنا في هذا البلد الطيب الكريم المعطاء، الفقر والبطالة.
نحن – يا قوم – بحاجة إلى مزارع نخيل، ومزارع زيتون، ومزارع دواجن، ومزارع اغنام، ومزارع فواكه، وخضراوات، كما اننا بحاجة ماسة ايضا إلى صناعات زراعية متماشية مع هذه المزارع ومتوائمة مع منتجاتها مثل مصانع المعلبات، ومشتقات الألبان، والتعبئة، والتغليف، والفرز والتوزيع.
نعم، نحن – يا قوم – بحاجة الى عشرات المصانع التي يمكن ان تنتج ما نستورده من مواد غذائية، وأدوية، وملابس، وقطع غيار، ووسائل نقل، وآلات وماكينات، ونحن ايضا بحاجة الى عشرات الجامعات، وماذا لو كان في الاردن مئة جامعة؟ ولماذا لا تكون هذه الجامعات نسخ عن جامعات عالمية مشهورة، ومرموقة.. وماذا لو اصبح الاردن الدولة العربية الاولى في عدد الجامعات ذات النوعية العالية، والجودة المتميزة.
نحن بحاجة الى عشرات المستشفيات الخاصة، وماذا لو اصبح في الاردن 100 شركة مساهمة عامة محدودة تمتلك كل واحدة منها مستشفى كبيرا، او مدينة طبية كبيرة ولماذا لا يصبح الاردن (مايوكلينك) العرب وبحيث يصبح عاصمة الطب والعلم في الوطن العربي.
هذه المشروعات ليست مجرد أمان أو أحلام، هذه المشروعات مقدور على تحويلها إلى مشروعات قائمة ومنتجة في غضون ثلاثة أعوام على الاكثر 2019 ،2020 ،2021 وهذه المشروعات الألف لو انجزت فإنها سوف تحوّل الوطن الى ورشة عمل كبرى تعمل (24( ساعة في اليوم على مدار العام، وللقارئ الكريم ان يتخيل معي صورة الاردن مع هذه الشركات المساهمة العامة الألف بعد سنوات ثلاث.
بعد سنوات ثلاث من الجد والعمل والانجاز لن يعود بين ظهرانينا شخص واحد عاطل عن العمل، ولن يعود بين صفوفا فقير واحد، ولن يعود في سجوننا غارمة واحدة.
لن يتقدم الوطن إلا بالاستثمار، وبانشاء المشاريع من كافة الحجوم، صغيرة، متوسطة، كبيرة، عملاقة، ولن يتقدم الوطن إلا باستقطاب رؤوس الاموال من الداخل والخارج، وبانشاء الشركات المساهمة العامة.
لقد اثبت نموذج الشركة المساهمة العامة المحدودة الاردنية نجاحاً كبيراً خاصة إذا تولته ادارة ناجحة، وشريفة، وامينة، ونظيفة.
نحن بحاجة ماسة إلى قيادي ديناميكي قادر على إحداث النهضة الاقتصادية الوطنية الأردنية، وقادر على أن يحوّل الحزم الضوئية، والذبذبات الصوتية، ومداد الاقلام الى شركات ومشاريع إنتاجية يعمل بها عشرات الآلاف من الموظفين والعمال والاداريين.
الاستثمار – وحده – هو الكفيل بإخراج الأردن من عثراته الاقتصادية، وهو الكفيل بحل كل المشاكل الاقتصادية والمالية التي عانى ويعاني منها الاردن واعتقد جازما بانه قد آن الاوان لاتخاذ قرارات مصيرية شجاعة تتعلق بضرورة احداث النهضة الاقتصادية ولن تتحقق هذه النهضة إلا بقيادي اردني مخلص قادر على ان يحول الرؤى والاحلام الى حقائق ماثلة امام الاعين.
كل دولة من دول العالم التي نهضت ونجحت كان وراء نهضتها ونجاحها قائد تحويلي كاريزمي نهضوي تمكن من تحويل الدولة من دولة متواضعة في تقدمها الى دولة ناهضة متقدمة.
الاقتصاد هو الرافعة التي ترفع كل مناحي الحياة في الدولة مثل التربية، والتعليم، والثقافة، والفن، والصحة، والنقل، والحكم المحلي، والرفاه العام، والسعادة العامة.
علينا ان نعمل جاهدين من اجل بناء الثقافة الاقتصادية في عقول كل الرجال والنساء في وطننا الحبيب، ويجب ان تكون كل توجهاتنا اقتصادية، هادفة الى تحقيق الربح من اجل التوسع، والتفرع، والانتشار، والبقاء، والتنمية، ويجب علينا ان نتخلص من تلك الافكار، والعادات، والثقافات التي تدعو الى الكسل، والتواكل، والحظ، واليانصيب وان نتحول الى أناس مثابرين، عاملين محققين للدخل، وصانعين للمال.
ثقافة النهضة - وليس غيرها - هي الثقافة الوطنية المطلوبة في الوقت الحاضر، وسؤال النهضة هو السؤال الاكبر في واقعنا ومستقبلنا ولن تتحقق النهضة إلا بتعبئة المدخرات الوطنية، واستقطاب رؤوس الاموال العربية والاجنبية لتوظيفها على شكل مشروعات صناعية، وزراعية، وتجارية، وخدمية مولدة للربح، ومشغلة للايدي العاملة.
اية عوائق تقف في طريق النهضة والاستثمار يجب علينا ان نجتهد في إزالتها فوراً وبدون ابطاء فالعالم يتقدم من حولنا ونحن نقف عند مشاكلنا الاقتصادية والمالية حائرين، متسائلين، كيف نستطيع ان نخرج من قمقم المديونية، والعجز، والفقر، والبطالة؟ والجواب هو جواب واحد لا غير، وهذا الجواب هو بـ «النهضة الاقتصادية» التي لا يمكنها ان تتحقق إلا من خلال تأسيس، وانشاء، وتشييد 1000 شركة مساهمة عامة محدودة برؤوس اموال وطنية، وعربية، واجنبية، من خلال قائد نهضوي قادر على بناء هذه الشركات، وادارة عجلات الانتاج فيها وقادر على اقناع ابناء الشعب، والمستثمرين العرب والاجانب على توظيف مدخراتهم وأموالهم في وطن واعد يقف على أبواب الاحتفال بمئويته الاولى.