Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2019

دبلوماسي أوروبي لـ (الرأي): صفقة القرن بعد الانتخابات الإسرائيلية

 الراي-القدس المحتلة - كامل ابراهيم

كشفت مصادر سياسية أوروبية عن لقاء سيعقد في بروكسل خلال الشهر المقبل، بهدف بحث الموقف الاوروبي من «صفقة القرن» حال إعلان واشنطن عنها، بعد الانتخابات الإسرائيلية في التاسع من الشهر المقبل.
 
وقال دبلوماسي اوروبي في لقاء مغلق جمع ممثلي عدد من الدول الأوروبية مساء الأربعاء في القدس المحتلة ان هناك مواقف غير معلنة من قبل عدد من دول الاتحاد الاوروبي ودول أوروبية من خارج الاتحاد تتباين بخصوص «صفقة القرن» الاميركية.
 
واكد الدبلوماسي لـ (الرأي) ان هناك ضغوطا أمريكية واضحة ومتشعبة لتمهيد الأرضية والرأي وتنسيق المواقف مع حلفاء واشنطن خاصة، بريطانيا وفرنسا وألمانيا بخصوص صفقة القرن بحيث لا يكون هناك معارضة.
 
وقال الدبلوماسي الذي فضل عدم ذكر اسمه: «الولايات المتحدة تريد تقديم «صفقة القرن»، وتلوح في وجه حلفائها قبل مخالفيها الرأي بالعقوبات الظاهرة والخفية، مشيراً الى ضغوط بدأت منذ مطلع العام الجاري.
 
وأضاف ان دولا أوروبية وجزءا من الاتحاد الاوروبي لا يريدون مواجهة ومشاكل مع واشنطن فالعلاقات مع بعض الدول مثل بريطانيا وألمانيا متداخلة ومعقدة وفيها ارتباطات ومصالح واعتبارات كثيرة لا يمكن الغوص فيها.
 
ومضى يقول بصوت خافت، ان في الصفقة جوانب إيجابية ومفيدة للفلسطينيين وخاصة الشق الاقتصادي والمالي والبنى التحتية وتحسين جودة الحياة للمواطنين في قطاع غزة.
 
وفي رد على سؤال حول طبيعة اللقاء في بروكسل الشهر المقبل، قال انه لقاء تشاوري لبحث مواقف الدول الاوروبية وبعض المواقف الغربية من خارج الاتحاد، وتحديد بوصلة معينة واعتبارات التحرك المقبل.
 
ولفت الى ان الفلسطينيين في هذه المرحلة «مغيبين»، خارج «سكة القطار» للعديد من الاعتبارات في مقدمتها هناك تقارير وقراءات عن «فساد» وسوء استخدام وغيرها من الاعتبارات في الضفة الغربية، أما في قطاع غزة، فهناك تحكم وتسيطر حركة «حماس» المصنفة اميركياً بـ(حركة إرهابية) ومحظور فتح حوار معها مباشرة.
 
وأوضح الدبلوماسي الغربي ان هذا الوضع الفلسطيني غير المنسجم والمتحد، مس بالموقف الفلسطيني والوضع العربي الذي هو الاخر منقسم ولا يجمع او لا يتحدث بلغة واحدة وموقف موحد عند الحديث عن القضية الفلسطينية وسبل حلها.
 
وقال الدبلوماسي الذي تحلق حوله عدد من الصحفيين والدبلوماسيين في لقاء غير رسمي وغير مسجل: «سنبحث في بروكسل كيف يمكن التعامل مع «صفقة العصر» دون مواجهة واشنطن، ودون ان نمس ببعض الثوابت الاوروبية، مع تمكين المواطنين الفلسطينيين من الاستفادة من الفوائد الاقتصادية التي تحملها الصفقة، وخاصة في قطاع غزة الذي يعاني من ازمة في الماء والكهرباء وفي حرية الحركة والاستيراد والتصدير».
 
وكشف ان الاتحاد الاوروبي لا يملك خيارا اخر، وليس لديه خطة بديلة لتلك المنوي طرحها أميركياً، وقال: «الاتحاد الأوروبي أكد التزامه «القوي والمتواصل» بالمعايير المتفق عليها دوليًا لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، وبينها إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 مع القدس عاصمة للدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية). وشدد على أن «أي خطة سلام لا تعترف بهذه المعايير المتفق عليها دوليًا ستخاطر بالإدانة وسيكون مصيرها الفشل». وأضاف ان هذا هو الموقف المعلن للاتحاد الاوروبي ولكن ما يبحثه طاقم السلام الأمريكي مختلف بالكامل، فالطرح اليوم يأخذ بما هو متوفر وما هو على الأرض وموقف الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
 
وإسرائيل تعارض قيام دولة فلسطينية، والإدارة الأميركية حذرت الفلسطينيين والدول العربية والمجتمع الدولي من مغبة معارضة «خطة سلام» غير معروفة او معروضة على الأطراف بعد، تعتزم إدارة دونالد ترمب طرحها بعد الانتخابات الإسرائيلية والأرجح قبل شهر رمضان.
 
ووفق الدبلوماسي الأوروبي أن كل المؤشرات في غير صالح الفلسطينيين، فالحملة الانتخابية الإسرائيلية خلت من أي رؤية او طرح إسرائيلي للسلام مع الفلسطينيين، وقال «ان بعض الجهلة والمغرورين بالقوة ونشوتها مغرورين بالوضع الحالي وبدعم الإدارة الامريكية بقيادة ترامب، التي تقول ان إسرائيل باتت في وضع لا يجعلها بحاجة إلى صفقة السلام ». وهذا بصدق هراء وغرور وغطرسة.
 
واعترف الدبلوماسي ان الفلسطينيين هم الحلقة والطرف الأضعف في المعادلة الحالية، وان هناك محاولة لإجبار الفلسطينيين على تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، تشمل وضع القدس واللاجئين باستخدام المال والمساعدات والدعم وبعض الدول العربية التي من المفروض ان تقف الى جانبهم.
 
وقال ان الدول الاوروبية ستدفع المشاريع الاقتصادية المرتبطة في الصفقة لأنها لصالح الشرائح الضعيفة خاصة في قطاع غزة، وتراقب التطورات.
 
وعزا هذه المواقف الضعيفة والمهلهلة للاتحاد الاوروبي للحملة الدبلوماسية الإسرائيلية الاميركية خلال السنوات الأخيرة والتي جندت واقنعت دولا أوروبية مثل تشيكيا وغيرها على تبني التصورات والرؤية الإسرائيلية من الصراع وسبل حله.