Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Feb-2019

الزمن الفلسطيني الأصعب*رشيد حسن

 الدستور

بغض النظر عن التفاؤل أو التشاؤم، فالوضع الفلسطيني العام يبدو مع الاسف هو الاصعب، ويشي بأن ما ينتظر القضية في قادم الايام هو الاخطر، وربما الاسوأ... عبر تاريخ الصراع المضمخ بالدم الطاهر، والذي يتجاوز المائة عام بعام..
فعلى الصعيد المحلي..يبدو ان الانقسام الداخلي بين فتح وحماس، أصبح من الثوابت، ولا أمل يطفو على السطح، ولا ضوء في آخر النفق في المدى المنظور لتحقيق المصالحة..
لا نملك اجابات قاطعة عن الاسباب الحقيقية وغير المنظورة عن اسباب استمرار الصراع، وعن اسباب فشل كل الوساطات، واستمرار حالة الانقسام والتشرذم.. ولكننا نملك رصد بعض الظواهر والمظاهر...التي قد تساعد وتصب في بقاء حالة الانفصال ومنها:
ان في القيادتين اعضاء فاعلين متنفذين، يصرون ويعملون على بقاء الانقسام، وعدم تحقيق المصالحه، وقد ربطوا وجودهم ومصالحهم ببقاء هذه الحالة الشاذة..الشائئة..هذا اولا:
ثانيا: ليس أميركا والعدو الصهيوني هما الوحيدان اللذان يعملان على بقاء الانقسام، لا بل على تعميقه.. حتى أصبح كما اسلفنا من الثوابت في القضية الفلسطينية..
بل نزعم أن اطرافا  اقليمية فاعلة، تعمل على بقاء الاوضاع على ما هي عليه، وفي تقديرهما ان انهاء الانقسام، وعودة العافية للقضية الفلسطينية، سيحرج هذه الاطراف، التي تعيش وتتنفس وتمارس دورها من خلال هذا الانقسام البغيض..
لقد وصلت حالة اليأس والاحباط الشعبي اعلى مراحلها..
فاذا كانت القدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، تتعرض لابشع اعتداء في تاريخها الطويل.. الطويل. تتعرض للتهويد منذ عهد الكنعانين واليبوسيين...!!
واذا كان الاقصى الشريف قبلة المسلمين الاولى، ثاني المسجدين، وثالث الحرمين، مسرى محمد عليه السلام، ومعراجه الى السموات العليا يتعرض يوميا للاستباحة والتدنيس.!!
واذا كان الاستيطان قد ابتلع 68 % من الارض الفلسطينية، وحولها الى جزر معزولة، واذا كان المستوطنون الاوغاد قد نشروا الارهاب المجنون في كل فلسطين... يقتلون الاطفال بدم بارد، وينسفون البيوت على رؤوس ساكنيها، وينكلون بالاسرى، اشنع تنكيل... بحماية الجيش والاجهزة الصهيونية القمعية...
 كل ذلك وأكثر منه.. لم يعد خافيا انه يهدد باغتيال المشروع الوطني الفلسطيني، ويهدد بتصفية القضية، والحكم على اكثر من «6» ملايين فلسطيني بالنفي الابدي في مشارق الارض ومغاربها، ويؤدي حتما الى تحويل الصامدين المرابطين الى مجرد اقلية تعمل عبيدا في امبراطورية «نتنياهو»...
 اذا كان كل ذلك لم يسهم ولم يؤد الى المصالح، وتغليب مصلحة الوطن المهدد بالضياع على المصالح الحزبية، فلا امل يرجى..وخاصة في ظل عاملين خطيرين اسهما في تعميق حالة اليأس هذه وهما :
الاول: ادارة اميركية متصهينة، أعلنت الحرب على الشعب الفلسطيني، اذ اعترف رئيسها «ترامب» بالقدس العربية الفلسطينية المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب، وقام بنقل سفارته من تل ابيب « تل الربيع» الى القدس المحتلة، ضاربا عرض الحائط بكافة القوانين الدولية، وقام بقطع المساعدات عن «الاونروا» تمهيدا لتصفية قضية اللاجئين «6» ملايين، وشطب حق العودة الذي اقرته الامم المتحدة بموجب القرار « 194»..
 واخيرا.. وليس اخرا، تعتبر الادارة الاميركية الاستيطان عملا مشروعا، لانه على حد تعبير سفيرها المأفون في اسرائيل « يتم البناء في اراض اسرائيل « في يهودا والسامرة..
الثاني: الوضع العربي هو الاسوأ في تاريخ الامة، ويكفي الاشارة الى فتح البعض  لاوتوستراد التطبيع مع العدو، وتهديم اسوار المقاطعة، ما يعتبر انتهاكا صريحا لمبادرة السلام العربية، التي تنص صراحة على انسحاب القوات الاسرائيلية، من كافة الاراضي العربية والفلسطينية المحتلة، واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين الى وطنهم بموجب القرار «194 قبل القيام بالتطبيع.
باختصار...
رغم ان الوضع الفلسطيني هو الاصعب.. والاخطر.. الا اننا نراهن على شعبنا شعب الجبارين... الذي انتصر في كل معاركه، ولم يكفر يوما بالنضال والكفاح..وكانت المقاومة بالنسبة له هي وسيلته وطريقته للحياة الحرة الكريمة..
نهيب بهذا الشعب ان يقوم بكافة قطاعاته. بطلائعه ومثقفيه وعماله ومزارعيه بمظاهرات عارمة.. ومسيرات غاضبة ضد الانقسام، ولا يعود من الشارع الا بفرض رأيه، وارغام المسؤولين في حماس وفتح الامتثال والاستجابة لارادته.
 فبقاء الحال يهدد القضية بالضياع.