Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Oct-2017

من هو الخائن - عوزي برعام
 
هآرتس
 
الغد- كلمة خيانة لم تلامس شفتي في السياق الإسرائيلي الداخلي ولكن الوضع تغير. هجمات اليمين على معارضيه أخذت في التصاعد في السنوات الاخيرة. من "عديمي العلاقة بالوطن" تحولوا إلى منظمات "كاسري الصمت" و"بيتسيلم"  إلى "متعاونين" و"خونة"، وباقي التعابير التي تسكن العقول المتقدة لمؤيدي المسيحانية الدينية.
اليسار أخذ موقف الدفاع، بنجاح احيانا: "السلام الآن" و"بيتسيلم" و"كاسري الصمت" واصلوا العمل بالرغم من الاساءات وتشويه السمعة؛ "الصندوق الجديد" تواصل العمل من أجل دولة إسرائيل أكثر من أي صناديق أخرى. ولكن شيء ما في الثقة الذاتية تضرر. نظرا لان نهاية اليمين لا تلوح في الافق، يتم تقبل ما يقوله بهدوء كبير، ليس معه تسليم بل أيضا بدون احتجاج. 
وبهذا، يمكن ان نتساءل: ما هي "الخيانة السياسية" إذا لم تكن التخلي عن مصالح الشعب من أجل كسب سياسي فوري؟ ما هو القرار بشأن البناء المكثف للمناطق بدون تمييز، إن لم يكن احباط امكانية الحل السياسي واعداد إسرائيل لتكون دولة أبرتهايد أو كدولة عربية يهودية؟ أقلية مسيحانية عاطلة عن العمل تريد ان تضع دولة إسرائيل كاملة على سكة الخلاص. هو يحصل على دعم من الحاخامات الذي عليهم ان يمثلوا ارادة الله. يحاولون ان يفرضوا على دولة حديثة وعلى شعب لامبالي عمليات تعرض للخطر سيطرته على قطعة الارض هذه. 
ستقولون، ان بناء كهذا هو أمر ممكن فقط اذا كان هنالك غطاء برلماني ثابت. ولكن هذا "الغطاء" يمكن الحصول عليه بمساعدة اعضاء كنيست من الليكود، الذين يخونون مصالح ناخبيهم ويسوون صفوفهم مع أقلية عسكرية تجندوا في صفوفها. هم يحاولون أن يسوقوا الصفقة الفاسدة للبناء في المناطق كرد للعدوانية العربية والمستقبلية وكإشارة لتعزيز سيطرة الشعب على وطنه. هؤلاء الناس يتصرفون بتخلي عميق عن المصير الحقيقي عن الجمهور في إسرائيل. 
يجب العودة وقراءة الحقائق الاساسية: إسرائيل هي دولة شعب أغلبيته يهود وأقليته عرب، ولكن من زاوية رؤيا اقليمية نحن دولة أقلية في كل شيء. ومن الممكن جدا أن الظروف للتوصل إلى اتفاق لم تنضج بعد، حتى ولو جزئيا. وأيضا في الجانب الفلسطيني وليس فقط في الجانب الإسرائيلي، ولكن مصلحتنا في التوصل إلى اتفاق لم تتغير. إذن ماذا تعمل في فترة الانتظار؟ أمر واحد يخطر على بالي: تقوية إسرائيل من الناحية الديمقراطية، الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية. نتنياهو يفهم ذلك جيدا، ولكن نظرا لوضعه السياسي في وسط حزب مأسور بأيدي اعضائه – هو خاضع للمستوطنين ولحاخاماتهم. 
ان مفهوم خيانة هو مفهوم مشبع ويشير إلى نوايا متناقضة لفعل الشر، ويجب السعي إلى اجتثاثه من القاموس المستقبلي للسياسة الإسرائيلية. ولكن طالما نواصل استخدامه، يجب التأكيد بانه لا يوجد تناظر بين ادعاءاته نحو اولئك الذين يدعمون "الـ بي.دي.اس" وبين الادعاءات بان حكومة إسرائيل تخون أهدافها – واتخاذ خطوات تقلل من سفك الدماء، وابقاء مجال لحل سياسي مستقبلي، حل اهميته إلى إسرائيل أكبر حتى من اهميته للفلسطينيين. 
ان تصرفات دونالد ترامب لا يمكن توقعها. بغياب استراتيجية أو تفكير معمق، هو متأثر من المسيحانيين الصهاينة والذين بسبب ايمان دين غير سوي، والذي هو ليس مؤيد لليهودية، يدعون القومية الشعبوية. هكذا فإن قول اوساط سياسية لديها "مصادقة من ترامب" أمر مخجل. حيث انهم يعرفون أيضا ان الوقت عيد المساخر، حيث فيه المسخرة مشروعة. وكما أننا اليوم نناظر ضد ظاهرة المهرجين لدينا في الداخل من المحظور الاستناد على المهرجين من الخارج.