ولعل ما يعزز ضرورة أن يكون هناك هذا التحالف الإستراتيجي العربي، الذي من المفترض أن يضم دول مجلس التعاون الخليجي، أو من يريد منها الإنضمام إلى هذا الحلف، بالإضافة إلى المملكة الأردنية الهاشمية ومصر، أن هناك تحالفاً «ندِّياً» تقوده روسيا الإتحادية ويضم إيران وسوريا وهو على علاقة وطيدة مع الصين وبالتالي مع كوريا الشمالية ويدعم»حوثيي» اليمن وحزب االله اللبناني والإمتدادات الإيرانية في العراق وفي بعض الدول العربية الإفريقية .

وعليه فإنه لا يجوز أن يكون بلدنا معلقاًّ في الهواء بينما هناك كل هذه الأحلاف والتكتلات الإقليمية والدولية وبينما هو أول من حذر من أنَّ إيران تسعى لإنشاء هلال إيراني يبدأ طرفه الأول في اليمن وينتهي طرفه الآخر بلبنان مروراً بمعظم دول الخليج العربي، وهذا إن ليس كلها، وبالطبع بالعراق وسوريا وكما هو حاصل وقائم الآن ومع الأخذ بعين الإعتبار أنه أصبح للإيرانيين موطىء قدم آخر في غزة على شواطىء البحر الأبيض المتوسط الجنوبية.

وهنا فإنه ما يجب التأكيد عليه هو أن أبواب هذا التحالف يجب أن تكون مفتوحة لأيٍّ من الدول العربية وبخاصة الأفريقية منها وأن مهمته لا يجوز أن تقتصر على الأمور العسكرية فهناك قضايا أخرى في غاية الأهمية على رأسها القضايا الإقتصادية والأمنية والثقافية والتعليمية أيضاً والمعروف أن الأحلاف في هذا العصر لها مهات أخرى غير المهمات الدفاعية يأتي في مقدمتها الـ «wealth common «الذي هو الأكثر أهمية في العلاقات الدولية.

إن إنضمام الأردن ليس إلى حلف شمالي الأطلسي وإنما إلى هذا «التحالف الإستراتيجي للشرق الأوسط» الذي سيضم بالإضافة إلى دول الخليج العربي أو من يريد منها وأيضاً من يريد من باقي الدول العربية لا يعني أنه ذاهب إلى الحرب في صبيحة اليوم الثاني فمهمة هذا التحالف المقترح دفاعية بالأساس وبخاصة وأن هذه المنطقة التي تمر بمرحلة في غاية الصعوبة فهناك الإرهاب الذي بات يخبط خبط عشواء وهناك كل هذا التمدد الإيراني العسكري بالدرجة الأولى وهناك أن الروس باتوا يضعون أقدامهم في شواطىء البحر الأبيض المتوسط وأنه غدت لهم قواعد إستراتيجية ثابتة في واحدة من أهم الدول العربية.. وهنا فإن المعروف أن موسكو قد أعلنت أمس الأول أنها قتلت خلال ثلاث سنوات من وجودها في سوريا مائة ألف إرهابي.. والحقيقة مئة ألف سوري وربما أكثر كثيراً .. واالله أعلم!

alanbat_press1@hotmail.com