Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Jun-2013

إلهام أبو غزالة تروي سيرتها الفلسطينية في "رفرفرات العنقاء"
العرب اليوم - هدا السرحان - مسيرة مديدة وغنية بالدروس والعبر قدمتها د. إلهام أبو غزالة التي امتلكت حياة حافلة بالنشاط الأكاديمي والاجتماعي والسياسي.
باحثة وكاتبة وناقدة ومترجمة، توزعت تجربتها على دول ومجتمعات عربية وغربية عدّة، ولذلك جاءت كتبها متنوعة في موضوعاتها مميزة في معالجاتها، وهي التي اعتقدت ولا تزال بأن وراء كل إنسان فلسطيني قصة وحكاية من واجبه كتابتها والاستفادة منها..
معظم كتاباتها تتناول تجربتها الذاتية من الولادة في يافا إلى الهجرة لنابلس والدراسة خارج فلسطين وفي أقطار عربية وغربية، ثم مرحلة العمل والاستقرار والعودة الى فلسطين.. فهذه المسيرة تمثل دائرة معرفية واسعة رغم ما تضمنته من معاناة شخصية والانخراط في هموم عامة لم تنفصل عنها لحظة واحدة في قربها أو بعدها الجغرافي عن فلسطين وقضية الشعب الفلسطيني.
تاتي الكتابة عن أبو غزالة بمناسبة صدور كتابها "رفرفات عنقاء-سيرة فلسطينية" الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، وتسرد فيه قصتها كاملة بما تحمله من تفاصيل تحكي قصة نجاح وكفاح متواصل غنية بالتجربة والعناد والاصرار والإرادة الصلبة رغم كل العراقيل والمصاعب والمتاعب التي واجهتها خلال هذا المشوار الطويل.
بين غلافي الكتاب، الذي يقع بـ 293 صفحة من الحجم الكبير، تفاصيل مثيرة ومدهشة تروي بالتتابع حكاية مواطنة فلسطينية عربية غير عادية في نشاطها وحركتها ورؤيتها. أجبرت أبو غزالة على النزوح من يافا عام 1948، كما أبناء فلسطين الآخرين، ثم درست في نابلس - وهي ابنة عائلة نابلسية- ثم انتقلت للدراسة في جامعة القاهرة حيث اكتسبت في الستينيات بداية وعيها السياسي وخطت خطواتها الاولى على درب النضال من أجل فلسطين عندما كانت مصر بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وفي عز المد القومي العربي.
وقد شجعها على الحركة وممارسة نشاطاتها في مصر وجود شقيقها الدكتور حسام ابو غزالة وخالتها المناضلة سميرة أبو غزالة في القاهرة قبل انتقالها الى بيت الطالبات "بيت الراهبات" في مرحلة لاحقة.
انغمست اثناء دراستها، في القاهرة، في النشاطات، السياسية والثقافية، مندهشة بالحياة الاجتماعية في أم الدنيا ذلك الوقت، إلى أن تخرجت من الجامعة وعادت إلى نابلس.
وتروي في كتابها حكاية سفرها بذراع مكسورة إلى بريطانيا للحصول على شهادة الماجستير، مبينة المصاعب التي واجهتها مع سلطات الاحتلال خلال دراستها مع الرغبة بالانسحاب من الدراسة بسبب القلق الذي رافقها خلال التحضير للرسالة، الا ان شقيقتها سهام أقنعتها بضرورة اكمال دراستها والحصول على الشهادة في علم اللغة.
وبدعم من الأهل والاصدقاء اجتازت الفترة الصعبة وعادت حاملة شهادتها العليا لتبدأ رحلة علمية أخرى، حيث قبلت في بعثة دراسية للتحضير للدكتوراه في جامعة فلوريدا الأولى في مدينة جينزفيل في عام 1979، وهنا تروي كم عانت من القلق وعاشت لحظات رعب في هذه المدينة بخلفياتها العرقية المختلفة، وبوجود يهود صهاينة في الجامعة وخارجها، حيث عانت الكثير من العنصرية.
عاشت الكاتبة فترة مليئة بالرعب في هذه الجامعة، وفي هذه المدينة، بسبب النشاط الصهيوني السياسي، وبسبب العنف في المدينة وخطورة التنقل ليلا من دون سلاح، وواجهت مضايقات جهاز المخابرات المركزية الأمريكية حيث دهم أفراده شقتها وأبلغوها أنهم "يعرفون عنها كل شيء"، لكنها استطاعت تجاوز هذا الرعب بجرأتها وبالتعاون مع طلاب عرب وأصدقاء أجانب.
الأجواء الخانقة التي عاشتها دفعتها إلى التفكير بترك الدراسة أو تغيير تخصصها، لكن الأهل نجحوا مرة أخرى باقناعها بالاستمرار، ثم اللجوء إلى العمل الجماعي، من خلال انشاء منظمة الطلاب العرب، وهي المنظمة التي من خلالها واصلت أبو غزالة نضالها من أجل القضية الفلسطينية ليس من داخل أسوار الجامعة فحسب بل في المدينة أيضا، حيث وجدت أنصاراً خصوصا في وسط الأمريكيين السود.
ومن مدينة جينزفيل انطلقت الكاتبة في رحلة استكشافية داخل الولايات المتحدة فزارت معطم مدنها، واستمتعت برؤية كل المعالم التراثية والسياحية والثقافية، لتعود إلى الوطن بدرجة الدكتوراه في عام 1983 في "لغة النص/ تحليل الخطاب".
بعد عودتها والعمل في جامعة بير زيت وممارستها التدريس أعواما قليلة، تم ترشيحها لمنحة فولبرايت، وسافرت الى نيويورك بعد تردد، وكما في مدينة جينزفيل واجهت في نيويورك الكثير من المتاعب من اليهود الصهاينة خلال نشاطاتها الثقافية والسياسية في الندوات والمحاضرات في أثناء الحرب الأمريكية على العراق، حيث لعب الإعلام الامريكي دورا تحريضيا ضد العرب.
وبعد جولة شملت بعض المدن الامريكية، وانتهاء مدة البعثة، عادت الى نابلس حاملة المزيد من التجربة والخبرة والذكريات التي تسردها في كتابها على شكل سيرة ذاتية ممتعة وشائقة غنية بالدروس والعبر وفيها الكثير من الحكمة التي تقدمها للأجيال.
ومن إصدارات أبو غزالة: "مدخل الى علم لغة النص"، "لوزة تغني للشجر"، "نساء من صمت"، إضافة الى ترجمة كتاب "الوعي الناقد" لباولوا فريري.