الراي - ما هو الفرق بين الحكومة الوطنية وغيرها ؟.. هل الحكومة الوطنية هي تلك التي تتشكل من أردنيين مثلا أما غير الوطنية هي تلك التي تتشكل من جنسيات أخرى أو عمالة وافدة مثلا أو هي تلك التي يجري تصنيعها في الصين أو في تايوان أو كوريا ؟.

 

مناسبة هذا الكلام هو سؤال يدور في رأسي « إيش يعني المطالبة بحكومة وطنية ؟. هل الحكومة الحالية هي مستوردة ؟.

 

أعرف الوزراء واحدا واحد وأعرف أسماءهم وأسماء عائلاتهم , وقد جلست مطولا أتفقد الأسماء وأردها الى أصولها بحسب فقه اللغة , ومحصت ونجمت كثيرا لكني لم أجد أي تواجد لأجنبي بين الأسماء ولا في أصول العائلات التي ينتمي اليها الوزراء وفي مقدمتهم الرئيس هاني الملقي .

 

إستبعدت هذا الخيار , علني أجد ما أنشده في إتجاه اخر , فرحت أتفحص أشكال الوزراء وألوان بشراتهم علني أجد وجها أو ملامح أجنبية أو شرقية أو أسيوية فوجدتهم عربا أردنيين ليس من بينهم من هو أصهب ولا منهم صاحب عينين زرقاوين أو خضراوين ولا حتى عيونا صغيرة مقلوبة ولا بشرة صفراء ولا سوداء ولا أنفا عريضا ومسطحا ولا شفاها غليظة( طبعا ليس المقصود هنا أننا نمايز بين البشر لا سمح الله ).

 

عادت الحيرة لتتملكني , ما هو الفرق بين حكومة وطنية وأخرى غير وطنية , هل هي اللغة يا ترى , حسنا لنبحث في تصريحات الوزراء وكلامهم عبر التلفزيون والإذاعات وأخبارهم في الصحف والمواقع وعلى صفحات الفيس بوك , فوجدناها عربية أحرفها والفاظها عندما تكون بالفصحى وأردنية عندما تكون بالعامية مع التمييز بين لهجة الشمال والجنوب والوسط والغرب والشرق لكن كلها أردنية , فماذا إذا , ما هو الفرق يا ترى ؟.

 

هل هو السلوك هل هي طريقة الجلوس أم هي طريقة المشي , لم أجد إختلافا , ماذا إذا هل يدلني أحدهم ما معنى أن يطالب بحكومة وطنية غير هذه الموجودة والتي إعتبرها ضمنا حكومة غير وطنية .

 

حتى الأميركان يطالبون دولا عربية بحكومات وطنية تصوروا الأميركان يريدون في بلادنا حكومات وطنية , حتى أنني قرأت تحليلا طويلا لأحدهم يقول فيه أن الأميركيين همسوا في أذن الأردن مرة مطالبين بحكومة وطنية !!.

 

حسنا , سوف أتخذ من صديقي الدكتور ممدوح العبادي وهو من أعضاء هذه الحكومة مثالا للفحص , تفاصيل وجه الدكتور العبادي لا يمكن أن تكون رومانية ولا صينية هي عربية مغرقة في العروبة وهي أردنية في ثناياها وثنياتها لأن العبادي ينتمي الى عشيرة الرحامنة من قبيلة عَّباد وهي من اقدم العشائر استيطاناً في الأردن منذ حوالي 800 عام, فالملك العادل ابن أيوب الأيوبي قاد في عام 594 ه¯ - 1198م حملةً هاجم فيها جماعةً من بني رحمان (الرحامنة) في قرية كفر هودا القريبة من السلط, وقام ببناء قلعةٍ لبسط سيطرته على المنطقة, بعض الروايات على عشيرة الرحامنة اسم بني عبد الرحمن أو الرحمانيين أو بني رحمان. وتشير روايةٌ أخرى لابن فضل الله العمري في كتابه (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) أن عشائر بني عّباد تعود بجذورها إلى قبيلة بني مهدي في البلقاء وينحدرون من قبيلة عذرة.

 

دع عنك ممدوح العبادي , وخذ من علي الغزاوي مثلا آخر فهو عضو أيضا في هذه الحكومة ويحمل الغزاوية إسم عائلة شيوخهم الذين يحملون منذ القدم لقب أمير، قبل عدة قرون كانوا في صخرة في عجلون ثم إنتقلوا من هناك إلى الغور قبل حوالي 250 عامأ وجد العائلة حصل على لقب أمير من السلطان العثماني سليم. ولكن هذا اللقب يعود في الحقيقة إلى ما قبل العهد العثماني، حسبما جاء في تاريخ ابن طولون. كان الغزاويون في القرن الخامس عشر معروفين تحت إسم العائلة: إبن ساعد وكانوا يحكمون عجلون والمناطق المحيطة بها.

 

إذا لم يعجبك هذا ولا ذاك خذ عندك الوزير ياسيـن مهـيب الخيـاط هل تميل ملامحه الى ماليزيا مثلا أم هل هو هولندي , حسنا لنر .. يذكر كتاب قاموس العشائر في الأردن وفلسطين أن آل الخياط في نابلس هم من أعقاب الشيخ أحمد بن الحارثية، و جذورهم تمتدُّ إلى الحمدانيين من أمراء حلب في القرن الرابع الهجري، وإن الجدَّ المؤسِّـسَ لآل الخياط في نابلس جاء مع بطل حطين المجاهد صلاح الدين الأيوبي واستقرَّ في نابلس .

 

نكاد نكون من بين شعوب قليلة تنقب عن الأصول عند نشكيل الحكومات وإن عجزنا قلنا أن هذه ليست حكومة وطنية .