Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Dec-2018

»أسرار ملونة« لأمل صبح في »جودار«.. ذاكرة الضوء
الرأي -
 
تشتغل الفنانة أمل صبح على تأثير اللون الذي يتركه في نفس المتلقي، الذي يبعث الفرح والسرور لديه، ولذلك فإن أعمالها تمثل حبكات شكلية لمجاورات الكتل التي تتيح للمشاهد الارتحال في أرض الحلم.
 
وتستعيد من خلال المعرض الذي حمل اسم «أسرار ملونة» منابع الذاكرة التي «كانت دمشق الياسمين مسقط رأسها» تلك الألوان المبهجة والشفافة التي تشي بالمكان الذي ما يزال مرتسمًا في الذاكرة بأقواسه وشرفاته المزركشة والساحرة.
 
في معرضها الذي يقام في جاليري «جودار» ويستمر حتى ١٥ الجاري تعرض الفنانة التي درست في مركز الفنون التابع لوزارة الثقافة نحو ثلاثين عملًا زيتيًا، مختلفة الأحجام على الكانفس، مستعملة السكين في بناءات العمل الذي توزع بهارموني موسيقي تتدرج فيه النغمات بين الهادئ والصارخ، ولكن بانسجام وتناغم سمفوني يشبه ما لحن بيتهوفن في «ضوء القمر»، كما عرضت إلى ذلك ثماني مصغرات مائية.
 
ورغم تركيزها على اللون الخالص لصناعة اللوحة إلا أن ذاكرة الطفولة والمكان لا يغيبان عن سطح العمل الذي يذوب فيه اللون والحدود بين الكتل، ويتلاشى فيه الفضاء لمصلحة الجمال اللحظي الذي تتوازن فيه الألوان الباردة والحارة وتقاطعات الخطوط الأفقية والعامودية للعمل التجريدي التعبيري الذي يشعر معه المتلقى بالبهجة التي تنشط الذاكرة لأمكنة الحلم.
 
الفنانة التي شاركت في عدد من المعارض الجماعية تعبر في الألوان عن روحها التي تقترح جملة من الألوان الخاصة بها، كما هي الأماكن التي تتصل بذاكرتها عبر الأزرق الحزين ورومانسية البنفسجي وحنينه، والأخضر الذي يمنح الأمل الذي يتراءى في البعيد ويظهر في الأفق كأثر للمكان. وتمثل أعمال الفنانة نوعًا من التداعي الحر والعفوي لحوارات اللون والأشكال والخطوط التي تقدم من خلالها رؤيتها للفن الذي يعبر عن روحها.
 
ووصفت مديرة الجاليري رائده شاهين أعمال المعرض بأنها تشبه روح الفنانة أمل فاللوحات «بعيدة عن ضجيج الواقع، وعنف الراهن وفوضى السياسة».
 
أما الفنان محمد نصرالله، فقال: « إن المعرض يعكس روح فنانة مدهشة بأسرارها اللونية، التي حولتها إلى سمفونية موسيقية بشفافية شعرية عالية، وتقودنا الفنانة لمدنها وأناسها الطيبين، وتقف في كل مرة، وتتجول معهم براحة الفرح»
 
وتقول الفنانة أمل صبح وهي عضو رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين وجمعية ألوان إن «روح المعرض الذي حمل عنوان أسرار ملونة يشي بأن وراء كل لون سر، وأن هناك نوافذ وبيوتاً وأبواباً قديمة تحمل الكثير من قصص الحب، وهي ما تزال حاضرة فينا بألفتها وسكونها، ونحاول استعادتها من خلال ذاكرة اللون».
 
وأشارت إلى أن «اللون هو حياة، ووراء كل لون العديد من القصص، وبالنسبة لهذا المعرض فقد حاولت إبراز طاقة اللون بكل أطيافة، فاللون هو الضوء، والنور الذي يحقق السعادة والدفء وينشر الضياء على الناس».
 
وختمت الفنانة «في حياتنا الراهنة الكثير من الملل والضجر الذي يودي إلى شحوب اللون، وهو الشعور السائد في المجتمع نتيجة ألم الحروب، وهذا المعرض ومن خلال اسمه وأعماله يسعى للفرح، ويسعى أن يكون رسالة محبة وسلام».
 
وفي الختام، فقد جسدت الفنانة التشكيلية أمل صبح بلوحاتها الجمال والفرح والبهجة انطلاقًا من إيمانها بأن الفنان الحقيقي يختفي من الوجود كليا أثناء عمله ويأتي بشيء جديد من عالم المجهول إلى المعلوم بصياغة جديدة عصرية تختلف عن ما نشاهد في الطبيعة.
 
ولأنها طفلة اللون فقد تزاحمت لوحاتها بالأفكار لأحاسيسها المفعمة بالحب والأمل والتفاؤل، فكان الحب حاضرًا في جل أعمالها التي عكست ذاتها الحقيقية، وروحها التي سكنت لوحاتها بحثًا عن مدن وردية لا تلوثها الحروب والظلم.