Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Mar-2017

إسرائيل تؤيد المقاطعة - حامي شيلو

 

هآرتس
 
الغد- لإسرائيل شبكة علاقات متشابكة مع حركة المقاطعة الدولية التي تعمل ضدها. من بين الانواع المعروفة للتشابك – طواقم بالعبرية، تعاطي إسرائيل مع الـ بي.دي.اس يسقط في خانة التبادلية. الجانبان يرتبطان معا ويستفيدان من بعضهما: إسرائيل معنية في المبالغة بحجم الخطر الناجم عن حركة المقاطعة. وحركة المقاطعة تزداد قوة من التأثير المبالغ فيه الذي تنسبه إسرائيل لها.
نموذج التقليد لـ بي.دي.اس هو نظام العقوبات الذي فرض على جنوب افريقيا اثناء فترة الأبرتهايد، رغم أن مبدأ المقارنة يضع الرواية المناهضة لإسرائيل في مكانها. وعندما وصلت المقاطعة ضد جنوب افريقيا إلى ذروتها في منتصف الثمانينيات وشملت العقوبات الاقتصادية والمالية والاكاديمية والرياضية والثقافية، فان المقاطعة ضد إسرائيل في المقابل سجلت حتى الآن انجازات متواضعة يمكن تلخيصها بعدد قليل من صناديق التقاعد والاتحادات المهنية والكنائس المسيحية والمؤسسات الاكاديمية التي قررت مقاطعة إسرائيل، ونقاشات متقدة في الجامعات الأميركية وعدد من الفنانين الذين يفضلون عدم المجيء إلى إسرائيل، ويحصلون بسبب ذلك على عناوين رئيسية. معظم الحكومات في العالم لا تؤيد المقاطعة، والبعض منها قام بسن قوانين ضدها. الضرر هامشي، اذا كان يوجد ضرر.
بعض الاعتماد تستحقه المؤسسات الإسرائيلية واليهودية، لا سيما التي تستخدم تأثيرها من وراء الكواليس. لا شك أن وزارة الخارجية، لو لم يتم خصيها، كان يمكنها علاج هذا الامر دون الحاجة إلى اقامة وزارة حكومية منفصلة. إلا أن تنزيل الصورة الشخصية لا يخدم المصالح الحكومية والسياسيين. تصوير المقاطعة على أنها تهديد وجودي يساوي تقريبا قيمة القنبلة الايرانية التي تزيد الشعور بالضحية والحصار، وأن العالم كله ضدنا، الأمر الذي يساعد اليمين: هذا يمنح فرصة للسياسيين مثل يائير لبيد لإظهار وطنيته في الساحة التي فيها اجماع تقريبا، ويمنح أداة لقمع الانتقادات ضد سياسة الحكومة في المناطق بذريعة الدفاع عن مبدأ وجود الدولة، ويمنح بنيامين نتنياهو علما يوحد وراءه يهود الولايات المتحدة. أيضا في فترة الخلاف، وبنفس القدر، يمنح المؤسسة اليهودية دعوة النهوض للمعركة من اجل توحيد الصفوف والتبرع بالمال.
في الفترة التي يكون فيها ترامب هو الرئيس، وأغلبية الدول الاوروبية تنشغل في محاولة كبح الاقليات الاسلامية و/ أو اليمين المتطرف هناك، فإن حركة المقاطعة في دائرة الخطر من جديد. لا تقلقوا، إسرائيل ليست أرملة. عدد من الاجراءات مثل قانون المؤذن أو القانون الذي يمنع دخول مؤيدي مقاطعة إسرائيل اضافة إلى تصريحات الوزير نفتالي بينيت حول اقامة فيلات في الضفة الغربية أو تصريحات عضو الكنيست يوآف كيش حول سحب حق التصويت من الفلسطينيين، كل ذلك يصور إسرائيل على أنها دولة لديها ما تخفيه ويعزز المقارنة بينها وبين جنوب افريقيا.
هذا يمكن الحكومة من الاستمرار في لعبتها المزدوجة: تصوير شراء "موبيل آي" من قبل "إنتل" مثلا كدليل قاطع على نجاح جهودها في هزم حركة المقاطعة. وفي المقابل تقديم عدد من المحفزات والمبررات الجديدة التي تضمن استمرار نموها. لا داعي لليأس، إسرائيل تعطي الاشارة لأعدائها، ومقاطعة الأبرتهايد أيضا احتاجت عشرات السنين من اجل الوصول إلى حالة الاستنفاذ. اذا كانوا يستخفون بكم، فسنضمن بأن نوضح للجميع إلى أي درجة أنتم خطرون. وإذا وجدتم صعوبة في تجنيد المؤيدين، فنحن من جهتنا سنقدم المبررات المقنعة.