Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Nov-2017

هل يجتمع «الوغّد».. مع «رجل الصواريخ الصغير»؟ - محمد خروب

 الراي - عالمياً.. تبدو جولة الرئيس الاميركي الآسيوية وتشمل خمس دول آسيوية, والتي جاءت في اطار حضوره قمة «أبيك» التي بدأت اعمالها يوم امس في فيتنام, وقد تشهد «قمماً» أخرى وبخاصة بين ترمب وبوتين, ناهيك ان الزيارة ذات الاهمية الإستثنائية التي سيقوم بها للصين غداً، تستقطِب اهتمام الدوائر السياسية والدبلوماسية والإعلامية الدولية, فضلا عن ارتباطها بما يحدث في الجبهة الخلفية (الاميركية) من جدل وفضائح وانتكاسات حقيقية لترمب وعهده، بعد ان «أوقَف» المُحقِّق الخاص مولر, مدير حملته الانتخابية السابق وبعض رجالاته, ناهيك عن خرق ترمب نفسه لِـ»الثوابت» الاميركية الدستورية, التي تفصل بين السلطات وبخاصة التنفيذية والقضائية عندما «غرّد» منتقداً وزارة العدل بالقول: «..الكثير من الناس يشعرون بخيبة الامل من وزارة العدل، وانا منهم» شاكِياً من انهم «لا يُحقِّقون بشكل كافٍ, في ما يتعلق بمنافسته المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون» ما اثار عاصفة من الانتقادات ضد ترمب, الذي يحاول كسر الثوابت او المحرمات الدستورية بتدخله في التحقيقات.

 
«المسألة» الكورية الشمالية, هي المُهيمِنة على تصريحات ترمب الآسيوية, بدأت منذ ان ناقض نفسه في شأنها عندما قال لقناة فوكس الاميركية رداً على سؤال: إذا كان فكّر سابقا في الجلوس مع «كيم»؟ بالقول: سأجلس مع اي شخص، لا اعتقد بان ذلك قوة او ضعف.. لا اعتقد ان الجلوس مع الناس امر سيء، لذا – اضاف – سأكون بالتأكيد مُنفتِحاً على ذلك، لكن سنرى كيف ستسير الامور.. خاتماً إجابته: اعتقد ان ذلك مُبكر جداً.
 
انفتاح «كلامي» كهذا, فَتَحَ الباب على مصراعيه لتحليل اهدافه ومراميه, وبخاصة انه لن يحصل على اي جديد في لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي الذي طلب ترمب «مساعدته», وبالتأكيد لن يجد «الكثير» لدى مُضيفِه الصيني شي جين بينغ «الرجل القوي» كما وصفه ترمب, والذي سيلتقيه في اجواء «بروتوكول» صيني, يقول المراقبون: انها ستكون غاية في الكرم والأبهة على الطريقة الصينية, والتي سيُرافقها توقيع اتفاقيات وعقود تجارية ضخمة.
 
بيجين وموسكو تدعوان بلا كلل الى انتهاج سبل التهدئة واعتماد الحوار طريقة للخروج من الازمة التي لن يكون من وراء تدحرجها الى حرب اي «رابح» وهما في الوقت نفسه الذي سارتا مع المسعى الاميركي لفرض عقوبات «اشد قسوة» على بيونغ يانغ في قرار مجلس الامن الاخير, الا انهما وَقَفتا بحزم ضد اجراء المزيد من المناورات العسكرية الاميركية الكورية الجنوبية (شاركت اليابان في بعضها) وخصوصاً رفضهما القاطع لنشر منظومة صواريخ THAAD الأميركية على الاراضي الكورية الجنوبية, واقترحتا – وما تزالان –وَقْفَ واشنطن وسيؤول مناوراتهما, مقابل تعهُّد بيونغ يانغ تجميد برنامجها النووي, وعدم إجراء المزيد من تجاربها, والتي وصلت ذروتها في تجربتها السادسة في ايلول الماضي, والتي قيل انها تجربة «هيدروجينية», زاد من إثارَتِها اطلاق صاروخ باليستي مُتطور يُمكنه حمل رأس نووي. ما اشعل الاضواء الحمراء في واشنطن وسيؤول وخصوصا طوكيو, التي حلّق الصاروخ فوق اراضيها, وجرَّ عليها انتقادات ترمب القاسية خلال زيارته الاخيرة لليابان, متسائلاً في استنكار شديد: عن الاسباب التي دفعت اليابان الى عدم إسقاط صاروخ كهذا.
 
حرب التصريحات والاوصاف اللاذعة وامهينة بين ترمب وكيم جون اون, كما وسائل البلدين الإعلامية والاستخبارية, التي انخرطت في «اللعبة» ذاتها, بل ازدادت قسوة وخرَجت عن مألوف الأعراف والتقاليد والكياسات, وخصوصا ان الرئيس الاميركي يواصل التهديد بالخيار العسكري, محمولا على غرور وغطرسة شديدتين. كان آخرهما ما قاله عشية جولته: من انه «لا ينبغي لأي ديكتاتور او اي نظام, بأن يُقلّل من شأن عزيمة الولايات المتحدة» مُلوِّحاً في الوقت نفسه, بانه سيُقرِّر «قريباً» إدراج كوريا الشمالية في قائمة الدول الداعمة للإرهاب، مُصِرّاً على ان بيونغ يانغ تُمثّل مشكلة كبيرة جدا للولايات المتحدة.. وللعالم(...) ناهيك عما حَفِلَ به قاموسه الخاص من شتائم وتقليل من قيمة ومكانة الرئيس الكوري الشمالي, الذي سارعت الصحيفة الرسمية الناطقة باسم حزب العمال الكوري الشمالي الحاكم «رودونغ سينمون» الى وصف ترمب (قبل يومين) بانه «وغد وفاقد صوابه, وليس من الممكن وقفه عند حدِّه، إلاّ بالقوة البدنية».
 
احتمالات لقاء «الوغد» الاميركي، ورجل الصواريخ «الصغير» الكوري الشمالي... مُستبعَدة جدا إن لم نقل مُستحيلة, واذا كان الشيء بالشيء يُذكَر, فعلينا العودة الى ما كان «غرّده» ترمب قبل اسابيع مُنتقِداً وزير خارجيته ريكس تيلرسون (المغضوب عليه والمُهدَّد بالاقالة, مُدعياً (ترمب) ان بعض موظفي وزارة الخارجية غير راضين عن برنامج تيلرسون السياسي قائلاً في استعلاء: «صاحب الشأن هو انا.. انا الشخص الوحيد المُهِم».. واضعا مستقبل تيلرسون السياسي في دائرة الشك, بقوله ردا على سؤال باحتمال إقالته: «حسناً.. سوف نرى.. لا أعرِف».
 
نقول: غرّد ترمب منتقدا رئيس دبلوماسيته الذي سعى الى اجراء مفاوضات مع بيونغ يانغ: يُضيّع وقته بمحاولتِه هذه,لكن احتمال نجاح بوتين وشي جين بينغ في «تبريد» تصريحات ومواقف ترمب تبدو واردة, وإن بدرجة غير كبيرة... لا تدعو للتفاؤل, لأن الرئيس الاميركي يتصرف كالمُحاصَر والمذعور والمُهدِّد بالعزل وربما المحاكمة.. رغم بطء التحقيقات الاميركية, أمّا الاكثر اهمية في لقائه مع الرئيسين الروسي والصيني وفي ما نحسب, أنّهما سيُبلِغانه (كل على حدة) بأنهما يقفان بحزم ضد اي مغامرة عسكرية اميركية في شبه الجزيرة الكورية, والتي ستطال اثارها الكارثية.... العالم بأسرِه
 
kharroub@jpf.com.jo