Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Mar-2019

إرشيدات : الأوراق النقاشية المـلــكــيـــة ركــزت عـلــى الديمقراطيـــة المتجــددة

 الدستور-يستمر الملك عبدالله الثاني في الحديث في الورقة الخامسة عن الإصلاح الديمقراطي والتمكين، من أجل حياة ديمقراطية أفضل، في إطار الحديث عن دور الأحزاب ومراجعة عمل الحكومة البرلمانية وتجربتها آنذاك.  كان ذلك الحديث قبل أربع سنوات، وما سرنا إليه وما انطلقنا إليه ربما يكون مختلفا ومغايرا عما كان الملك يريده آنذاك، فكيف لنا أن نوائم بين الرؤية الملكية في زمانها وآنها، وكيف لنا أن نعاين تجربتنا اليوم بعد مضي سنوات عليها في سبيل ديمقراطية أفضل، يكون للفرد فيها قيمة لصوته، ويكون للأحزاب فيها دور أكبر مندمجة معاً في تيارات ثلاثة: يمين ووسط ويسار، وتكون فيها الدولة على الحياد في إدارة العملية الانتخابية. هذا الحديث سيأخذنا إليه الدكتور صالح ارشيدات نائب رئيس الوزراء والوزير الاسبق. 

 كيف نقرأ الورقة من وجهة نظركم بسياقها العام وبسياق الأوراق النقاشية الأخرى. 
 -ارشيدات: أعتقد أن الأوراق بمجملها بشموليتها ركزت على قضية أساسية، وهي موضوع الديمقراطية المتجددة، الأوراق الأولى حتى الخامسة كانت كلمة المتجددة هي الطاغية على كل النصوص التي وردت في الأوراق، فهذا يعني مؤشرا إيجابيا، يأتي تتويجاً لكل مبادرات الملك عبدالله الثاني منذ أن استلم العرش عام 1999 نجد بان المبادرات جميعها صبت في تعظيم المشاركة الشعبية والسياسية والنخبوية.
باعتقادي أن الإصرار على أننا في مرحلة تحول ديمقراطي هو اعتراف فعلاً في الهدف الذي يسعى له الملك، وهو أننا سنذهب إلى الديمقراطية الأردنية المتجذرة أو المتجددة، هذا النص أو هذا الشعار يعطينا ارتياحا أن هناك مشروعا وطنيا يهدف إلى الوصول إلى هذه المرحلة، التي أيضاً جلالته توجه بموضوع الحكومات البرلمانية التي تدخل الأحزاب حكماً، لأن أي نظام ديمقراطي في العالم هو نظام يعتمد على الأحزاب التي تصل إلى البرلمان، هذه المعادلة جيدة ونؤمن بها، لكن للأسف هذه المعادلة تنقطع أحياناً عن الوصول إلى الأهداف التي رسمت من أجلها، وأحياناً تغيب، وبالتالي نحن لا زلنا في انتظار أن تتحقق هذه المعادلة، أن يكون للأحزاب دور إيجابي ودور فعال في إنشاء الديمقراطية المتجددة.
 اليوم لدينا أحزاب، وأنت أمين عام لحزب، وهو حزب وطني وأيضاً من عائلة حزبية عملت في السياسة الأردنية، منذ العشرينيات ومنذ الخمسينيات لدينا أحزاب في الأردن، لكن ما الفارق اليوم، وما هي أبرز معوقات الأحزاب اليوم حتى لا تكون كأحزاب الأمس أو كي تكون مثل أحزاب الأمس. 
 -ارشيدات: واضح أن أحزاب الامس معظمها كان يعمل تحت القانون، بمعنى أنها لم تكن مسجلة ولم يعترف بها، فكانت هي تعبير عن فضاءات عربية أو داخلية أو محلية أو عالمية. الآن منذ أن رجعت الديمقراطية عام 1989، وأعلن المغفور له الملك الحسين نهجا جديدا في التعامل مع المكونات، صدرت مجموعة من المبادرات توجت بقانون أحزاب، وقانون انتخاب، وقانون حريات عامة وقانون مطبوعات ،وبالتالي باعتقادي بدأت مسيرة جدية عام 1989، ومعظم الأحزاب التي كانت تشتغل بالخفاء أصبحت رسمية ومسجلة، تلتزم بالقانون وبالمادة 22 من الدستور، وبالتالي أعتقد هذه المرحلة يجب إعادة تقييمها من جديد، لأن المفروض منذ عام 1993 أن نكون قد وصلنا إلى تحقيق الكثير من دور الأحزاب في العملية السياسية، لكن لم نصل، والسبب في اعتقادي أن هذه الأحزاب إذا لم يعترف بها جزء من النظام السياسي البرلماني، بمعنى أن تكون شريكة شرعية في البرلمان وفي تكوين السياسات وفي تشكيل الحكومات، وهو ما جاء في الأوراق.
 * هل العشرين سنة كانت كافية لإنضاج التجربة الحزبية، أم أنها تعرضت للفرامل السياسية من قبل الحكومات لتعطيل دور الأحزاب، ولتعطيل البرلمان، لإنتاج انتخابات على مقاسات وقوانين انتخابية لم تعظم ما وصفته أنت في موضوع الشراكة في النظام السياسي البرلماني؟.
 -ارشيدات: ما تفضلتم به أؤيده مائة بالمائة، كانت هناك معوقات كثيرة على رأسها قوانين الانتخاب، ومن ثم آلية إجراء الانتخابات التي تمت بعد عودة الديمقراطية، ما عدا الانتخابات التي تمت في عام 1989 وفي عام 1993 كان هناك انفراج سياسي، وتحول، فكانت النتائج هي التي خلقت النخب السياسية والبرلمانية التي هي موجودة لغاية الآن، وباعتقادي أنه لا بد من تجديد هذه النخب. 
 * نحن ربما لا نملك أن نؤيد أو نعارض الفكرة التي تطرحها، لكن إذا أردنا الاتفاق معك بالمقارنة بين حدث وحدث، أو حدث ونتيجة، تقول بأن عام 1989 كان تحولا سياسيا وانفراجا سياسيا كبيرا، وبعده عشنا عشرين عاماً لمحاولة إنتاج تجربة حزبية وديمقراطية جاءت فيها فرامل ومطبات سياسية أعاقتها.
في عام 2011 بدأ ربيع أردني، يشير له الملك في أوراقه النقاشية، وكان فيما بعد الطرح بأن الأحزاب يجب أن تندمج ويجب أن يكون لدينا يمين ووسط ويسار. اليوم ما الذي يعوق هذا التصور، ما الذي يحول دون هذا التصور ودون أن يكون هناك حضور كبير في البرلمان؟
 -ارشيدات: نحن نعتقد أن الربيع العربي كان فرصة إيجابية جيدة كما كان في عام 1989، لكن لم تستثمر حتى النهاية، كان هناك لجنة حوار وطني، ونحن كنا مشاركين فيها، أنتجت تصورا لقانون انتخاب، تم أخذ جزء منه، وللأسف لم تنجح العملية بإشراك القائمة الوطنية التي كانت مخصصة لشخصيات وطنية وأحزاب، حيث ذكرت الأحزاب في القانون، ولكن لم تنجح لأسباب كثيرة.  
* وأنتم كحزب تنتمي له كنتم مشاركين. 
 - ارشيدات: نعم، كنا مشاركين عن التيار الوطني، والتيار الوطني في انتخابات عام 2010 كان لديه 25 نائبا، كان لدينا حضور واسع على الساحة البرلمانية، للأسف أن هذا الانتشار الواسع والتواجد الإيجابي تراجع خلال الانتخابات التي تلتها، التي جاءت في بداية 2013 وفي قلب أحداث الربيع العربي. 
  لكن قيل بأن انتخابات 2010 شابها ما شابها. 
 -ارشيدات: صحيح، أنا أقول إن الحكم أصبح على نتائج الانتخابات مزاجيا، لا يعكس صورة الوضع السياسي على الشارع الأردني، فبالتالي نحن في عام 2013 كان هناك فرصة هائلة، كما هي فرصة عام 1989، أن نجدد النخب السياسية، لم تحدث، كانت الظروف من حولنا غير آمنة وغير مطمئنة، فكان هناك أصوات تنادي باحتضان التجربة وتحجيمها وأيضاً عدم السماح بما سموه بالانفلات الديمقراطي. 
 * إلى أي مدى كان هناك تلويح بأن نعمة الأمن والاستقرار أفضل من أن نذهب إلى خيارات أخرى في الديمقراطية ونفتح البرلمان، وتذكرون الجدل على القائمة الوطنية من 13 إلى 19 إلى 20 إلى 25، وأننا لا نريد برلمانا فيه أكثرية تتغول عليه كما كان في عام 1989. إلى أي مدى كانت النزعة موجودة في إعاقة التطور الديمقراطي؟
 -ارشيدات: واضح، فكان هناك نزعة، وقصة الأمن والاستقرار مهمة جداً لنمو الديمقراطية، كانت الأوضاع حول الأردن غير مطمئنة، فكانت الامور تشير إلى أن كل المنطقة ملتهبة، وأصبح هناك اختراقات للأمن العربي والأمن المجتمعي، بالتالي كانت هناك أصوات بالإضافة إلى أصوات الشد العكسي. 
 * هل ترى أن هذا الربيع العربي، إضافة إلى أصوات الشد العكسي، أعاق دور الأحزاب؟
 -ارشيدات: بالطبع أعاق، فكيف تريد للأحزاب أن  تنضج وأن تأخذ تجربتها بدون أن تجرّب مسيرتها على الساحة، نحن لم نجرب المسيرة الحزبية الحقيقية، فهذه المسيرة تتوج دائماً بالوصول إل الانتخابات والبرلمان، هذه التجربة صدمت في أكثر من محطة، وبالتالي هي ليس لديها تجربة، ما عدا الإخوان المسلمين، فالإخوان المسلمين لديهم تجربة تاريخية عابرة للحكومات وللمراحل التاريخية في الأردن، الأحزاب الوطنية الجديدة لم تتح لها الفرصة أن تجرب وأن تمارس جزءا من شعاراتها التي طرحتها في البرامج الكثيرة، وأن تتوسع؛ لأنه في نفس الوقت هناك عزوف شعبي، فلا أستطيع أن أفسر كيف يكون هناك عزوف شعبي، رغم الدعوة في الأوراق النقاشية لجلالة الملك للشباب وللمواطن الأردني الفاعل بأن ينخرط في الأحزاب، هناك عزوف متصاعد لا يمكن التنبؤ متى ينتهي. 
 إلى أي مدى يمكن أن يكون لدينا بالفعل مع مئوية الدولة مشهد فاعل للأحزاب في المسيرة الديمقراطية.
 -ارشيدات: هذا متوقف ليس على الأحزاب، بل على الجهة الثانية وهي الحكومة والدولة بشكل عام، إذا لم يعترف بالأحزاب من خلال قانون انتخاب حقيقي ديمقراطي فلن تستطيع الأحزاب أن تصل إلى البرلمان بالحجم المناسب للتأثير على العمل السياسي في البرلمان. 
 * ما معنى أن يعترف بالأحزاب، هل أن تكون ضمن القانون قائمة حزبية؟
- ارشيدات: نعم، هذا ما نطالب به كأحزاب مندمجة او أحزاب منفردة فيجب إعطاء هذا الكم من الاحزاب فرصة للتنافس ضمن إطار محدد رسمي تشريعي معترف به، وأنا متأكد بانه سيكون هنالك تجربة جديدة، وستنجح هذه التجربة بالتدرج في الانتخابات التي تليها. 
 * المحور الثاني حول دور الأحزاب في التحول الديمقراطي.. تقول الورقة النقاشية الخامسة لجلالة الملك عبدالله الثاني (يقع على الأحزاب السياسية مسؤوليات الاندماج وصولاً إلى عدد منطقي من الأحزاب الرئيسية الممتدة على مستوى الوطن، والتي تمثل مختلف آراء الطيف السياسي وتتبنى برامج حزبية واضحة وشاملة). من خلال هذه الأوراق وتناول الملك للأحزاب دائماً الملك يقول بأنه يريد دورا فاعلا للأحزاب، ويذهب جلالته للجامعات ويطلب من الشباب ان يكونوا أكثر فاعلية، والشباب بدورهم يقولون إنهم لا يستطيعون الانتساب للأحزاب؛ لأنه كان هناك ثقافة تحول دون الدخول فيها، حيث كان هناك تخويف من الأحزاب، وبنفس الوقت يرى الناس بأن الأحزاب لدينا فردية وليست برامجية. أنتم وغيركم في أحزاب أخرى بدأتم تنحون نحو تقديم برامج في الإصلاح ومعالجة القضايا الاجتماعية والثقافية.. ما هي صورة هذا التحول وما هي صورة هذه البرامج؟ 
 -ارشيدات: نحن كحزب تيار وطني منذ أن بدأنا كان لدينا تصور لأهمية البرامج التي تطرح على الناس وأن تتحاور مع الناس، ولدينا كم هائل من البرامج التي تهم الناس في الفقر والبطالة والتعليم والصحة واللامركزية والمياه والطاقة والمرور، كل هذه القضايا التي يتحدث الناس بها في بيوتهم وفي اماكن عملهم، جميعها نحن تجاوبنا معها وعملنا من وجهة نظرنا برامج ووضعنا أيدينا على الوضع وأيضاً اقترحنا حلولا، هذه الحلول موجودة وأعتقد أنها حلول لا يمكن ان تتحقق إلا إذا أصبح حزب التيار الوطني في مكان ما في الآلية المناسبة في السلطة التنفيذية أو في السلطة البرلمانية، فلا يستطيع الحزب أن ينفذ برامجه إذا لم يكن هناك منصة له، كيف نريد ان نصلح في الفقر والبطالة إذا كانت المنصة غير موجودة، منصة رسمية، ومن خلال البرلمان لا يوجد لك صوت لتعرّف بهذه المشكلة، وبالتالي اعتقد أن كل الاحزاب تعاني من هذه المشكلة، إذا لم تصل الأحزاب إلى البرلمان أو إلى المشاركة في السلطة التنفيذية، فلا يمكن لهذه البرامج أن ترى النور.
 * هل حدث أن تحاورتم مع الحكومات على برامج، على أجندة معينة؟
 -ارشيدات: نعم، فكل رئيس حكومة يأتي كنا نلتقي معه ونقدم له مشروعنا البرامجي، ولكن أنتم تعلمون وانا أعلم كيف تعمل الدولة، فهذه القضية بحاجة أولاً إلى حشد إعلامي، ومن ثم في البرلمان ومن ثم أن تصبح سياسة من سياسات البرلمان.
  * إلى أي مدى ترى بان الحكومات مستفيدة لإبقاء الحال على حاله؟
 -ارشيدات:  نحن نعتقد أن التحول لا يمكن أن يتم ضمن هذه المنظومة، إلا إذا أمر جلالة الملك بان تحول الأوراق إلى لجان وطنية تعمل على استخراج منظومة من القيم ومنظومة من الإجراءات والقوانين وتصبح هي مشروعا وطنيا نستطيع من خلاله أن نتقدم للأمام في ظل هذه الظروف الصعبة، وأعتقد أن هذا مخرج جيد جداً .
اذا تواجدت الاحزاب في البرلمان سينتهي العزوف الشعبي عن الانخراط. فتصوروا أن الأحزاب أصبحت هي الوسيلة للوصول إلى البرلمان ومن ثم الوصول للسلطة التنفيذية ستجدون بأن جميع القوى الأخرى الموجودة على الساحة الأردنية، قوى الشد العكسي، التي لا تؤمن بالديمقراطية، وهي قوى وطنية، ولكنها لا تؤمن بالديمقراطية، لأنهم يعتقدون بان الديمقراطية هي نوع من البدع الغربية يراد بها تغيير بعض عاداتنا وتقاليدنا، وهي لمصالح فئة معينة، بالتالي هي تهدد مصالحهم، فمعظم الشخصيات الوطنية التي لا تريد ان تنخرط في العمل الحزبي ستنخرط في العمل الحزبي وستقوم بتشكيل أحزاب إذا كان للأحزاب اعتراف في البرلمان من خلال القانون .المطلوب أن ينخرط كل المسؤولين السابقين واللاحقين في محطات حزبية أو وطنية ليكون لهم صوت بعد خروجهم  من العمل الرسمي . 
 * الأحزاب في الأردن، كما تفضلت، كانت وافدة بمعنى إما أيديولوجية جاءت من دول عربية أخرى، أو أممية عالمية ذات صيغة ما، اليوم الذي ينجح في الدول، مثل فرنسا ماكرون نجح نتيجة تيار اجتماعي تحول داخل بنية السياسة الفرنسية، والبرازيل كذلك وغيرها، ألا تعتقد ان لحظة مواتية لإنتاج حزب أو تيارات أردنية تأتي من رحم الشارع الأردني ورحم الهم الأردني والمعاناة الأردنية. 
 -ارشيدات: أنا أؤيد ذلك، فالرأي العام الذي يشكله ليس الأحزاب وليس النخب وليس الأجهزة ووسائل الإعلام الرسمية، بل الواتس أب ومواقع التواصل الاجتماعي هي التي تحرك الناس، هناك نوازع وطنية داخل كل إنسان في هذا البلد، ولكن غير منظمة، وبالتالي يجد هو من خلال التواصل الاجتماعي أن هناك تقاربا مع جهات كثيرة، ولذلك أعتقد ان التواصل الاجتماعي هو الذي سيحدد شكل الرأي العام في المستقبل.
 * المحور الثالث حول هذه الورقة النقاشية، يقول جلالة الملك في هذه الورقة (أما الآن، وبعد أن تم إيجاز ما تم تحقيقه، فلا بد من النظر إلى المرحلة التالية من محطات الإنجاز التي علينا عبورها، ومن المهم أن نعي جميعاً أهمية بذل أقصى الجهود للقيام بدورنا وتنفيذ مسؤولياتنا وفق أعلى معايير التميز والعطاء والتفاني)، برأيكم هل نحن نقوم بالجهد، أو قمنا بالجهد بعد خمس سنوات أو ست سنوات على هذه الأوراق النقاشية لتطوير ما جاء بها من أفكار؟
 -ارشيدات: أعتقد هناك كان تراخ ونسيان في بعض الأوقات من قبل المكونات للأوراق النقاشية، والحكومة على رأسها، ومن ثم المواطن والأحزاب والمؤسسات . قد يكون السبب الأوضاع التي أحاطت بالمملكة خلال الأربع أو الخمس سنوات الماضية، والذي كان الإرهاب على رأسها وكان هناك عدم استقرار في المنطقة، الآن ذهب الإرهاب، وباعتقادي الآن هي فرصة حتى نثبت حسن النوايا، أعتقد فيما يتعلق بالتوعية وتجذير الثقافة الديمقراطية التي أمر بها جلالة الملك حيث قال إن الحكومات البرلمانية بحاجة إلى تجذير للديمقراطية وثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان والحوار والتسامح وكل القيم، فهذا إذا لم يصبح جزءا من المناهج في مدارس التربية والتعليم، ومن الإعلام الرسمي، لا يمكن ان يصل المواطن الأردني.
 * هل نحن مهيئون لانتخابات في كل مرة على قانون، أليس هذا يضر؟ 
 -ارشيدات: نعم، باعتقادي لا بد من استقرار القانون. 
 * تحدث جلالة الملك في إحدى الأوراق النقاشية بأن لدينا حوالي ستة آلاف منظمة مجتمع مدني هذه أيضاً عليها دور في الإصلاح. 
 -ارشيدات: هي غير مفعّلة؛ لأنه لا يوجد حوافز، وباعتقادي الآن فرصة مناسبة لاشراك هذا الحجم الكبير من العمل المدني الذي تشكل النقابات واجهته الآن.
 * كانت النقابات دائماً عندما تتحدث في الأمور السياسية، يخرج الوزراء في الداخلية والحكومات ويقولون بأن هذا شأن سياسي وليس شأنا مهنيا. 
 -ارشيدات: لا، فهذا شأن عام وأعتقد كل مواطن بالإضافة إلى المؤسسات المدنية لها الحق أن تنخرط في ذلك وأن تقول رأيها. 
الآن في الأردن ومنذ خمس سنوات هناك توافق وطني هائل على ثوابت أردنية، هذه الثوابت التي يخاف منها بعض الفئات والمكونات غير موجودة، هناك ثوابت على النظام والأمن والجيش ودوره .. ثوابت على الوحدة الوطنية من مختلف الأصول والمنابت، وبالتالي باعتقادي هذه الثوابت بالإضافة إلى سلمية العمل السياسي هي جائزة لأي نظام لكي يأخذ مداه في الإصلاح السياسي، وهذه الفترة موجودة، فلماذا نضع ذلك جانباً ولا نعطيه أهمية.
 * ما الذي يمنع اليوم أن نذهب إلى مرحلة جديدة عنوانها المواطن، ما هو دور المواطن، أنتم كأحزاب ماذا تطلبون من المواطن.
 -ارشيدات: واضح أن هناك عزوفا شعبيا عن المشاركة في العمل العام، وهذا نتيجة تراكمات حصلت خلال السنوات الماضية، بسبب وعود لم تنفذ، وبالتالي المواطن حماسه ووطنيته خفت باتجاه المشاركة، الآن إذا شعر المواطن أن صوته له دلالة لدى النائب ولدى الحزب ولدى الحكومة باعتقادي هو سيكون أول المشاركين.
 * الشباب اليوم أو الجمهور يتحرك بصفة تيار أو مجاميع اجتماعية وليس بصفة حزبية، ما نريد أن نسأل عنه، كيف لكم أن تذهبوا للشباب كأحزاب، هل لديكم تصور معين، خطة بديلة، هل قدمتم مقترحا لقانون انتخاب؟ .
 - ارشيدات: قدمنا مقترحات، فنحن من الأوائل الذين قدموا مقترحات لقانون مختلط، الشباب يعتقد أن الأحزاب لا دور لها؛ لأن لا اعتراف بالأحزاب من خلال النظام السياسي، لذلك هو يعزف عن الأحزاب، فمؤسسات الدولة لم تعبّر ولا الحكومة عن إشارات إيجابية تجاه الأحزاب، فالأحزاب لا تظهر على التلفاز إلا بالمناسبات، لا تدعى إلى الاحتفالات حتى المحلية إلا بالمناسبات، وكأن هذا الجسم الحزبي غير مرضي عنه من قبل أجهزة المحافظات وأيضاً المؤسسات الأخرى، وبالتالي أعتقد أن هذه علاقة متبادلة، إذا أردنا لهذا الشاب أن يشعر بالاطمئنان من الأحزاب عليه أن يشعر أن لهذه الأحزاب دورا.
 * هناك من يقول من الشباب بأن الأحزاب لا تريدهم، بل تستخدمهم كجمهور، والأحزاب هي  أشخاص يبحثون عن إعادة انتاجهم في المشهد السياسي الأردني .
 - ارشيدات: نحن تجربتنا عكس ذلك، نحن كحزب تيار وطني كان لنا 80 بالمائة من اتحادات الطلبة في الجامعات، كان لنا حركة شبابية هائلة، وصلنا إلى ذلك؛ لأننا في البداية كنا غير محبطين، حتى الشباب كانون يعتقدون بأن هذا الحزب له فرصة هائلة في أن يتوسع جماهيرياً ويصبح يمثل الأغلبية الصامتة، فكان مدعوماً، وهذا الحزب يحمل هوية أردنية ويوجد في التيار اليميني والوسط والليبرالي، فهو يحتوي كل القوى الفكرية والسياسية في الأردن، ولديه قوى سياسية مختلفة تؤمن بالوطن وبالإصلاح وتؤمن بجلالة الملك وتؤمن بالثوابت الوطنية.