Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Oct-2018

هجوم دبلوماسي أردني بنتائج ملموسة - د. فايز بصبوص الدوايمة

الراي - بشكل غير مسبوق قام الوفد الأردني في اجتماعات الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة بدور استثنائي عبر من خلاله عن مدى أهمية هذا الاجتماع الاممي والدولي وعن أهمية التواجد في هذا المحفل الدولي، والذي يشكل أداة دولية قائمة على التوافق الدولي والانسجام الاممي حول أهمية الحوار والعولمة السياسية المرتكزة على مساحة شاسعة من الآراء والخبرات في حل مشاكل السلم والامن الدوليين فالجمعية العامة للأمم المتحدة هي الركيزة الأساسية التي جعلت هدفها الاسمى يكمن في العدل والمساواة والحقوق المتوازنة والمتساوية بين الأمم والشعوب، وهي الأكثر عدلا من المؤسسات التي تشكل البنى الهيكلية لهيئة الأمم المتحدة والتي من خلالها يستطيع كل ممثل ان يقول ما يشاء خارج اطار التوازن المفروض في مجلس الامن القائم على المحاصصة بين كبار الدول والتي تستحوذ على حق النقد الفيتو وهو النظام الذي يخضع الان لمراجعة حقيقية لما انبثق عنه من ظلم في كثير من الأحيان عندما تصطدم مصالح الدول الصغيرة مع الأعضاء الدائمين في مجلس الامن واللذين يملكون حق النقد الفيتو.

من هنا ومن خلال معرفة القيادة الأردنية الفذة بأهمية الجمعية العامة ودورها فقد تراس جلالة الملك الوفد الأردني لاجتماعات الجمعية العامة معطيا توجهاته للوفد الأردني بان ترتكز كل تحركاته انطلاقا من الثوابت التالية:
أولا:القضية الفلسطينية والقدس.
ثانيا:الأونروا
ثالثا:توحيد البوصلة الدولية نحو النهوض بالاقتصاد الأردني من خلال دعمه ودعم مشاريعه التنموية من اجل استيعاب ازمة اللجوء السوري بشكل خاص وأزمة اللجوء بشكل عام دون تحفظ او مواربة.
اذن هذه الأهداف التي حددها جلالة الملك قد انعكست بشكل مباشر من خلال كلمته والتي لقيت ترحيبا دوليا واسعا وخاصة من الدول الأوروبية ومجموعة ال 77 أي دول عدم الانحياز سابقا علاوة عن ترحيب مؤسسات المجتمع المدني المعنية بحقوق الانسان والهجرة واللجوء القصري فقد أوضح جلالته خلال هذه الكلمة ان الأردن ينطلق في كل مبادراته من خلال دبلوماسية تعتمد على احقاق الحق الدولي فيما يخص القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية والتي اعتبرها جلالته خطا احمر عندما يتعلق الامر في عروبة القدس وحق العودة والدولة الفلسطينية المستقلة، وقد ركز جلالته خلال لقائه مع شبكة فوكس نيوز ان التواصل مع الإدارة الاميركية ضرورة قصوى لأن الرئيس ترمب ليس على احاطة شاملة فيما يخص مفهوم الدولتين ولذلك صرح بانه مع حل الدولتين وهذا التصريح اخذ صدى إعلاميا كبيرا وانعكس على تطور الأوضاع وخاصة على اللقاء الذي حصل بين نتانياهو والرئيس ترمب ان هذا التأثير لجلالته ينطلق من وعي تام بان صقور الإدارة الاميركية الحالية لا تضع الحقائق والوقائع السياسية وذات التأثيرالمركزي امام الإدارة الاميركية لذلك لا بد من التواصل مع هذه الإدارة لشرح حقائق ووقائع الواقع الجيوسياسي ومخاطر الذهاب الى حضن التصور الصهيوني لحل القضية الفلسطينية هذا من جانب ومن جانب اخر فقد صعد الأردن من خلال وزير خارجيته على موضوع وقف المساعدات عن الأونروا ودعت الدبلوماسية الأردنية الى عقد مؤتمر مانحين حضره مجموعة كبيرة من دول العالم وخرج بنتائج ملموسة وهي دعم مرحلي للأونروا من خلال التركيز على إبقاء المنظمة الدولية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) لتقديم مساعداتها من سنة الى خمس سنوات بدعم من دول خليجية ودول الاتحاد الأوروبي وبعض دول عدم الانحياز مثل الصين والهند وايران كلها تعهدت للأردن والسلطة الفلسطينية بانها لن تسمح بالقضاء على وكالة الغوث برمزيتها الدولية القائمة على حق العودة أي رمزيتها السياسية والمعنوية ورمزيتها الإنسانية من خلال المساعدات انه هجوم متكامل بكل المقاييس بانسجام كلي وبمعركة إعلامية خاضها الأردن بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية دون أي اعتبارات للموقف الأميركي المعزول والذي لم يلقى له داعما الا الكيان الصهيوني وحده.
انه لمن الانصاف الثناء الكلي على الدبلوماسية الأردنية والتي أنجزت مهمة تتطلب قدرة هائلة على تشبيك العلاقات العامة الدولية وتوظيف صورة جلالة الملك وحنكته واحترامه المطلق من قبل كل قيادات الدول المشاركة من اجل التكرار والتكرار بان الأردن سيكون دائما وابدا مع حق تقرير المصير وحق العودة للشعب الفلسطيني وان عروبة القدس قضية لا تخضع لأي مفاوضات وان الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية هي مرتكز قائم على ابعاد تراثية وحضارية وسياسية لا يمكن التراجع عنها.
dr.fayez.basbous@hotmail.com