Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Feb-2019

أهذه حكومة لبنانية؟!*صالح القلاب

 الراي

عندما نرى هذا الذي جرى في لبنان بتشكيل حكومته من ثلاثين وزيراً، أفضل ما فيها أنها ضمت أربع سيدات من بينهن المناضلة مي شدياق، التي دفعت ثمن مواقفها الوطنية غاليا، وهذا بعد تسعة شهور من المساومات المتعبة التي بقي خلالها حزب الله يتمسك بشروطٍ وإملاءات طائفية ومذهبية وعلى أساس أنه مقاتل في «فيلق الولي الفقيه» وأنه لا وجود لأي حزب في لبنان إلاّ حزب حسن نصرالله!!.
 
ما كان يجب تمرير هذه الصيغة وهذه المحاصصة المذهبية المجحفة التي هي لن تدوم وستتفجر قريباً، وحتى وإن بقي تشكيل حكومة جديدة معلقاً ليس لتسعة شهور وإنما لتسعين شهراً أو لتسعين عاماً والمعروف أن لبنان هو وطن تعايش مجموعات طائفية لكن أن تصل الأمور إلى حدّ أن يصبح حزب الله، الذي هو إيرانيٌّ أكثر كثيراً مما هو لبناني والذي ولاؤه للولي الفقيه أكثر مما هو للبنان والدولة اللبنانية، هو صاحب القرار وهو الآمر الناهي في هذا البلد الذي بني على التوازنات المنصفة وبدون أن يستبد بالآخرين تشكيل حزبي ولاؤه إلى الخارج أكثر مما هو إلى الداخل وهذا كان قد قاله حسن نصر الله مرات عدة بدون خجل وبدون أن يرف له جفن!!.
 
غير معروف ما الذي جعل حزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية والأحزاب المارونية الأخرى تقبل بهذه الصيغة التي إن هي تصلح للرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل فإنها لا تصلح لعائلة «الجميِّل» وعائلة شمعون وأيضا لعائلة فرنجية وجعجع وبالطبع ولا لعائلة الحريري وكرامي وسلام وللعائلات الشيعية العريقة التي كانت لها مواقف وطنية قومية معروفة ومشهورة.
 
والمشكلة هنا هي أن دول القرار، إن في الغرب الأوروبي وإن في الغرب الأميركي ومعها بعض العرب الرافضين لولاية الفقيه ولتمدد إيران الخمينية في المنطقة العربية، سترفض التعاطي مع حكومة يسيطر عليها حزب طائفي جرى إعتباره أنه إرهابي وأنه متورط في عمليات إرهابية مثبتة إن في هذه المنطقة وإن في أميركا اللاتينية وإن في أوروبا وإن في كل مكان.. ومع التأكيد على أن إسرائيل لا تأتي ضمن هذا «التصنيف» فهي دولة محتلة ومعادية ويجب مقاومتها.
 
ويقيناً أن هذا الذي جرى في لبنان لا علاقة له بالديموقراطية لا الحزبية ولا الإجتماعية ولا العائلية ولا العشائرية وأيضاً ولا المذهبية والطائفية إنه إستبداد ميليشيات مرتبطة بالخارج بنظام الولي الفقيه وبنظام بشار الأسد الذي كان قال في جلسة «برلمانية»، بعد إخراج قواته من لبنان في عام 2005 بعد إغتيال رفيق الحريري، «إن سوريا، والمقصود هو نظامه، ستكون أقوى كثيراً مما كانت عليه قبل هذا الإنسحاب».
 
وهكذا فإنه يجب أن يكون معروفاً ومنذ الآن أن القرار اللبناني لن يكون لا في بعبدا حيث رئيس الدولة ولا في ساحة رياض الصلح حيث رئاسة الوزراء والمجلس النيابي وإنما في ضاحية بيروت الجنوبية مما يعني أن هذه الصيغة مصيرها الإنهيار وأنه أفضل لسعد الحريري ابن الشهيد رفيق الحريري أن يعود لمناصريه ومؤيديه ولحزبه من أن يبقى على رأس حكومة قرارها بيد حسن نصرالله..هذا الذي كان قد قال أنه يفتخر بأنه مقاتل في فيلق الولي الفقيه.