Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Apr-2018

الآن..الآن!! - صالح القلاب

الراي -  لو كان لـ «المتفرجين» رأي و يسمع رأيهم لقلت إن أفضل لحظة للوقوف عند هذا المنعطف الخطر هي هذه اللحظة فأوضاعنا لم تعد تحتمل كل هذا الذي يجري في بلدنا ولعل من لا يصدق هذه الحقيقة أن يقوم بجولة «إستكشافية» من آخر نقطة في شمال بلدنا إلى آخر نقطة في جنوبه ومن مجرى نهر الأردن في الغرب وحتى آخر «فِتْرٍ» في سيف الصحراء من الشرق.. وأن يسمع من :»الناس الغلابا» الذين يتحدثون باللهجة الأردنية الأصيلة وليس لا باللغة الإنجليزية ولا بالفصحى

المجبولة ببعض المفردات التي لا تدخل لا آذان ولا قلوب أهل بيوت الشعر ولا سكان «بويتات» الطين
الملتصقة بتراب هذا الوطن الذي كل ذرة منه وفيه تساوي كل ما في الكرة الأرضية من قصور ومرابع
يعتبرها أهلها أجمل ما في الكون كله.
نحن الآن وقد إصطدمت رؤوسنا بجدران كثيرة بحاجة إلى وقفة جادة عند هذا المنعطف الخطير حيث هذه المنطقة التي يقع بلدنا.. أردننا في قلبها تغلي بكل هذه الأحداث والمتغيرات الخطيرة وحيث أنه على من أصبحت ألسنة النيران تطل من نوافذ بيت جاره ألا يبقى مستلقياً على ظهره يعدُّ نجوم السماء أو يحملق في شمس الصباح وحقيقة أنه علينا أنْ «نركن» كثيراً على قواتنا المسلحة – الجيش العربي- وعلى أجهزتنا الأمنية ومخابراتنا التي لا تغمض عيونها عن كل شاردة وواردة لكن ألاّ نركن إلى ثقتنا المتوارثة بالآخرين فالمجرب لا يجرب والمعروف أنه قد وصلتنا خلال الأعوام الماضية تهديدات كثيرة يجب أن نأخذها كلها بعين الإعتبار!!.
هناك مثل يقول: «اللهم إحمني من أصدقائي أما أعدائي فإنني كفيل بهم» وهنا: «فإن السعيد هو من إتعظ بغيره وأن الشقي هو من إتعظ بنفسه».. وإنه كما أن الحرب أولها كلام فإن أول الفوضى غير الخلاقة بالطبع هو هذا الذي نراه يومياًّ وفي كل لحظة من تجاوزات على هيبة الدولة التي هي هيبة كل الأردنيين..
كلهم بدون إستثناء ومن سطو وفي وضح النهار على البنوك.. وعلى أملاك الأردنيين ومن تعديات على كراماتهم.. إن كل هذا الذي نراه الآن ويومياًّ لم نره إطلاقاً على مدى تاريخنا الأردني مما يعني أنه لا بد من اللجوء إلى :»العصا الغليظة» ولا بد من تطبيق القوانين وبالقوة.. فالقوانين لا تطبق بالأدعية والأنغام الجميلة وإنما بالكرابيج وبالزنازين والسجون.. وبالمعتقلات!!.
إنه لم تعد هناك إمكانية لترك الحبل على الغارب بالنسبة لكل هذه التجاوزات التي نراها يوميا وفي كل لحظة.. وهنا فإن المسؤولية لا تقع على أجهزتنا الأمنية ولا على جيشنا العربي ومخابراتنا المستيقظة دائماً وأبداً وإنما على الذين لا يطبقون القوانين النافذة وعلى الذين يختبئون خلف أصابع أيديهم حتى لا يروا الحقائق.. وعلى الذين يرفعون شعار :»حايد عن ظهري بسيطة» وعلى الذين يُحشرون حشراً في مواقع المسؤولية بدون أي كفاءة أو مقدرة.. أو شجاعة على القول للأعور أعور في عينه.
إنها لحظة الصراحة والمصارحة وحقيقة وأنه إذا أردنا أن نتصارح بدون لا خجل ولا وجل فإنه يجب وضع حد لكل هذه التشوهات.. وكل هذا التسيب.. وأنه لا بد من المراجعة الصادقة وبحيث أولاً وقبل كل شيء أن نعترف إن بلدنا يعاني من حمولة زائدة في معظم الأشياء وبصراحة يجب النظر فعلياًّ في حلّ هذا المجلس النيابي..
الآن.. الآن وليس غداً ويجب ترشيق هذه الحكومة.. والآن.. الآن وليس غداً ويجب تغيير قانون الإنتخابات وإجراء إنتخابات نيابية وفقاً لقانون رشيق جديد ويجب التخلص من الكثير من المؤسسات التي تشكل حمولة زائدة.. ولا يغير االله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!!.