Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Jul-2019

شعراء يراودون قفل الندى بالصباح ويغنون لـ«عفرا لافتة الجدار الجنوبي»

 

 الطفيلة -الدستور-  نضال برقان - عمر أبو الهيجاء- أقام مهرجان جرش للشعر العربي، الذي تقيمه إدارة مهرجان جرش بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين، أمسيته الشعرية الخامسة، مساء يوم الأربعاء الماضي، في محافظة الطفيلة، وقد شارك في الأمسية الشعراء: محمد الخالدي (تونس)، غازي الذيبة، أكرم الزعبي، محمد ذيب سليمان، ود. هشام القواسمة، وأدار الأمسية الدكتور حسام العفوري.
وفي مستهل الأمسية قدم د. سالم الفقير مدير ثقافة الطفيلة كلمة ترحيبية بالشعراء المشاركين في الأمسية، ومن ثمّ كانت القراءة الأولى للشاعر أكرم الزعبي الذي حلّق قريبا من أرض الواقع، عبر مجموعة من القصائد التي زاوجت بين الدفق الشعوري العالي والتقنيات الشعرية الرفيعة، كما نجد في قصيدته «جدي»، وفيها يقول: «سأبقى على باب جدي/ أراود قفل الندى بالصباح/ وأسرق مفتاح سر (الخوابي)/ وأدرج من عتبات الجراح/ سأبقى/ لأعرف كم كان جدي عتيقاً/ وكم كان أيضاً رقيقاً/ وكم غيرت/ (جبّة الخيش) فيه الجسد».
كما قرأ الزعبي، وهو شاعر وقاص، له في الشعر ديوانان: «تركت ذاكرتي أمامي»، الراقدون في الصور»، وله  مجموعة قصصية بعنوان «العنكبوت»، قصيدة «صار للحزن وطن»، وقصيدة «المرأة»، وغيرهما.
تاليا كانت القراءة للشاعر التونسي محمد الخالدي، الذي قرأ مجموعة من القصائد ذات الفضاء الصوفي، والتي تتكئ على الرمز، ففي قصيدته «قبل القيامة» يقول: «أستوقف الأيام لا تمضي/ وأستبق القيامة/ لأعدّ للندمان إذ يأتون مصطفين/ كأسا من مدامه/ وأعد لي ولها/ سريرا من حرير الشام/ يجمعنا إلى يوم القيامة».
الخالدي نفسه، وهو شاعر وروائي ومترجم، له اهتمام بالتصوف الإسلامي والديانات الشرقية كالبوذية والهندوسية والطاوية، ترجم ديوانه «المرائي والمراقي» إلى الإيطالية، وله من مجموعاته الشعرية «وطن الشاعر» و»من يدل الغريب»، وله من الروايات «رحلة السالك» و»سيدة البيت العالي»، إضافة إلى ترجماته العديدة، مثل «قصائد الشبق المعطر» المختارات من الشعر الياباني، و»عظام الحبار» (أبو ظبي 2010)، قرأ قصيدة «مقدمة لقصيدة الصبابة» وفيها يقول: «هذي الجزيرة تأتي نفحة ورؤى/ وترتمي عند بابي وهي تهتف بي/ سألتها أحنين هزها فهفت/ أم أن سحرا سرى في ربعها الخربِ/ فانساب في الأرض طيب من توهجها/ واخضرت البيد من نجوى ومن طرب/ قالت سمعت أنين العود فاشتعلت/ كل المفاصل منى هدها لهبي/ فجئت أسأل عن هذا الذي شردت/ أوتاره فتندى يابس الحطب».
القراءة التالية كانت للشاعر غازي الذيبة، صاحب الدواوين الشعرية: جمل منسية/ 1995، ودقيقة وأخرج حيا/ 1996، ومفاتن الغيب/ 2001، وحافة الموسيقى/ 2001، وتفاحة الأسرار/ 2006، وخفقةُ الذّرَى/ 2007، وغيرها، وقد قرأ ثلاث قصائد، استهلها بـ»ماء في الجبال»، وفيها يستعيد مشاهد من طفولته ويتتبع فيها روائح والده، فيقول: «افتقد حسن/../ شارباه المشدودان إلى وجه مكدود/ عيناه الصغيرتان/ إمارته المندهشة من عيون الماء في الجبال/ قلبه المكتمل بالحرقة/ اسمه المنحوت في سور الدهشة/ غضبه الهادر حين حوصرت بيروت/ لوعته وهو يمسح دمعته عن خد بغداد/../ افتقد حسن/ ابن الأربعين يصعد سفح الجبل/ متكئا على خيزرانة شعيب في مدين»، إلى أن يقول: «أيها الأمير السماوي/ هنا رائحة الموقد/ وهناك حيث تنبعث من البخور والزعفران/ تنتصب قامتك في حداء الطيور/../ سأسلم عليك هذا الصباح/ وأنا أرسم ضوءا قادما من بعيد/ على جناحي براق نبيل يا أبي».
كما قرأ قصيدة الذيبة «خطى جذلى»، وفيها يقول: «رحلوا وحين رأتهم السحب/ ثملت، تكسر صوتها الأحلى/ ومشت لتحمله على حباتها/ فتناثر الدحنون والدفلى/ رحلوا/ كأن رحيلهم وطن/ ترك الحفاة على ضفاف نشيده/ يترقبون رجوعه ثَمِلا/ لكنه ما عاد ثانية/ إلا وقد جرحته قافية/ سكنته مجروحا ومنفعلا/ رحلوا، أتموا ما سيوقظهم/ رحلوا وظلوا وحدهم أعلى». وكانت القراءة التالية للشاعر محمد ذيب سليمان الذي رجه رسالة ناقدة للأمة في راهنها وقد تخلت عن تاريخها العريق وأمجادها العظيمة وقد أصبحت تابعة لغيرها، عبر قصيدة «بسوس»، وفيها يقول: «في الكون منذ البدء كان القتل والتشريد/ منذ ابن آدم والدماء على التراب تزيد/ والقاتل المأجور والمقتور لم يعرف سواي/ وكلهم يومي إلي بأنني في العالمين حجود/ وبأنني السفاح والرجل الطريد/ وبأنني المجنون والمأفون والجاسوس واللص المفوّه والحجود/ وبأنني قد خنت أمتي العظيمة حين لازمني السجود/ وكلهم في الحكم وافقه اليهود/ فعلام يحتفل ابن عمي والقتيل هو الرشيد؟/..».
الشاعر نفسه، وهو الذي أصدر ثلاثة دواوين شعرية هي: فواصل ما بين المد والجزر، جداول وجدائل، وثقوب قي جدار الصمت، قرأ كذلك قصيدة «حائر بين ربيع وخريف»، وفيها يقول: «يا لهذا القلب كم ضل وثابا/ واستعاد النفس من أمس تغابى/ مدرك أن الذي قد ضاق يوما/ سوف يغدو بعد أيام شرابا/ ذاك قلبي هائم يغفو وفيه/ بعض حلم يجعل الجدب سحابا/ ويعيد الفجر مصحوبا بثوب/ يُلبس الشوق سفورا وحجابا..».
وكان مسك ختام الأمسية مع الشاعر د. هشام القواسمة، وهو حاصل على دكتوراة في الأدب العربي، من جامعة مؤتة، وله اهتمامات بالطفولة حيث أشرف على برلمان أطفال الأردن، والبرلمان المدرسي، من دواوينه: رحيل النوارس، سطور الملح، قال شيئا ومضى، وهو عضو رابطة الكتاب، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وقد احتفى بالطفيلة من خلال ثلاث قصائد، قال في واحدة منها: «ولي موسمُ الدفءِ/ موجٌ يجيء على مهلٍ/ وانحسارُ الصّباح ببعضٍ من الشعرِ/ لي صمتُها/ غابةُ الياسمينِ/ النوارسُ هائمةٌ في الفضاء الفسيحِ/ وهذا القصيدُ/ ولي غيمةٌ تتأرجحُ فوق الورقْ/ تمادت على شرفتي/ حين جاء الصباحْ/ ولي في حقولِ الجنوبِ خيامُ الحصادِ/ ولي كلُّ هذي السنابل../ سبعُ سنابل رغم السنين العجافْ/ أنا لست يوسفَ../ لكنني موغلٌ في الجنوبْ/ أعيد انحسارَ الطيوبْ/ ولم يأتِ بعدُ القطافْ».
كما قرأ قصيدة «عفرا لافتة الجدار الجنوبي»، التي يقول فيها: «وبي وجع الجنوب يخط أسفاري/ يؤرقني/ إذا ما جنّ هذا الليل وانطفأت/ بعين الشمسِ أرصفة/ تباعد بين خطواتي/ وخلفي كلّ أشعاري/ وعيناك/ تعبث بمهجتي دوماً/ وأعشق لونك القمحيّ منكسراً/ ولكني أعاند ما طواه القلب في صمتٍ/ لأمزج من دمي حرفاً/ بعيداً عنك في عفرا..».
وفي نهاية الأمسية قدم الدكتور أحمد عطية السعودي كلمة ختامية احتفل بالشعر والشعراء، ومن ثم تم تسليم الدروع التكريمية للشعراء.