Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Feb-2019

التحدي في عمقه تعليمي* د. محمد حسين المومني

 الغد

من أعظم التحديات التي تواجه الأردن النهوض بالتعليم. التطور التعليمي المطلوب يجب أن يكون شاملا لجميع عناصر ومراحل العملية التعليمية لترتقي إلى مستوى يسلح بنات وأبناء الأردن لمستقبل التنافس والتميز والابتكار. 
الإبطاء في تطوير هذا القطاع المهم والاستراتيجي عمق تحديات أخرى يواجهها المجتمع؛ اقتصادية وثقافية واجتماعية. الأردن يعاني من معدلات بطالة مرتفعة، وفي الوقت ذاته مستقبل لمئات الآلاف من العمالة الوافدة، وربما يكون الدولة الوحيدة في العالم التي تشهد ظاهرة تصدير واستيراد الموارد البشرية فيما يشكل أحجية لكثيرين. اختلال التوازن في مخرجات العملية التعليمية، وغياب تنوعه، أدى لفقدان كثير من أبناء الأردن مهارات تدخلهم لقطاعات مهمة في سوق العمل وبأجور مجزية بعيدا عن الوظيفة.
نشهد أيضا تحديات ثقافية واجتماعية نرى تجليات جزء منها في عالم السوشال ميديا يمكن تسبيب جلها لنوع التعليم الذي يتلقاه طلبتنا والذي غاب عنه ثقافة الحوار وقبول النقد والتعبير عن الرأي بموضوعية واحترام الآخر والاختلاف. 
خضع تطوير التعليم بالأردن لتجاذبات سياسية مؤسفة، مع أنه أمر وطني مهم يجب أن يسمو فوق السياسة وتبايناتها. الأمر وصل حد التشكيك بأن تطوير المناهج والنهوض بها أمر ضد الدين وتعاليمه، وضد الأمة وقيمها، في مقاربة تستحق أن توصف بالساذجة والسخيفة. بل إن العكس هو الصحيح لأن تدريس الدين واللغة والتاريخ وغيرها بأساليب حديثة ومنهجيات علمية مدروسة ضمن ممارسات فضلى، هو انتصار للدين والقيم والتاريخ. 
يساق هذا الحديث، والذي قيل غيره الكثير عن التعليم بجميع أبعاده وضروراته، لسبب أساسي وهو الطلب والإلحاح على جميع القائمين على عملية التطوير التعليمية بأن يجسروا ويجرؤوا على السير بقوة وسرعة لإصلاح هذا القطاع الاستراتيجي، والتعامل مع هذه المهمة النبيلة والشريفة على أنها مسألة إنقاذ وطن ومستقبل أبنائه. 
التشاور والشراكة مطلوبة مع جميع المعنيين بالتعليم من مشرعين ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني وخبراء وعلماء، لكن هذه التشاركية يجب أن تتم بسرعة وفاعلية لتسير بعجلة تطوير التعليم، والأهم أن تراعي هذه التشاركية أن يعهد لشأن تطوير التعليم للعلماء والخبراء، وأن تبتعد السياسة والأيديولوجيات عن هذا الشأن الوطني الجلل. 
تم إنشاء عدة مبادرات، وبناء استراتيجيات ومؤسسات تعنى بالتعليم وتطويره، فيها كفاءات محترمة تستحق الدعم والاسناد من كل أردني غيور على مستقبل شبابنا وطلابنا. أهم أوجه هذا الدعم يتمثل بتقديم الدعم والاحترام المجتمعي لهذه الجهود الخيرة، والتأكيد دوما على نبل المقصد ورفعة المهمة، وأن نتعامل مع هذا التحدي الوطني الكبير والجهود المبذولة لمواجهته على أنها فوق السياسة والأيديولوجيات، يساعدنا بذلك أن في طليعة هذه الجهود وقيادتها جلالة الملكة، وهي ملكة كل الأردنيين بمختلف رؤاهم وأفكارهم وأيديولوجياتهم حول التعليم وتطويره، ما يجعل شأن تطوير التعليم الذي تقوده الملكة بمنهجية مؤسسية شأنا جامعا لنا وعنصر توافق مجتمعي يهدف لإفادتنا جميعا وتعزيز ثقافة النشء من طلبة العلم من الأردنيين.