Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Nov-2018

عن الأرصاد الجوية* نزيه القسوس
الدستور - 
 
 
امتلأت مواقع التواصل الإجتماعي بالتعليقات على دائرة الأرصاد الجوية بسبب عدم دقة النشرات الجوية التي أصدرها الأسبوع الماضي وهذا أمر طبيعي لأنه من غير المعقول أن تعلن الدائرة بأن الأمطار ستتساقط لكننا لا نرى لا أمطارا ولا حتى تغيرا يذكر في حالة الطقس.
وللإنصاف نقول أن العاملين في دوائر الرصد الجوي في كل دول العالم يتعرضون أحيانا للنقد الشديد بسبب عدم دقة توقعاتهم لحالة الطقس.
النشرات الجوية التي تصدرها دائرة الأرصاد الجوية هي حساب احتمال وهذا الحساب قد يخطىء أحيانا لكن في بلد مثل الأردن لا توجد به بحار أو محيطات فالمفروض أن يكون حساب الإحتمال هذا أقرب إلى الواقع لأنه كما قلنا لا توجد لدينا بحار أو محيطات قد تتغير اتجاهات الرياح فوقها لأنها بحار مفتوحة.
في ثمانينيات القرن الماضي إذا لم تخني الذاكرة طلع علينا مدير دائرة الأرصاد الجوية ومن خلال شاشة التلفزيون الأردني ليعلن بأن الثلج سيسقط غدا وبكثافة وقد فرح الأردنيون بهذا الخبر واستعدوا لإستقبال الزائر الأبيض كما استعد الدفاع المدني وباقي مؤسسات الدولة المعنية لكن الثلج لم يسقط في اليوم التالي بل لم يتغير الطقس وبقي كما هو.
لكن المفاجأة أن نفس مدير دائرة الأرصاد الجوية أطل علينا مرة أخرى من خلال شاشة التلفزيون وأعلن مرة أخرى بأن الثلج سيسقط هذه الليلة وأكد ذلك بشكل لا يقبل التأويل ومرت الليلة والثلج لم يسقط.
مرة أخرى نقول بأن النشرات الجوية هي عبارة عن حساب احتمال لكن هذا الإحتمال اليوم أصبح قريبا من الحقيقة والسبب أن لدى دائرة الأرصاد الجوية أجهزة رصد حديثة ولديهم مؤشرات دقيقة وخرائط تساعدهم على قراءة حالة الطقس بمنتهى الدقة كما أن لديهم اتصالات مع معظم دوائر الأرصاد الجوية ويستطيعون أن يخرجوا بنشرات جوية دقيقة إلى حد ما لكن يبدو أن هناك خللا ما.
قبل عدة سنوات طلعت علينا دائرة الأرصاد الجوية بموضوع الإستمطار ولكن التجربة لم تنجح.
نحن لا نريد استمطارا فالأمطار هي بمشيئة الله لكننا نريد نشرات جوية دقيقة إلى حد ما وهذا لن يتأتى إلا إذا قام موظفو دائرة الأرصاد الجوية بعملهم بالشكل المطلوب وعندها ستكون نشراتهم الجوية بمنتهى الدقة.