Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2017

مجالس الأدب في الأردن وفلسطين - ابراهيم العجلوني
 
الراي - لم تعرف حياتنا الادبية, في حدود ما أعلم, الا عدداً قليلاً من مجالس الادب والفكر, اول ذلك مجلس الملك المؤسس عبدالله بن الحسين, ومنه ما شهدناه من مجلس أو «ندوة الثلاثاء» للدكتور محمود السمرة في رئاسة الجامعة الاردنية اوائل الثمانينات, ثم ما شهدناه عشية القرن المنصرم من المجلس الادبي الشهري في منزل استاذنا الدكتور ناصر الدين الاسد رحمه الله ثم ما كان من المجلس الادبي لصديقنا الراحل الاستاذ راضي صدوق تغمده الله برحمته. ولسنا نعدم مجالس ادبية اخرى تقوم لاسباب وتختفي لاسباب, كما لا نعدم من يخرج علينا بدراسة وافية في هذا الموضوع تستدرك ما فاتنا ذكره, وتضيء لمؤرخي الأدب في الاردن ما يستكملون به تأريخهم وما ينصفون به عدداً من رواد الثقافة في هذا البلد العربي الامين.
 
وعلى الرغم من وجود عشرات الجامعات في البلاد ومن اشتمال اقسام كلياتها على عدد وافر من الاساتذة المتخصصين في قضايا الفكر والادب الا اننا لم نر جامعة منها اقامت مجلساً أدبياً مفتوحاً لنخبة الادباء والمفكرين. كما ان وزارة الثقافة لم تعرف, منذ قامت الى لحظتنا هذه, مثل هذا المجلس الذي تلتقي فيه العقول والاذواق, وتتبادل فيه العبقريات جنى ثمراتها.
 
إن مما لا ريب فيه ان حياة الادب والفكر في الاردن افادت كثيراً من مجلس الملك المؤسس ومن مجلس الدكتور الاسد, ومن مجلس الدكتور السمرة. وهي مجالس تذكرنا بما كان في مصر المحروسة من مجالس (أو صالونات) ادبية مثل مجلس عباس محمود العقاد ومجلس كامل الكيلاني, مجلس الاميرة نازلي, ومجلس مي زيادة. فقد كانت هذه المجالس مضامير يستبق قصب السبق فيها أعلام تركوا أبعد الاثر في النهضة الادبية الحديثة أمثال الرافعي والعقاد ومصطفى عبدالرازق. وكانت أشبه شيء بالجامعات المفتوحة تنشر العلم والنور وتصطفي ذخائر العقول وأعلاق المواهب, وتدفع ذلك كله في تيار النهضة, فيكون بعضاً من تدفقه واندياحه.
 
ثم إننا لا نعدم مجالس أدبية وعلمية في القدس ونابلس ويافا والخليل وسائر مدن العدوة الغربية من الاردن, شارك فيها امثال عادل زعيتر وابراهيم طوقان وخليل السكاكيني وعجاج نويهض واضرابهم من أعلام فلسطين العزيزة, وكل ذلك موضع للدرس ومستراد للدارسين. كما نتوقع أن يلفتنا أحد الاساتذة الى شخصيات من نمط مصطفى وهبي التل (عرار) ويعقوب العودات (البدوي الملثم) وحسني فريز ورفعت الصليبي وأديب عباسي ومحمد صبحي أبو غنيمة وأديب وهبه, والى ما كان يعقدونه من مجالس أدبية, والى ما كانوا يتداولونه من افكار ونقدات, إذ لا ريب أن في الاطلاع على ذلك اعظم المغانم واجزل العوائد والفوائد.
 
ولقد يكون لنا في خاتمة هذه الالماعات أن نتصوّر أحد الباحثين وقد خرج علينا بكتاب حول «مجالس الادب في الاردن وفلسطين», اذ نحن ضامنون منذ هذه الساعة توافر مادة غزيرة لمثل هذا الكتاب المنتظر الذي سيسد فراغاً في المكتبة العربية الحديثة, ويزيدها في الوقت نفسه ثراء وجمالاً.