Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Apr-2021

كتاب يعاين »الدراما الاجتماعية والمرأة في الواقع الافتراضي«

 الرأي

تكتسب دراسة الأكاديمية د.مريم نريمان نومار «الدراما الاجتماعية والمرأة في الفضاء الافتراضي» أهميتها من إبرازها للهوية الافتراضية للمرأة في وسائل التواصل الاجتماعي، وتمثلها لذاتها وإدارتها للانطباع، وذلك في ظل غياب شبه تام لدراسات تتناول هذا الموضوع.
 
وترى المؤلفة أن الفجوة بين الهويتين الافتراضية والحقيقية باتت تميل إلى التلاشي، الأمر الذي يثير جدلا كبيرا حول العديد من القضايا الاجتماعية ومنها: عرض الذات، والخصوصية، والأمان وغيرها، إلى جانب الطروحات المهمة في مجال الجندر واستخدام التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، والاهتمام بطبيعة الاستخدام وعلاقته بعدد من العوامل التي تحكم تصرفات المرأة وتؤثر في تمثلاتها لذاتها والصورة التي تحاول أن تقدمها عن نفسها، وكذا الصورة التي يراها بها الآخر من مستخدمي هذه الشبكات.
 
واختيرت لغلاف الكتاب لوحة تعبيرية من أعمال الفنان الإسباني بابلو بيكاسو. وقدَّم له د.نصرالدين لعياضي واصفا إياه بأنه: «ثمرة جهد مضنٍ حاولت فيه الباحثة الاقتراب أكثر من المرأة الجزائرية وهي تسرد ذاتها في مواقع التواصل الاجتماعي». وأشار إلى أن «التوغل في سرد الأنثى لذاتها هو ولوج مملكة المسكوت عنه أكثر من التعبير عن المجهر به».
 
ورأى لعياضي كذلك أن المفاهيم ليست مجرد كلمات تُجتر لتوصيف واقع أو تفسيره. بل هي كائنات فكرية تولد بفعل ظروف معينة ترتبط بها، وتحيل إليها وتكتسي منها مضمونها التصوري وقوتها المفهومية التي تنقلها من مجال الاصطلاح اللغوي المجرد، إلى مجال الواقع الحي العلمي والأيديولوجي.
 
وطرح الكتاب سؤالا رئيسيًا عن الكيفية التي تتمثل بها المرأة (الجزائرية نموذجا) ذاتها عبر مواقع الشبكات الاجتماعية، وعن العوامل التي تؤثر في أدائها لهويتها الافتراضية. واندرجت تحت هذا السؤال مجموعة من الأسئلة الفرعية المتعلقة بطبيعة استخدام المرأة لموقع فيسبوك، وكيفية أدائها لهويتها الافتراضية وإدارة الانطباع حولها على فيسبوك، والعوامل التي تؤثر في تمثل المرأة لذاتها عبر موقع فيسبوك.
 
واشتمل الكتاب تبعا لذلك على خمسة فصول؛ تناول الفصل الأول مفهوم التمثل ومقترب الدراما الاجتماعية وإدارة الانطباع. وتناول الفصل الثاني موضوع مواقع الشبكات الاجتماعية، فيسبوك والفضاء الافتراضي. وتناول الفصل الثالث موضوع الهوية الافتراضية والتمثلات الذاتية عبر مواقع الشبكات الاجتماعية. أما الفصل الرابع فقُدمت فيه قراءة تحليلية للهوية الافتراضية للمرأة الجزائرية والعوامل المؤثرة في تمثلها لذاتها عبر فيسبوك. وقدم الفصل الخامس اتجاهات مستقبلية لدراسة التمثل للذات عبر مواقع الشبكات الاجتماعية في ظل المقترب الدرامي? من خلال البحث في العلاقة بين المنصتين الخلفية والأمامية في الواقع والافتراض.
 
وخلصت نومار في خاتمة الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن في 214 صفحة من القطع الكبير، إلى أنه أمام الأدوات المتاحة لتمثيل الذات في الفضاء الافتراضي، تجلت أسئلة تبحث عن وجود المرأة العربية بعامة والجزائرية بخاصة في هذه البيئة الرقمية، في محاولة لتشكيل صورتها الجديدة ضمن السياقات الاجتماعية التي تتحكم في عرضها لذاتها، والتي لم تتمكن المرأة يوما من التحرر من قيودها بشكل فعلي. وكلما حاولت الابتعاد وجدت نفسها تنساق مرة أخرى إلى هذه القيود فتعيد تشكيلها بنفسها، بحسب متطلبات البيئة الجديدة والجمهور ا?جديد، حتى وإن كانت تختفي خلف اسم مستعار وصورة غير صورتها الحقيقية.
 
ورأت «أن نظرية الدراما الاجتماعية بحاجة إلى إعادة نظر، من خلال تطبيقها في دراسة التمثل عبر مواقع الشبكات الاجتماعية بالنظر إلى العديد من النقاط المرتبطة بها، ومنها إمكانات إفشاء الذات، ومراقبة الذات».
 
ومن الجدير ذكره أن مريم نريمان نومار أستاذة محاضرة في قسم علوم الإعلام والاتصال في جامعة باتنة1 في الجزائر، وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه في إعلام وتكنولوجيا الاتصال الحديثة، والماجستير في علوم الإعلام والاتصال تخصص إعلام وتكنولوجيا الاتصال الحديثة، من الجامعة نفسها. وهي رئيسة تحرير مجلة «أوراق» الدولية للدراسات الأدبية والإنسانية، وعضو هيئة التحرير في مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة باتنة، وخبيرة ومحكمة في العديد من المجلات العلمية المحكمة. كما أنها كاتبة روائية، وسبق أن صدر لها رواية «حب من أو? نقرة» في عام 2016.