Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Mar-2017

لتكن قمة الوِفاق والمصالحات والنهوض

 

كتب: محرر الشؤون العربية
 
الراي - اليوم تنطلق في منطقة البحر الميت أعمال القمة العربية التي يستضيفها الأردن بأعلى درجات الترحيب والاستعداد لبذل كل ما في وسعه من أجل جمع كلمة العرب والعمل معهم على استعادة وحدة الصف العربي واحياء العمل العربي المشترك، وكل ما من شأنه ان يجمع قوى الأمة ويعظّم من امكاناتها ويحول دون الأعداء والمتربصين والطامعين في مواصلة خططهم من أجل تكبيل إرادة العمل والاستفادة من مناخات الفرقة والاختلاف في وجهات النظر التي هيمنت وما تزال على المشهد العربي على نحو يردع هؤلاء ويثنيهم عن الاستمرار في بث سمومهم في الجسد العربي الذي لا يمكن له ان يكون في صحة وعافية إلاّ إذا التقى قادة الأمة على كلمة رجل واحد واعلنوا في وضوح وصراحة وارادة صلبة أن زمن الانقسام العربي قد ولّى وأن الوقت قد حان لأن يأخذ العرب بأيدي أنفسهم درءاً للفتن التي اثخنت هذا الجسد ودفعاً لأي سوء فهم أو خلاف بأن يُعرّض مصالح الأمة ومستقبل أجيالها وتراثها وحضارتها وثرواتها إلى الضياع أو الخطر أو الاندثار.
 
من هنا.. فإن الأمل معقود بأن يجسد «إعلان عمان» المنتظر صدوره مع انتهاء أعمال القمة العتيدة، طموحاته ورغبات الشعوب العربية التي «تعبت» بحق ويعلم قادتها عن قرب ان الحال العربي الراهن بما يتميز به من انقسامات وفرقة وتراشقات سياسية وإعلامية، لا يلبي طموحات هذه الشعوب ولا يرضيها وبخاصة اننا نعيش في عصر الثورة التكنولوجية العامة وثورة الاتصالات التي لا تتوقف، ما يجعل كل شيء مكشوفاً ومعروفاً لدى جماهير أمتنا، التي لم تعد ترى مبرراً لاستمرار الخلافات او مواصلة تأثير الخلافات الشخصية او معارك الثأر على مستقبلها ومستقبل أجيالها في عالم لم يعد يخفي عداءه واستهتاره بكل ما هو عربي ومسلم، ويسعى الى إلصاق تهم الإرهاب والتطرف بهم مستغلاً بروز خوارج العصر وعصابات الإرهاب التي تحاول اختطاف الإسلام والإساءة إليه عبر ارتكاباتها البشعة وجرائمها التي لا تقرها الأعراف ولا الأديان السماوية السمحة.
 
آن الأوان لأن يدرك قادة الأمة وروادها أن الوقت قد حان لجمع كلمة هذه الأمة والأخذ بيدها الى طريق الصواب والحق والانسجام مع ما مثلته العروبة في تاريخنا، ماضيه وحضارته والكيفية التي ستغدو عليها أمتنا، بعد ان تنفض عن نفسها الترهل والخلافات وكل ما من شأنه أن يكبلها وان يحول دون نهوضها وانطلاقتها من جديد كي تكون كما ارادها المولى عزّ وجل خير أمة أُخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ولعل أكبر «المنكر» الذي علينا ان ننهى عنه أنفسنا أولاً هو الانقسام والفُرقة وأن نسارع إلى مغادرة هذا المربع المشؤوم كي نأخذ مكاننا اللائق تحت شمس هذا العالم، الذي لا يحترم ضعيفاً أو قاعداً عن العمل والانتاج والتطور، وهذا لا يتم إلاّ باستغلال ثرواتنا والتعاون بيننا واستثمار قدراتنا وأموالنا في بلاد العرب قبل أي بلد آخر، كي ننجح في محاربة البطالة والفقر والأُميّة وتدني مستوى التعليم وتوطين التكنولوجيا وتكريس الأبحاث العلمية في فضاءاتنا العربية.
 
الزمن لا يرحم والتاريخ لا يكتبه سوى الذين يمتلكون الإرادة والتصميم للانتصار على أنفسهم والاستقالة من تراث حروب داعش والغبراء والمصالحة مع النفس وخصوصاً مع الأخ مهما كانت العقبات النفسية او الخلافات المصطنعة لأن مثل هذه الخلافات هي طريق «الأجنبي» والغريب والعدو إلى صفوفنا كي يعمل على تفريقنا واضعافنا ثم الاجهاز علينا وهضم حقوقنا وتركنا في العراء مع هزائمنا ونكباتنا التي اخذت تتكاثر في فضاءاتنا بعد ان منحنا الأعداء فرصة العبث في شؤوننا وها هي نكبة فلسطين متواصلة منذ سبعة عقود ولا طريق للخلاص منها سوى التمسك وباصرار بحقوقنا المشروعة فيها وعدم السماح لخلافاتنا او تعبنا ان يجعلنا نتخلى او نتهاون في انتزاع هذه الحقوق مهما طال الزمن.
 
الشعوب العربية تتطلع بأمل وثقة بالله وبحكمة قادة الأمة الذي يلتقون في أردن العرب بأن يخرجونا من الواقع البائس الذي نعيشه نحو فضاءات من التوافق والمصالحات والنهوض وبما يكفل أن يكون للعرب كلمتهم المشتركة التي يتوجب على العالم أجمع أن يحترمها ويتعاطى معها بجدية ومسؤولية وندية.
 
فعلى بركة الله وشعوب الأمة في الانتظار.