Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Apr-2018

أرقام ومُعطيات صهيونية: (8.8 (مليون نسمة و«23656 «قتيلاً!! - محمد خروب

الراي -  في اطار الصخَب القائم في اسرائيل هذه الايام, والذي يأخذ طابعاً احتفالياً متغطرساً, يعكِس ضمن امور اخرى مدى حال الإنكار التي تعيشها دولة العدو والهشاشة التي هي عليها, والتي تستبطِنها الكتاب ووسائل الإعلام والساسة ورجال الاستخبارات والجيش, الذي يُوصَف كذِبا بانه الاقوى في المنطقة, ولديه منظومة قِيَم تتوخى طهارة السلاح, وغيرها مما برع الإعلام اليهودي وذلك المتصهين في اختراعه وتعميمه, والتربص بكل من يعارِضه وبخاصة المسارعة باتّهامه بـ»اللا سامية». نقول: في إطار احتفالات الأعداء بـ»عيد» قيام دولتهم «السبعين» يمكن للمرء ان يدقّق ويتأمّل ثم يستنتِج ما يريده (إن اراد), باكتشاف المدى الذي وصل اليه «عِلم الاحصاء» والتوثيق, لدى دولة مُصطنَعة ما تزال تعيش – وستبقى – على «حدّ السيف» لإنها ليس فقط ترفض الإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الذي هجّرَته من ارضه, وما تزال تُنكر عليه هويته وتاريخه وخصوصيته الثقافية, وانما ايضا في مواصَلة نهجها العدواني, الذي يغرِف من معين الإرث الاستعماري الغربي, ويأخذ بنظرياته الإمبريالية حول الهيمنة والإستثنائية المزعومة, ودائما في الممارسة العنصرية المُترجَمة يوميا على ارض فلسطين.

دأبت دولة العدو الاسرائيلي على نشر إحصاءات وأرقام ومعطيات, خصوصا في احتفالاتها وطقوسها المزيّفة بما تصفه «عيد الاستقلال» او قيام الدولة, الذي شكّل وما يزال نكبة شعب فلسطين, وهزيمة المشروع القومي التحرّري والحضاري العربي, حيث لم نكد نتحرّر من ظلم الدولة العثمانية وظلاميتها, حتى أُخضِعنا لمؤامرة استعمارية غربية خبيثة, كان قيام دولة لليهود إحدى أسوأ نتائجها, التي لم نَزَلْ ندفع أكلافها... حتى اللحظة.
في معطيات وارقام «السنة السبعين» على قيام دولة العدو, حفِلت صحافتها اليهودية المؤدلِجة والعنصرِية, بكثير من العناوين والتعليقات عكَسَت, سكرة الإنتصار والفوقِية التي يشعر بها يهودها, وبخاصة على الصعيد الديموغرافي. حيث تصدر عدد سكان اسرائيل عشية الاحتفال بذكرى قيام كيانها الغاصب..»العناوين», والذي هو (842ر8 (مليون نسمة «يسكُنون» دولة اسرائيل (...) مقابِل «806«آلاف كانوا يسكنون «هنا» مع قيام الدولة.. اي عشرة اضعاف منذ قيام الدولة, على ما كتبت بالبُنط العريض صحيفة معاريف اليمينية وبالحِبر الأحمر.
فصّلت دائرة الإحصاء المركزي في الدولة العنصرِيّة, نِسَب السكان على النحو التالي: يُشكِّل «اليهود» نسبة 5ر74 %من عدد السكان, اي 589ر6 مليون نسمة, فيما لا تتجاوز نسبة «العرب» 9ر20 %اي 849ر1 مليون نسمة. وهناك 6ر4 %اي (404(ألف نسمة, هم سكان آخرون (مسيحيون من غير العرب, وابناء اديان اخرى وعديمي التصنيف الديني. وِفقاً لتسجيلات السكان, على ما أوضحَت لجنة الاحصاء المركزي في دولة العدو).
في النهاية..هي ارقام وإحصاءات تنهض على رؤية وانتماء ديني مُغلَق,إذ ليس ثمة علاقة واضحة بين ما هو مدني وما هو ديني, حتى داخل دوائر الحكم التي تتبجّح بأن اسرائيل دولة ديمقراطية بل هي «الديمقراطية الوحيدة» في الشرق الاوسط.
اكثر ما يثير الحَذَر هو عدد سكان مدينة القدس المحتلة, التي ظهَرَت كأكبر مدينة في عدد سكانها, الذين يبلُغون 882 ألف نسمة. فيما عدد فلسطينيِّيها لا يتجاوز في افضل الاحوال 35 ,%ما يهدد هويتها ليس بعد اعتراف ترمب بها عاصمة لدولة العدو, وانما دائما لأن سلطات الإحتلال لم تتوقّف منذ احتلالها القدس, عن تهويدها والتضييق على فلسطينييها وتهجيرهم وشطب «إقامتهم».
لكن نظرة «فاحصة» على عدد قتلى العدو... عسكريين ومدنيين, تمنح المدقِّق فرصة لاكتشاف تهافت «الروايات» العربية, عن عدد القتلى والإصابات التي أوقعوها في صفوف العدو, منذ أُولى خطوات تجسيد المشروع اليهودي في فلسطين العام 1860 حتى الان.
اذ يقول الصهاينة عشية ما يصفونه بـ»يوم الذكرى لشهداء معارك اسرائيل ومصابي العمليات العدائية» ان عدد قتلاهم (يُسبِغون عليهم وصف... الشهداء) هو «23646 «بمن فيهم اولئك الذين «سقطوا» منذ الايام الاولى للصهيونية (1860 كما يكتُبون) وعددهم «4146 «قتيلا, اما «المدنيون» الذين قُتِلوا في الاعمال «العدائية» من يوم اعلان الدولة وحتى اليوم هو 3134.منهم (الارقام من مؤسسة التأمين الوطني) 122 أجنبياً و100 يهودي قتلوا في الخارِج.
ماذا عن عدد شهداء فلسطين والاردن ولبنان ومصر وسوريا وكل من طالتهم آلة القتل الصهيونية (دع عنك الاميركية والبريطانية والفرنسية والتركية ومن أشهَر العَداء لكل ما هو عربي)..؟
عودوا الى ذاكِرتكم (وليس فقط الى السجِّلات والاحصاءات, التي «لا» يحفل بها... العرب, وخصوصا مَن يتولّى الشأن الفلسطيني منذ قيام منظمة التحرير قبل نصف قرن حتى الان, لتكتشفوا حجم وبشاعة المجازر التي ارتكبها اليهود وما يزالون, بحق شعب فلسطين والشعوب العربية.
رغم ذلك... ما يزال هناك في دولة العدو, من يُحذِّر بان المشروع الصهيوني لن تُكتب له الاستمرارِيّة في المدى المنظور, داعِياً الى التبصّر في ما يجري. يقول جدعون ليفي في هآرتس 4/15 ..«في يوم الاستقلال السبعين، يحين الوقت للإعتراف بان اسرائيل دولة ثنائية القومية، تحت حكمها يعيش شعبان متساويان في حجمهما. وهي تستَخدِم عليهما نظامين مُنفصِلين، ديمقراطية لليهود وقمع للعرب الاسرائيليين وديكتاتورِية للفلسطينيين. هي -يواصِل ليفي- ليست ديمقراطية متساوية لكل «رعاياها», لذلك هي بالطبع ليست ديمقراطية. لا توجَد ديمقراطية كهذه للشعب الاول نعم وللشعب الآخر لا. لهذا ان نُسَمّي اسرائيل ابنة السبعين ديمقراطية, في الوقت الذي أقلّ من نصف رعاياها يعيشون في حرية، ليس اكثر من خِدعة دِعائية نَجَحَتْ اكثر من المُتوَقّع».. ختم جدعون ليفي.
kharroub@jpf.com.jo