Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Jan-2020

الترويج اليائس للخوف

 الدستور-دانيل لاريسون – ذي أميركان كونسيرفاتيف

من الواضح أن زاوية توم فريدمان الأخيرة في الصحيفة لم يتم التحقق منها قبل نشرها:
«ومن ثم، بعد بضعة أسابيع، كان ترمب قد أمر بقتل سليماني، وهو إجراء تطلب منه نقل المزيد من القوات إلى المنطقة وإخبار العراقيين أننا لن نغادر أراضيهم، حتى بالرغم من أن برلمانهم صوت على مغادرتنا. كما أن هذا الأمر قد دفع إيران إلى إعادة تشغيل برنامجها للأسلحة النووية، الأمر الذي قد يستلزم القيام بعمل عسكري أمريكي».
ادعاء فريدمان بأن إيران استأنفت «برنامج الأسلحة النووية» هو ادعاء خاطئ تمامًا.
 فهذا ليس ما فعلته الحكومة الإيرانية، ومن غير المسؤول قول ذلك عندما يكون من الواضح أن الأمر غير صحيح. ولا يوجد لدى إيران برنامج أسلحة نووية ، ولم يكن لديها أي شيء مثل هذا منذ أكثر من ستة عشر عامًا.
اتخذت الحكومة الإيرانية خطوة أخرى في الحد من التزامها بـخطة العمل الشاملة المشتركة في الأيام التي تلت الاغتيال، ولكن على عكس العناوين المضللة الأخرى  فإن حكومتهم لم تكن قد تخلت عن الصفقة النووية. لم تتخل إيران عن التزامها بالحفاظ على برنامجها النووي أن يكون سلميًا، ولا تساعد في التخفيف من حدة التوترات لتوحي بوجوده. إن تصرفات ترمب الأخيرة متهورة وخطيرة، لكن من الخطأ القول إن تلك التصرفات كانت قد تسببت في بدء إيران لبرنامج أسلحة نووية.
 هذه ليست هي القضية، وأن الانخراط في تضخم أكثر للتهديد عندما تكون التوترات عالية بالفعل هو أمر أحمق. فريدمان ليس هو الشخص الوحيد الذي ارتكب هذا الخطأ، لكنه نوع من الخطأ السخيف الذي نتوقعه منه.
إذا كان هذا مجرد خطأ آخر من فريدمان، فسوف يكون ذلك أمرًا مزعجًا ولكنه لن يكون مهمًا جدًا.
 وإن هذا الأمر يتعلق بطبيعة حوارنا حول سياسة إيران والقضية النووية بشكل خاص.
 هذا الأمر مهم لأن هناك قدرا كبيرا من الارتباك في هذا البلد حول البرنامج النووي الإيراني الذي شجعته إدارة ترمب بشكل متعمد. لقد روجوا لمزاعم غير شريفة حول خطة العمل الشاملة المشتركة وقدموا ادعاءات لا أساس لها من الصحة حول ما يسمى بـ «الطموحات النووية» لإيران لجعلها تبدو كما لو أن الحكومة الإيرانية تحاول الحصول على أسلحة نووية. لقد فعلوا ذلك لتبرير سياساتهم المتشددة ولوضع أساس العمل لمواصلة تغيير النظام والحرب. في كل مرة يكرر فيها شخص ما ادعاءات كاذبة حول «برنامج أسلحة نووية» غير الموجود في إيران، فإنه يخلق خوفًا غير ضروري ويساعد بذلك الإدارة على ما تريده. تقوم الإدارة بالفعل بالعمل بشكل إضافي للترويج للفكرة للرأي العام وتخويف الأميركيين لدعم السياسات العدوانية والمدمرة ضد إيران، ولا ينبغي لأحد أن يقدم لهم مساعدة إضافية.
الجزء الثاني من الجملة التي نشرها فريدمان خطير للغاية، لأنه يشجع قراءه على الاعتقاد بأن الولايات المتحدة سيكون لها نوعا ما تبرير لمهاجمة إيران في الحدث غير المحتمل من بدئها القيام  في تطوير سلاح نووي. وهو يشير إلى أن برنامج الأسلحة النووية الإيراني قد «يستلزم» القيام بعمل عسكري، لكن أي هجوم على إيران في ظل هذه الظروف سيكون غير قانوني وستكون حرب اختيار مثل غزو العراق الذي دعمه فريدمان قبل 17 عامًا تقريبًا. حتى عندما يبدو أن فريدمان يشك في شيء ما قامت به الحكومة، فإنه لا يسعه إلا أن ينغمس في تضخم التهديد ويدعم فكرة الحرب الوقائية.