Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Jun-2018

نعم..«لسنا وحدنا»!! - صالح القلاب

الراي-  كان الأخطر على الأردنيين، وهم يواجهون هذه التحديات وهذه الإستحقاقات، انهم شعروا في لحظة معينة أنهم وحدهم وأن بعض أشقائهم قد تخلوا عنهم بينما هم في حقيقة الأمر يرابطون في هذا الممر الإستراتيجي الخطير جداًّ وبخاصة بالنسبة للأشقاء الذين يتصدون للتحدي الإيراني ليس في اليمن وفقط بل في منطقة الخليج العربي كلها وحيث تمكنت إيران وبالتآمر إيجاد موطىء قدم لها في هذه المنطقة التي كانت شملتها بـ «هلالها الطائفي» الذي كانت روجت له وحققت جزءاً منه في فترة مبكرة ليست بعيدة.

إن المعروف أنَّ هذا الذي شهده الأردن، الذي كان ولا يزال يشكل الخندق الأمامي لمنطقة الخليج العربي ضد
كل محاولات إختراقها إن بالإرهابيين وإن بالمخدرات وإن بالأفكار الضالة والمضللة، هو نتيجة عوامل كثيرة
وليس العامل الإقتصادي وحده إذْ أن ما جرى في سورية وفي العراق وما يجري في لبنان وقبل ذلك في
فلسطين قد أشعرهم بأنهم مهددون وأنهم وحدهم فكان أن لجأوا إلى هذه الـ «هبَّة» العفوية التي كان
عنوانها «إشتراطات» صندوق النقد الدولي والأوضاع الإقتصادية المتردية.
وهنا فلعل ما عزز الشعور لدى غالبية الأردنيين بأنهم يرابطون في هذه الجبهة الأمامية وفي هذا الممر
الصعب وحدهم هو أن ضغط الديون المتراكمة عليهم التي ترافقت مع ضغط صندوق النقد الدولي وإصدار
مشروع قانون الضريبة الأخير قد أدى إلى هذا «الإنفجار» الذي إختلف عن إنفجارات سابقة، وأهمها في عام
1989 ، بأنه جاء عفوياًّ وإنه لم تقف وراءه لا جهة داخلية ولا جهة خارجية اللهم إلا بعض الجيوب الإيرانية
الضيقة وبعض «أتباع» هذا النظام السوري الذي كان قد هدد وعلناً بنقل ما عنده إلى الأردن.. إلى المملكة
الأردنية الهاشمية .
ويقيناً أن الرد على هذا كله وإنَّ ما أشعر الأردنيين بأنهم ليسوا وحدهم هو مبادرة الأشقاء، أي إخوتنا في الجنوب وليس في الشمال، إلى إعلان وقوفهم إلى جانب الأردن وشعب الأردن ليس بالكلام فقط وإنما بالمساندة والدعم وهذا هو ما بادرت إليه المملكة العربية السعودية.. الشقيقة الكبرى وما بادرت إليه دولة
الإمارات العربية المتحدة وبالطبع الكويت العزيزة التي عودتنا وعودت العرب كلهم على مثل هذه المواقف
النبيلة.
وحقيقة وهذا يجب أن نقوله لكل هؤلاء الأشقاء الأعزاء وأيضاً إلى مصر وأهلها الطيبين أن الأردنيين قد
شعروا في لحظة معينة، وهذه كانت لحظة في غاية الصعوبة، أنهم وحدهم وأنهم متروكون للمرابطة في هذا الممر الصعب بدون أي إسناد من أشقائهم الأقرب إليهم لكن ما لبث أن إتضح لهم أن «الدم ما يصير ميَّه» وإن هذه الدول الشقيقة .. لن تتخلى عن هذا البلد الذي يشكل خندقها المتقدم ويشكل شعبه جنود الأمة العربية الذين يرابطون في هذا الخندق دفاعاً عن هذه الأمة.. التي تواجه الآن تحديات مصيرية.. والدليل هو هذا الذي يجري في فلسطين وفي سورية وفي العراق وفي لبنان.. وأيضاً في ليبيا والمغرب العربي كله.