Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Jun-2020

إليك أمي.. إليك أبي

 الدستور-د. سلطان الخضور

ليست المرة الأولى التي أحاول فيها الكتابة في واحدة من أعز المناسبات وأغلاها ألا وهي مناسبة ‹عيد الأم›، لكنها المرة الأولى التي أنجح فيها بتدوين هذه السطور... ففي كل عام أمسك بقلمي وأحاول تطويعه للكتابة في هذا الموضوع، فأجدني عاجزا عن التعبير. فكلما انتهيت من كتابة واحدة من الجمل التي أخالها هي الأنسب للتعبير عن موقف كهذا... أقوم بشطبها بحثا عن عبارة أخرى، وكثيرا ما كنت أطلب من قلمي أن يستريح لبرهة من الوقت، فاشرب فنجانا من القهوة، وأدخن بضعا من السجائر، وألوذ بصمت عميق كثيرا ما يكون ملفتاً للنظر، علني أجد ضالتي من الكلمات... فأجدني عاجزا، فتفوتني الكتابة في هذه المناسبة.
حاولت أن أجد تفسيراً لهذا العجز المتكرر، فخلصت إلى أن هناك من يزاحم أمي في يومها، إنه أبي... لا أستطيع الكتابة عن أمي دون أبي، لجأت إلى طريقة الاستعانة بالصور والمواقف التي تخص أمي دون أبي وحاولت تذكر جلساتها، ابتساماتها، كلماتها...
حاولت استحضار صور المزرعة... وخبز الطابون... وحوش الدار... الزيت والزعتر... والجبنة... والخيمة.
طلبت من الذاكرة أن تستعين بمواقف الفرح والحزن والامل والألم...فكان أبي حاضراً في كل المواقف...فتكرر الفشل.
لم أستطع الكتابة عن أمي دون أبي، فقد تقاسما الحياة... نعم الحياة بمرها... واحيانا بحلوها.
أنا لست بائساً ولا يائساً ولا محبطاً... لكن لحظات الفراق تفوق كل اللحظات، فكيف إذا كان الفراق... فراق الوطن.
إلى كل الذين نجحوا في الكتابة في ‹عيد الأم› دون الأب، أقول أتمنى لو أن الله أطال في عمر أمي، أو في عمر أبي بضع سنوات لأجعل بر الوالدين هو الهدف الأسمى في الحياة، فالدنيا فانية...والمال إلى زوال.
إليك أبي... سامحني فقد فارقت الحياة وأنا في سفر... كنت فيها أبحث عن لقمة العيش لك... ولأولادي.