Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Oct-2018

نتنياهو سيفوز.. واليمين؟ - شلومو بتروكوفسكي

 

يديعوت أحرونوت
 
الغد- لا يكف رئيس الوزراء عن اطلاق التلميحات السياسية بأن الانتخابات باتت على الأبواب. وآخر ذكر له للموضوع كان أمس، في المؤتمر الصحفي بمناسبة تعيين محافظ بنك إسرائيل الجديد. وبشكل غير عادي، بدأ نتنياهو الحدث بالأسئلة، وتناول جملة مواضيع أحد أبرزها كان الانتخابات. صحيح أنه لم يعلن عن انتخابات، ولكنه لم يستبعد خيار أن تجرى في القريب العاجل. فقد قال "لا يمكنني أن أقول إن موعد الانتخابات سيتم تقديمه". وامتنع بشكل ظاهر عن الإعلان مثلما في الماضي عن أن في نيته أن يبقى في هذه الولاية بنحو سنة اخرى حتى موعد الانتخابات العامة المقرر في القانون.
حتى مجرد عقد المؤتمر الصحفي العاجل كان كفيلا بأن يكون جزءا من التلميح، إذ أن نتنياهو درج على أن يجيب على اسئلة الصحفيين قبل الانتخابات أساسا. في بداية الاسبوع كان التلميح حتى أكثر وضوحا: في الاستعراض لوسائل الإعلام عن جلسة وزراء الليكود، نقل عن نتنياهو قوله "أسمع أنهم يسألون إذا كانت هناك انتخابات ومتى. جوابي هو أنه لا قرار". ويضاف التصريحان إلى أقوال طرحها مقربوه مؤخرا، وجاء فيها عمليا إن نتنياهو قرر منذ الآن تقديم موعد الانتخابات إلى الشتاء القريب القادم والسؤال الوحيد هو متى سيعلن عن ذلك.
يتصرف نتنياهو حول مسألة تقديم موعد الانتخابات كمن هو مقتنع بأن الفوز في جيبه. والحقيقة؟ من الصعب اتهامه. فاستطلاعات الانتخابات التي تنشر في وسائل الإعلام تثبت احساسه بالثقة، ولا تشير حتى هذه اللحظة إلى شخصية سياسية بوسعها أن تتحدى حكمه. آفي غباي، أمل المعسكر الصهيوني، يتبين كمصيبة انتخابية. وإذا ما صدقنا الاستطلاعات هذا الاسبوع، فحتى نتيجة المنزلتين المتدنيتين غير مضمونة لمعسكر برئاسته، وفوز نتنياهو بعيد عنه كبعد الشرق عن الغرب.
يائير لبيد هو الآخر لا ينجح في الاقلاع عاليا ليتحدى نتنياهو بشكل حقيقي. فالأيام التي كان فيها الليكود ويوجد مستقبل يراوحان حول عدد مشابه من المقاعد تبدو اليوم بعيدة. يوجد مستقبل، أغلب الظن، سيزيد جدا قوته في الانتخابات القادمة، ولكن ديوان رئيس الوزراء سيراه لبيد في أفضل الأحوال في جلسات الحكومة الأسبوعية، إذا دخل إلى الحكومة، وفي حالة أقل جودة في لقاءات الاطلاع بين رئيس الوزراء ورئيس المعارضة مرة كل بضعة اشهر.
غير أن اعتداد نتنياهو من شأنه أن يتبين كخطأ جسيم. فقد سبق أن تعلم على جلدته في الماضي بأن تشكيلة الحكومة هامة بقدر لا يقل عن مسألة من يقف على رأسها. فقد وقف على رأس حكومة صمدت أربع سنوات، وعلى رأس حكومة بصعوبة اجتازت سنتين. والفروقات بين الحكومتين كانت كثيرة، ولكن أحد الامور المركزية فيها كان وضع كتلة اليمين – الاصوليين.
فهذه الكتلة، توجد هذه الأيام في احدى لحظات الدرك الاسفل لها. شاس تراوح على شفا نسبة الحسم، الاصوليون الأشكناز منقسمون أكثر من أي وقت مضى، إسرائيل بيتنا ضعيف وشظايا الاحزاب في الغالب من شأنها أن تضعف الكتلة. حزب "الهوية" لموشيه فيغلين، حزب ياحد لإيلي يشاي، الحزب عديم الاسم حاليا لبوغي يعلون وحزب قوة يهودية لخريجي كاخ، كفيلة بأن "تحرق" قرابة ستة مقاعد معا، ولا تزال اليد ممدودة. وحتى البيت اليهودي، الذي تثني عليه الاستطلاعات بشكل نسبي، بعيد عن ايام البهاء التي كانت له.
يؤدي الانشقاق في اليمين إلى وضع يمكن لنتنياهو أن يجد نفسه فيه متعلقا بألسنة ميزان اشكالية للغاية، مثل حزب برئاسة النائبة أورلي ليفي ابوقسيس. في مثل هذا الوضع من شأنه أن يشتاق إلى الحروب في الائتلاف الحالي بين بينيت وليبرمان. وسرعان ما سيحل محل الاعتداد وجع رأس شديد على نحو خاص، لم يتخيله على الاطلاق.