Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Mar-2017

مشاجرات أردوغان في أوروبا - طارق مصاروة
 
الراي - تمتد مشاجرات اردوغان وجيرانه الأوروبيين فتكاد تشمل كل أوروبا، وحتى فرنسا التي تفردت باستقبال الوزراء الاتراك فانها لم توفر لهم الجماهير ليمارسوا عليها الخطابة، لسبب بسيط هو ان لا جالية تركية في فرنسا.
 
والسؤال الذي يسأله الاوروبيون والاتراك هو: ما هي القيمة المضافة لنظام تركيا الرئاسي، لاطلاق آلاف الأتراك في شوارع أوروبا. علماً أن بعضهم يحمل الجنسية الألمانية أو الهولندية.. وبعضهم أعضاء في البرلمانات والمجالس المنتخبة؟!.
 
وما الكسب الذي يمكن لأردوغان تحقيقه من وصف جيرانه بالنازيين والفاشيين، وهما صفتان يعرف الذين عاشوا في أوروبا بشاعتهما في مجتمعات ديمقراطية، لها وجهها الانساني الحقيقي؟!.
 
في ألمانيا احتضنت مدنها مئات آلاف الأتراك، والاسبان واليونان. وكانت هذه الجاليات تغادر الى بلدانها الاصلية بعد تطورها الصناعي وروابطها الاوروبية الاقتصادية. الا الاتراك الذين بلغ عددهم 5ر2 مليون، تجدهم في حواري خاصة في المدن الالمانية، وتجد بعضهم في الاحزاب، والبلديات وبعضهم في البرلمان فقد كان الاندماج صفة من صفات الطبقات المثقفة من المهاجرين، وصار الآلاف يحملون الجنسية المزدوجة: الألمانية والتركية.
 
ان يكسب اردوغان بهذه المشاجرات، او لا يكسب، فان تركيا ابعد ما تكون عن حسابات رجل يعيش في قصر يضم 600 غرفة صنعه لنفسه ونظن ان الدين الاسلامي لم يتغير الا حسب ما يعتقد اردوغان انه قادر على تغيير الحياة في تركيا وأوروبا سواء بسواء.
 
والمعركة الكلامية ليست قطعاً في مصلحة اوروبا الديمقراطية. فالتحرش سيعطي لليمين صفات اليمين الاميركي، ومن غير المستبعد ان يحوز اليمين المتطرف على مكاسب مؤذية لفرنسا او هولندا.. وان كان من المستبعد ان تتأثر المستشارة ميركل وهي التي غامرت بقبول مليون مشرد سوري في ألمانيا، رغم ما يمكن ان يسببه الارهابيون المندسون بينهم.
 
بحزم منعت الدول الاوروبية التظاهرات التركية غير المبررة في شوارعها. واذا كان هناك «متحمسون» لأردوغان يصادرون اعلام القنصليات الأوروبية، ويرفعون العلم التركي مكانها في اسطنبول، فانهم لن يغيروا الكثير بعد شتيمة النازية والفاشية.