Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Jun-2017

رمضان حين يُظهر عوراتنا - د. فايز الربيع
 
الراي - نحن العرب والمسلمين من أكثر شعوب الأرض اهتماماً بالعبادات إنطلاقاً من التكليف الذي يطلبه منا ديننا الحنيف والأصل في العبادات فقهاً التعبد دون الالتفات الى المعاني مع أن للعبادات أثرها كما بينت الآيات في مجملها « لعلكم تتقون « في الصيام، ولأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والزكاة «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها « والحج « فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج « كل ذلك هي مقاصد العبادات ومقاصد الشريعة ومن جهة اخرى نقرأ في سورة الماعون « أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم.... « ثُم تصف الآيات المنافقين بأنهم «يراؤون ويمنعون الماعون» فربطت الايات بين مفهوم الدين وآثاره وإنعكاس ذلك على السلوك الإيجابي للمؤمن.
 
عندما وصف الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم حيث قال (( وإنك لعلى خلق عظيم )) وعليه قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم خلقا.
 
عندما نتوسع في أمور الحياة نجد أن هناك أمورا تضبط سلوك الناس دين أو قوانين أو كليهما معاً الناس غير المتدينة ليست بدون اخلاق هناك الأخلاق الاساسية التي تشترك فيها معظم شعوب الارض، جاء الاسلام ليضع لها حداً أعلى لا تتعداه وحداً أدنى لا تنزل عنه (( فلا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط )) وإنطلاقاً من ذلك هل تنعكس عباداتنا التي تعج بها المساجد وبين الذين يطوفون بالبيت الحرام حجاً وعمرة، ونضرب لذلك اكباد الإبل كما يقولون وندفع الالاف للوصول نقنع انفسنا بعد ذلك أننا الافضل وإننا النموذج الذي يحتذى.
 
الذين يطعمون الناس دجاجاً فاسداً هل هم صائمون، الذين يغشون بضاعتهم يومياً ربما صلى بعضم الفجر ويحرصون على التراويح الذين يكذبون ويعملون الاسافين لزملائهم وينافقون هل هم صائمون، الذين يولون في العمل من هو الأقرب والموالي وليس الأكفأ ربما هم أيضاً حجوا وصاموا وصلوا، الذين يوالون الأعداء ويحكمونهم في رقاب المسلمين شرقاً وغرباً ربما جباههم سوداء من أثر السجود.
 
نحن نعيش حالة من الإغتراب الأخلاقي بين النص والممارسة بين حالة العبادة وحالة السلوك المرتبط بها، ربما يظهر رمضان عوراتنا أكثر لأننا في حالة عبادة فريدة وهي الصيام هذه العبادة التي لها أثارها السلوكية بجانب العبادات الاخرى.
 
المطلوب هو انعكاس وتطابق بين ما نتعقد ونمارس من شعائر تعبديه بين سلوكيات، عندها نستطيع القول إننا ارتقينا الى المستوى المطلوب من العبادة التي تنفع بالدنيا والآخرة.