Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Feb-2018

برنامج ميداني تصعيدي في الأراضي المحتلة بدءا من الجمعة الفلسطينيون يرفضون القرار الأميركي

 

نادية سعد الدين
 
عمان- الغد- أكد الفلسطينيون أهمية "التنسيق والتعاون الفلسطيني- الأردني المشترك" لمواجهة قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، في شهر أيار (مايو) المقبل، فيما أعلنت القوى والفصائل الوطنية والإسلامية عن برنامج ميداني تصعيدي بالأراضي المحتلة، بدءا من الجمعة المقبلة، رفضا للقرار الخطير.
ورفض الفلسطينيون قرار "النقل"، الذي أكدته وزارة الخارجية الأميركية بالأمس، مطالبين "بالرد الحاسم، وبخطوات سياسية فعلية مضادة في المرحلة المقبلة"، تزامنا مع ميدان الوطن المحتل المشتعل حاليا والمقبل، بحسبهم، على انتفاضة جديدة في وجه عدوان الاحتلال الإسرائيلي، وضد قرار واشنطن.
واعتبروا أن اتمام عملية "النقل"، عشية الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، يعد "استفزازا معاديا"، وخرقا للقانون الدولي وتدميرا لحل الدولتين، غير مستبعدين أن يتبع هذه الخطوة تاليا خطوات أكثر عداء للحقوق الوطنية الفلسطينية.
من جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، في حديث لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، حيوية وضرورة "التعاون والتفاهم المشترك والوثيق بين الأردن وفلسطين، فضلا عن مصر، بالنسبة لأي خطوة سياسية مقبلة سيتم الإقدام عليها".
ونوه إلى أهمية "ضمان الاسناد العربي الفعال لمثل تلك الخطوات السياسية التي يمكن الإقدام عليها"، لرفض ومجابهة القرار الأميركي، الذي "يعد مجرد خطوة البداية، حيث ستليها خطوات أكثر استهانة واستفزازا وعداء للحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية".
ودعا إلى "تشكيل قيادة وطنية فلسطينية موسعة تضم كل الأطراف والاتجاهات، بدون استثناء، إلى حين عقد المجلس الوطني بتشكيل جديد يتيح تغيير التركيبة القائمة نحو ادخال ممثلين أكثر حيوية وتعبيرا عن الفئات المختلفة من القوى والأحزاب والنساء والشباب".
وطالب عبد ربه "بحل فوري لمشكلة حصار قطاع غزة وتدهور مستوى الحياة فيه إلى المنسوب الأدنى من مستوى الكفاف البشري، وهو عار علينا جميعا"، بحسبه.
وشدد على ضرورة "اتخاذ خطوات ملموسة داخلية"، معتبرا أن "المبادرة لتشكيل قيادة وطنية موثوقة، تزامنا مع اللحمة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، تشكلان خطوة البداية، بعيدا عن خطابات البكاء والندب والعويل التي لا تفيد مطلقا، مثل القول "سلطة بلا سلطة" أو "عدم شرعية الرئيس"، أو المطالبة باستبعاد الولايات المتحدة عن ملف السلام، وهو الأمر الذي لن يحصل".
ورأى عبد ربه أن القرار الأميركي يعد "أسوأ أشكال الاستهتار بالفلسطينيين والعرب، ودليلا إضافيا على كيفية التقدير المستخف بردود فعلنا ومواقفنا، من جانب التحالف القائم بين الحكومة اليمينية الصهيونية المتطرفة وبين الإدارة الأميركية التي تضم غلاة ما سماهم "المتصهينين" في الولايات المتحدة".
ولفت إلى ضرورة عدم الدوران في الدائرة المغلقة من مسألة اتخاذ القرارات، التي نتصور أنها يمكن أن تقلق أحدا، ولكنها، عمليا، لا تترك أثرا"، وذلك في موضع التعقيب على تساؤل حول قرارات المجلس المركزي، بدورته الأخيرة، التي يقول البعض أنها لم تنفذ حتى اليوم، قياسا بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وإعادة العلاقة معه سياسيا واقتصاديا، وإنهاء اتفاق أوسلو.
وكانت الناطقة باسم الخارجية الأميركية، هيثر نيورت، أفادت، أمس، بأن سفارة بلادها ستنقل أعمالها لمقر القنصلية الأميركية  في "حي أرنونا" في القدس المحتلة، لمباشرة عملها في شهر أيار (مايو) المقبل. 
أما ميدانيا؛ فإن الأراضي الفلسطينية المحتلة المشتعلة حاليا ضد عدوان الاحتلال وقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي"، ستكون مقبلة على تصعيد ميداني جديد لرفض قرار واشنطن بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس المحتلة.
وقال الناشط أحمد أبو رحمة، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن "الأراضي المحتلة مشتعلة منذ قرار ترامب بشأن القدس، عبر تنظيم المظاهرات والمسيرات الغاضبة والمنددة بالخطوة الأميركية، فيما ستشهد تصعيدا ميدانيا آخر في الفترة المقبلة".
وأضاف إن "الأراضي المحتلة ستشهد انتفاضة وهبة جديدة في وجه الاحتلال وضد القرار الأميركي"، مؤكدا إن "الفلسطينيين لن يرضخوا أو يقبلوا بالقرار، حتى لو تم نقل السفارة عنوة وبالقوة العسكرية، حيث ستكون هناك هبة جديدة للرد الفعلي على القرار".
ونوه أبو رحمة إلى أن "هناك برامج تابعة للقوى الوطنية والإسلامية للعديد من الفعاليات والأنشطة في الأراضي المحتلة ردا على القرار الأميركي".
وتحدث عن "انطلاق مسيرة مركزية ضخمة من قرية بلعين، وعموم رام الله، يوم الجمعة المقبل، بالتوازي مع تظاهرات ومسيرات غاضبة في أنحاء الأراضي المحتلة، بالتوازي مع الفعاليات المتنوعة عند الحواجز العسكرية ونقاط الاحتكاك مع قوات الاحتلال للتأكيد بأن القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية".
وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، قد وصف الإعلان الأميركي بأنها "خطوة أحادية الجانب، لا تساهم في تحقيق السلام ولا تعطي شرعية لأحد"، معتبرا أن" أي خطوات لا تنسجم مع الشرعية الدولية، ستعرقل جهود تحقيق تسوية في المنطقة، وستخلق مناخات سلبية وضارة."
وبالمثل، اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، أن اختيار الإدارة الأميركية لذكرى نكبة الشعب الفلسطيني تاريخا لنقل سفارتها إلى القدس، يعد "مخالفة فاضحة للقانون الدولي والشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة وإمعانا في تدمير خيار الدولتين".
من جانبها؛ حذرت حركة "حماس" من خطورة القرار الأميركي الذي "يمثل تحديا صارخا للشعب الفلسطيني، واعتداء جديدا على حقوقه الوطنية وضد المقدسات الإسلامية، واستفزازا لمشاعر الأمة العربية والإسلامية".
وأوضحت "حماس"، في بيان أمس، أن هذه الخطوة تتنافى مع المواثيق والقوانين الدولية، مؤكدة أنها "لن تمنح الاحتلال الصهيوني أي شرعية على الأراضي الفلسطينية أو تغير في حقائق مدينة القدس ومعالمها"، حيث "سيتصدى الشعب الفلسطيني لها بكل صمود وتحد".
كما أدانت حركة "الجهاد الإسلامي" القرار الأميركي، واعتبرته "إمعانا في العدوان ضد الفلسطينيين العرب والمسلمين بشكل عام"، كما يعد "باطلا وغير شرعي، وقياسا للدور الأميركي في تهديد الأمن والاستقرار ودعم الارهاب الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".
بينما وصف حزب الشعب الفلسطيني القرار الأميركي "بالاستفزازي"، حيث يمثل "مخالفة فاضحة للقانون الدولي والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بمدينة القدس".
فيما اعتبر الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، القرار الأميركي "استفزازا، وإمعانا في مشاركة الاحتلال بخرق القانون الدولي وجريمة احتلال وضم القدس"، مطالبا "بالرد عليه فعليا، عبر تنفيذ قرارات المجلس المركزي، وأولها وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال".
وكانت المواقع الإسرائيلية الإلكترونية قد بينت، أمس، نقلا عن المسؤولين، أن المرحلة الأولى ستتضمن افتتاح "مقر مؤقت" للسفارة الأميركية في المرفق القنصلي الواقع في حي "أرنونا" غرب مدينة القدس، سيعمل فيه السفير ديفيد فريدمان برفقة فريق عمل صغير، إلى حين 14 أيار (مايو) المقبل.
ويشار إلى أن الرئيس ترامب قد أعلن، في 6 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، اعتراف بلاده بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وبدء عملية نقل سفارتها إليها.