Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Jun-2019

ماذا بعد فشل نتانياهو.. في «تعويم» نفسه؟ (2-2)*محمد خروب

 الراي-من تابَع المناورة المعقدة متعددة الرؤوس والاتجاهات التي لجأ اليها نتانياهو، بعد ان لاحت بوادر فشله في تشكيل حكومة ائتلافية تستند في حدها الأدنى الى صوت واحد (61 عضو كنيست)، اكتشفَ ان الرجل فقد قدرته على الامساك بخيوط اللعبة، كما دأب طوال السنوات العشر السابقة، مستفيداً من حقيقة ان الاحزاب الدينية المتزمتة (الحريدية) لا تعنى إلاّ بمصالحها المالية، وتبدي اعتراضاً على اي محاولة لفرض قانون التجنيد الذي سعت قوى علمانية الى فرضه، كتساوي في العبء الذي يقع على فئات وشرائح اجتماعية (غير طلاب المعاهد الدينية).

 
نتانياهو الذي قبل تقريباً كل شروط ليبرمان حتى ذلك الخاص بقانون التجنيد والضغط على الاحزاب الدينية، كي توافق عليه «مُعدّلاً»، ما لبث.. وقد بدا ان ليبرمان يريد «إذلاله»، أن عرَضَ على حزب العمل (المحسوب على اليسار الذي يُحاربه نتانياهو) ثلاث حقائب وزارية مقابل الانضمام الى حكومته، بل ذهب بعيداً وقام بعرض خمس حقائب على تحالف كاحول – لفان (ازرق – ابيض)، فرد يئير لبيد الشريك الثاني في التحالف قائلا: نقبَل المشاركة في حكومة وحدة وطنية مع الليكود بدون نتانياهو.
 
هنا شعر نتانياهو فقدانه زمام المبادرة فقام بمناورة مزدوجة، اذ أوعز الى نواب الليكود بتقديم مشروع قرار لحل الكنيست الحالية والذهاب الى انتخابات جديدة، في الوقت نفسه الذي لم يُبِلغ فيه رئيس الدولة بفشله تشكيل حكومة قبل انتهاء المدة القانونية، ولو كان أبلغه بذلك لكان من صلاحية الرئيس دعوة عضو آخر من الليكود او الحزب الاكبر التالي لتشكيل الحكومة العتيدة، الامر الذي كان سيقضي سياسياً وشخصياً على نتانياهو، وإنما ايضا يمكن لرئيس قائمة ازرق – ابيض الجنرال غانتس تشكيلها. حينها سيأفل نجم نتانياهو ويكون الطريق سالكاً لدخوله السجن على قضايا وملفات الفساد الثلاثة المتّهم فيها بالرشوة والإحتيال وخيانة الأمانة. لهذا قام مِن فورِه بعرض مشروع قانون إعادة الانتخابات بالقراءتين الثانية والثالثة، وجاء التصويت على النحو التالي 74 مع 45 لا، وصوت واحد غائب.
 
في السطر الاخير يراهن نتانياهو على إحراز اليمين بعد تعزيز صفوفه بضم حزب كولانو (كحلون) وايليت شكيد الى حزبه, وبما يرفع عدد مقاعد اليمين ويمنح اشرعته رياحاً جديدة، لكن المؤشرات تشي بانه غير قادر على تحقيق حلمه، وإن كانت الاحتمالات واردة بتفكّك تحالف كاحول – لفان.
 
فيما تبدو محاولات إعادة إحياء القائمة المُشترَكة، اكثر احتملاً مما كانت عليه عند تفككها، بعد ان ثبت ان لا مصلحة لِأحد في عدم التقاء الاحزاب الاربعة على قواسم مشترَكة، اكثر بكثير من التي تبعث الإنقسام، في ظل يمين عنصريّ فاشيّ، لا يرى فِلسطينِيّي الداخل من مسافة متر واحد.