Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Jun-2018

و«الآن» ..ماذا بعد؟! - صالح القلاب

الراي -  لا أسوأ من كان بإمكانه حل «عقدة» بأصابعه فتركها إلى أنْ غدا لا يستطيع حلها حتى بأسنانه ويقيناً إنه على الأردنيين الذين «إنتفضوا» وتظاهروا وأيضاً الذين بقوا في بيوتهم، يستقبلون الإشاعات والتكهنات والأكاذيب و»الفبركات»، أن يدركوا أن بلدنا أصبح يعاني من أزمة طاحنة حقيقية وأنه بات على مفترق طرق وأنه علينا كلنا، معارضون وغير معارضين ومع الجميع أصحاب المواقف الرمادية أن يواجهوا هذا المأزق بشجاعة وعقلانية بعيداً عن «المزايدات» والإتهامات الظالمة بأن وراء هذا الذي جرى ويجري قوى خارجية.. والعدو الصهيوني وبعض المتآمرين علينا لأسباب متعددة وكثيرة!!.

الآن.. وبعد أن أصطدمت رؤوسنا بجدران الحقيقة الموجعة علينا أن نعرف وندرك أنه لو أسقطت هذه الحكومة وتلاحق على مقعد رئيسها عشرون «فارساً» من الذين ينتظرون أن يصلهم الدور فإنه لا يمكن إنقاذ سفينتنا من غرق مدمر لا سمح االله إلا بأن نراجع «كلنا» الحسابات الماضية القائمة على الإفتراضات والتقديرات الخاطئة وعلى إنتظار طويل ليجود علينا «الخيرون» بما لهم وهكذا فقد وجدنا بلدنا الحبيب فعلاً أمام هذا المأزق الخطير الذي نسأل االله جلّ شأنه أن نتغلب عليه.
إنه غير مجدٍ الآن، بدل أن نعمل معاً ونفكر معاً، أن نواصل التلاوم وإتهام بعضاً بعضا وأن ندمر بلدنا الذي، بأريحية أهله وبعقلانية التعامل مع مستجدات ما سمي «الربيع العربي» ، قد تمكن من الصمود وتجنب كل هذه الويلات والمآسي التي حلت ببعض الدول العربية والمثل يقول: «السعيد من إتعظ بغيره والشقي من إتعظ بنفسه».. والحقيقة أن الأردن، «المملكة الأردنية الهاشمية» قد بقي يتعظ بغيره ولذلك فإنه قد بقي صامداً ومتماسكاً كل هذه السنوات الطويلة التي كان عنوان بعضها كل تلك الإنقلابات العسكرية البائسة التي أطلق عليها أصحابها ظلماً وبهتاناً مصطلح الثورات وكانت النتائج كل هذا الدمار والخراب الذي حل بدول شقيقة كانت تضع أقدامها على بدايات طرق صحيحة.
وهنا فإن المفترض أن الكل يذكر أننا قد سمعنا عن بعض الذين دمروا بلدانهم وأوصلوها إلى كل هذا الخراب الذي وصلت إليه بأنهم سينقلون ما عندهم إلى الدول المجاورة وبخاصة الأردن.. لكننا بالتلاحم والتفاهم وسعة الصدور قد بقينا صامدين وقد جنبنا بلدنا زمهرير كل هذه العواصف المدمرة التي ضربت سوريا.. وليبيا واليمن وأيضاً العراق وهذا يعني أنه علينا أن نبقى نتعامل مع مشاكلنا الطارئة والقديمة بسعة الصدور وبالتسامح وبتغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة وأن نتحمل الأوجاع الشخصية من اجل إبعاد الأوجاع الخطيرة عن هذا الوطن العزيز الذي غدا محاصراً بالنيران من كل جانب.
إنه من حق كل أردني أن «يدب» الصوت عالياً وأن ينتقد سياسات هذه الحكومة والحكومات السابقة التي أورثتها هذه التركة الثقيلة وأيضاً أن يشير وبكل شجاعة إلى «الفاسدين» الذين كانوا ولا زالوا يشكلون «ثآليل» في جبين المسيرة الأردنية العسيرة وأن يطالب بمحاسبة هؤلاء الذين معظم الأردنيين يعرفونهم معرفة أكيدة ليس في هذه المراحل المستجدة بل منذ قيام هذه الدولة «دولتنا» في عشرينات القرن الماضي وحيث وللأسف أن كل فاسد قد أورث الفساد لورثته .. وفي تسلسل وصل إلى أحفاد الأحفاد.. وعليه
فإنه علينا أن نسأل: و»الآن»..وماذا بعد!!.