Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Sep-2019

هل كانت محاولة انقلاب 2016 وراء شراء تركيا صواريخ إس-400 الروسية؟

 الغد-بول إيدن* – (أحوال تركية) 20/8/2019

بينما كانت محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في العام 2016 سبباً، على الأرجح، في إقناع أردوغان بحاجته للحصول على نظام غير مرتبط بحلف شمال الأطلسي، فإن تركيا كانت قد اشترت صواريخ دفاع جوي قبل فترة طويلة من محاولة الانقلاب. ففي العام 2013، عبرت تركيا عن رغبتها في شراء منظومة “إف. دي-2000” من الصين، وهي منظومة ترتكز على نظام “إس-300″، الذي هو النسخة القديمة من نظام “إس-400”. لكن أنقرة مُنيت بخيبة الأمل حين ترددت بكين في إتمام عملية نقل التكنولوجيا، وهو شيء تصر تركيا على الحصول عليه عند شراء أي عتاد عسكري.
* * *
راج في الأشهر الأخيرة اعتقاد بأن أحد الأسباب المحورية التي دفعت تركيا إلى شراء منظومة الدفاع الصاروخية الروسية من طراز “إس-400″، على الرغم من المعارضة القوية للصفقة من واشنطن، هي رغبتها في حماية نفسها من طائراتها نفسها في حال حدثت محاولة للقيام بانقلاب عسكري آخر.
في ليلة الخامس عشر من تموز (يوليو) من العام 2016، حلق انقلابيون أتراك بطائرات من طراز “إف-16” أميركية الصنع، سعياً إلى قصف مبنى البرلمان في أنقرة. وكانت تلك هي المرة الأولى التي وجدت فيها المدينة نفسها تحت هجوم عسكري منذ العام 1402. بل إن طائرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه كانت أمام أعين الطيارين، لكنهم فشلوا في استهدافها لأسباب مجهولة.
وفي سعيها لاستعادة السيطرة، عجزت القوات المسلحة التابعة لحكومة أردوغان عن اعتراض أي من مقاتلات الانقلابيين أو إسقاطها.
وكتب علي دمرداش، المحلل المتخصص في الشؤون الخارجية، في دورية “ذا ناشونال إنترست” الشهر الماضي، بينما كانت أنقرة تتسلم شحنات بطاريات الدفاع الجوي الصاروخي الروسي “إس-400”: “كان ما لاحظناه خلال محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في العام 2016 هو أن تركيا لا تملك منظومة دفاع فعالة في مواجهة قوة النيران الجوية الأميركية التي تملكها هي نفسها.”
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول أميركي قوله: “هناك أقاويل تتردد عن رغبته (أردوغان) في أن يكون النظام (نظام الدفاع الصاروخي الروسي) من أجل حمايته هو.” وأضاف المسؤول: “إنه لا يريد نظاماً متكاملاً مع حلف شمال الأطلسي.”
بينما كانت محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في العام 2016 سبباً، على الأرجح، في إقناع أردوغان بحاجته للحصول على نظام غير مرتبط بحلف شمال الأطلسي، فإن تركيا كانت قد اشترت صواريخ دفاع جوي قبل فترة طويلة من محاولة الانقلاب.
ففي العام 2013، عبرت تركيا عن رغبتها في شراء منظومة “إف.دي-2000” من الصين، وهي منظومة ترتكز على نظام “إس-300″، الذي هو النسخة القديمة من نظام “إس-400”.
لكن أنقرة مُنيت بخيبة الأمل حين ترددت بكين في إتمام عملية نقل التكنولوجيا، وهو شيء تصر تركيا على الحصول عليه عند شراء أي عتاد عسكري.
وقبل إلغاء تلك الصفة في العام 2015، حذر حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي أنقرة من مغبة الشراء من الصين، لنفس السبب تقريباً الذي حذروها منه في حالة صفقة شراء نظام “إس-400”.
وقال عمر العمراني، المحلل العسكري المخضرم في مركز التنبؤات الاستراتيجية، ستراتفور، متحدثاً لموقع أحوال تركية: “تسعى تركيا للحصول على منظومة دفاع صاروخي بعيدة المدى منذ ما يزيد عن عشر سنوات.”
وأضاف: “ثم تعززت هذه الحاجة مع اندلاع الحرب الأهلية وإدراك تركيا بأن لديها دفاعات ضعيفة في مواجهة الصواريخ الباليستية التي تملكها قوات الحكومة السورية.”
كما قال العمراني أيضاً أن اختيار شراء الصفقة من بلد غير عضو في حلف شمال الأطلسي لا علاقة له مطلقاً بمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا.
وذهب إلى القول: “قرار السعي إلى شراء منظومة الدفاع الصاروخي (إس-400) الروسية له علاقة بالأساس بالاتفاق الذي تم على نقل التكنولوجيا المهمة، وكذلك برغبة أنقرة في تحسين علاقتها مع روسيا.”
ويرى تيمور أخميتوف، الباحث المقيم في أنقرة والذي يعمل في مجلس الشؤون الدولية الروسي، أن صفقة “إس-400” هي جزء من سياسة خارجية مستقلة، ونقلة باتجاه تحقيق هدف بعيد المدى يتمثل في إنشاء صناعة عسكرية محلية قوية.
وأضاف متحدثاً لموقع أحوال تركية: “تركيا اليوم راغبة في الحصول على التكنولوجيا من أجل إطلاق قدراتها الدفاعية الخاصة في قطاعات ذات صلة.”
كما يشعر الكاتب المتخصص في الشؤون العسكرية، جوزيف تريفيثيك، بالارتياب في النظرية الخاصة بمحاولة الانقلاب.
وقال عن ذلك: “من وجهة نظر استشرافية، أجد من الصعب للغاية تصديق أن هذا (الانقلاب) كان الدافع الاساسي وراء قرار شراء منظومة إس-400.”
وأضاف: “كل ما عليك القيام به هو مراجعة عدد الدول الأعضاء في خلف شمال الأطلسي التي قدمت معدات دفاع جوي لتركيا منذ العام 1990.”
لم يسبق لتركيا مطلقاً الحصول على نظام دفاعي صاروخي بعيد المدى، ولذلك احتاجت بالتالي إلى الاعتماد على حلفائها في حلف شمال الأطلسي لنشر بطاريات صواريخ “باتريوت” خاصة بهم على الأراضي التركية، مثلما فعلوا في مرات كثيرة على مدى السنوات الثلاثين الماضية.
وينظر ليفنت أوزجول، المحلل المتخصص في الشؤون الدفاعية والجيو-سياسية ومقره أنقرة، إلى الأشياء من وجهة نظر مختلفة.
وقال أوزجول: “أنا أضم صوتي إلى أصوات المحللين الذين يرفضون بقوة أي حديث عن كون السبب الرئيسي وراء شراء تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخي “إس-300″ هو حماية نفسها من أي محاولة انقلاب عسكري محتملة تستخدم فيها مقاتلات إف-16.”
وأضاف: “لقد أشرت سابقاً إلى أن صواريخ “إس-400″ سيتم نصبها في قاعدة مرتيد الجوية، وهو أمر يدعم هذا الفرض.”
وتسلمت تركيا بالفعل الدفعة الأولى من مكونات صواريخ “إس-400” على متن طائرات روسية في قاعدة مرتيد في أنقرة.
ومن قاعدة مرتيد أيضاً انطلقت مقاتلات “إف-15” التي قصفت البرلمان التركي في محاولة الانقلاب التركي، وبعدها أكينشي.
وتوقع أوزجول أن تستخدم تركيا أولى بطاريات “إس-400” لحماية أنقرة وقصرها الرئاسي، وكذلك لحماية البلاد من أي ضربات تشنها سورية أو إسرائيل أو أي من دول حلف شمال الأطسي.
وأقر أوزجول بأن الدفاع في مواجهة محاولة انقلاب عسكري محتملة لم يكن السبب الأساسي وراء شراء تركيا لصواريخ “إس-400”.
وتابع قائلاً: “لقد قرر حزب العدالة والتنمية التحرك نحو رسم سياسات مستقبلة بعيدة عن حلف شمال الأطلسي القائم منذ 70 عاماً”.
 
*صحفي مقيم في شمال العراق.