Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jul-2019

بين عبث الطريق والفكرة الجارحة

 الدستور-عماد مدانات

 
كما لو انك نائم في خراب 
كما لو انك ولدت من الأساطير
كما لو أنك شتلة من نعناع الحواكير الندي 
أو حكاية متداولة كالمصافحة الحميمة        
ما زلت أنت لا سواك 
طيباً كالسهر، رقيقا كالمناديل، واضحاً كعشب الصباح
لكنك متعب يا صديقي
متعب 
تودع راحة البال من أول النهار، وترتدي الشقاوة بمحض المصادفة 
بمحض القدر المشتهى
وما زلت مرهوناً لعبث الطريق والفكرة الجارحة
***
مازلت يا «يحيى» بعد خمسين عاماً عارياً كالأصابع
منتوفا كجسد صغير في أعشاب التمني ،واستدارة الرغيف الحلو في الطبق القديم 
كأنك المائدة الكثيرة
والشجر البريء
كأنك الشقاء المخبأ لكل حين 
ولم تكن غير مسافة بين الجمر والرماد في باحة الدار
بلا حزن أو ندم على حياة تناثرت في الهباء
تورق أيها الصديق بلا ثمر غير ما خبرته قدماك في الشقاوات العتيقة 
من غطاك بالصقيع أيها الحارس في تراب العمر ولسع الشموس
من سَوّاك سّفراً في الحكاية !
*** 
كالكذبة وبنات عمها في والإخفاء والوجل نرتب العمر
لم نولد هكذا يا صديقي
 ولد فينا الاختصار والحذر، فأتقنت أصابعنا حرفة التخفي من الفضائح لنبدو أكثر وسامة من قمر كبير ،لكننا في الظلال نبكي كغرباء
ونغسل الأيام بملح الوجوه كي تطول
ونحن حقل وحيد حرثه المَرار في راحة اليد والجبين!
رهين الفكرة المؤجلة
رهين الحلم الذي لا يجيء
كفك فارغة كالدعاء
وعيناك شاخصتان على أخر الدرب في انتظار الغائبين
مشفوعاً بنابك الراقص بين شفتيك كرجم يحرس طيور التلال
عنوانك لطرد الوقار، وثمرة للذبول!
وتساقط العمر كالريش
كالأسف في كل حين
*** 
لو كان لك جناحٌ لنفذت الى بقية الجنون كي تحترق بوقار
لو أن أسرارك ليست مفضوحة كخواتم اليدين
لو لم تكن رئتاك حمامة بين الضلوع 
لكنت أنت الحمام على شجر زرعته يداك
وراكين كل أحلامك 
عروس تنام في ضفاف القلب الكبير
فالتفت يا صديقي الى الجهات
الى أي نافذة فُتِحَت لتمضي..
لربما نسيت الصباح معلقاً على كتف الجدار 
فارتديه كطوق ياسمين
وتذكر العاشقات
قبل أن يفيض العمر بخيبات
  *  *
وبعد عمر طويل
هل نجحت في اقامة سهر واحد في وحدتك دونما ندم !
ماذا وضعَت في يدك الأيام غير جبيرة الكسر والسؤال !
 وتسويات العمر المهادنة
 والسهر الطويل والأحلام
 وخيانات الجسد والتعب 
هل بنيت بيتك المزعوم من شمس وظلال في مغاريب الحكاية ، حيث «راكين» تنام ، تاركة أثوابها كالعروس عند مشارف الحقول .
لا تخف 
كلهم مروا على طريق السفر، ولم يبق أثر 
كلهم عبروا الضفاف وتركوا الماء والذكريات
لتكن كما انت
***
لا ظلال لك
 لا يدك ولا رأسك،
 ولا حتى ملامحك حيث ينبغي أن تكون...!
 ومجرد الفكرة المؤجلة أمام ناظريك تقيأت رموزها عبر المسير
لا مكان لك في كواكب الناس الهاربة
فكن هنيئا في مدارك البعيد، بلا ضجر، بلا ندم، بلا غثيان من تساقط الخيبة في دفاتر الأيام، فالكلمات أورام مخبأة تحت الركام 
فاسترح من شرها الى حين
بلا أصدقاء يسممون البدن من أول كأس بدقائقهم المالحة،
وأنت بكل كياسة المعنى تنصت الى نبض قلبك العتيق :
الطرق يشتد على بوابة الروح 
من يفتح الباب؟